عادي

توقعات متفائلة لـ «الإمارات دبي الوطني» في 2021

21:36 مساء
قراءة 5 دقائق
1

دبي: عبير أبو شمالة

أبدى بنك الإمارات دبي الوطني تفاؤلاً حيال أداء أسواق الأسهم المحلية في الإمارات. وقال في تقرير حول توقعات الاستثمارات العالمية للعام الجاري، إن قيم الأسهم وتوزيعات الأرباح جذابة. وأشارت أنيتا جوبتا رئيسة قسم استراتيجيات الأسهم لدى البنك، إلى أن عوامل عدة تدعم هذا التفاؤل أبرزها تفوق الإمارات في مجال التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، وتحسن العلاقات إقليمياً، وارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى بداية انتعاش حركة السياحة في الدولة خاصة مع استمرار عملية التطعيم بنجاح.
وأضافت أنيتا جوبتا خلال مؤتمر صحفي افتراضي عقده البنك، الأحد، للإعلان عن توقعاته للاستثمارات العالمية لعام 2021 تحت عنوان «عصر المال السحري»، قائلة، إن مناخ الأعمال في الإمارات ـ مع تواصل مبادرات دعم النمو وتحرير بيئة الأعمال ـ يعد عنصراً داعماً للأسواق، مشيرة إلى فتح تملك الأجانب لحصة كاملة 100% في الشركات في الإمارات وفي أغلبية القطاعات. 
ويتوقع البنك أن تساعد تدفقات الاستثمارات من المستثمرين الدوليين في تعزيز مستويات التداول المنخفضة في الأسواق، خاصة مع زيادة أوزان شركات الإمارات في مؤشرات الأسواق الناشئة بعد رفع نسب تملك الأجانب على مستوى العديد من الشركات المدرجة.
وأكدت أن قيم الأسهم في الوقت الحالي في الأسواق المحلية جذابة، حيث تُتداول أسهم سوق دبي المالي على سبيل المثال عند مستوى يقل بحوالي 50% عن الأسواق الناشئة، مع وصول متوسط أسعار الأسهم إلى 0.9 ضعف قيمها الدفترية. وأضافت أن الشركات المدرجة في الأسواق المحلية تطرح فرصاً جيدة للمستثمر الباحث عن دخل مع توزيعات أرباح بين الأعلى عالمياً. ولفتت إلى أن أسهم البنوك والاتصالات والخدمات اللوجستية تبقى الأكثر جاذبية، مع ارتفاع توزيعات الأرباح عليها.


توزيعات الأرباح


وقالت أنيتا جوبتا، إن شركات الإمارات بفضل تدفقات السيولة القوية لديها وسياساتها الإيجابية لتوزيعات الأرباح، وارتفاع مستويات ربحيتها، تبقى بين الأفضل أداء. 
وأشارت إلى أن استضافة إكسبو 2020 هذا العام من العوامل الداعمة لأداء أسواق الأسهم المحلية، وأضافت أن دبي اعتمدت العديد من التدابير والمحفزات المالية لدعم الاقتصاد، ووصلت القيمة الإجمالية لتدابير الدعم المالي إلى 7.1 مليار درهم، كما ارتفع مؤشرا ثقة مديري المشتريات في دبي في ديسمبر بشكل إيجابي، ما يعكس توسعاً وإن كان متواضعاً نسبياً في نشاط القطاعات غير النفطية في الإمارة.
ويتوقع البنك تعافي اقتصاد الإمارة لينمو ناتجها المحلي الإجمالي بحوالي 3% في العام الجاري، بعد انكماش وصل معدله إلى 6.9% في العام الماضي نتيجة تبعات الجائحة.
ويتوقع البنك أن تسجل اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي هذا العام تعافياً من تبعات الجائحة لتسجل متوسط نمو 2.3% لإجمالي الناتج المحلي الاسمي المجمع، وهو مستوى النمو الأعلى منذ عام 2016.


ضربة موجعة للاقتصاد العالمي
 
وقدّم نتائج التقرير خلال المؤتمر الصحفي موريس جرافيير المسؤول الرئيسي للاستثمار في بنك الإمارات دبي الوطني، موضحاً استراتيجيته الاستثمارية على خلفية الأحداث غير المسبوقة التي شهدها العالم عام 2020 في ظل الانتشار الرهيب لوباء «كوفيد ـ 19» الذي وجه ضربة موجعة للاقتصاد العالمي بأسره. 
وأعرب عن ثقته بالتعافي الاقتصادي الوشيك، بفضل انتشار اللقاحات واستراتيجيات التحفيز المالي التي أطلقتها الحكومات في ظل أسعار الفائدة المنخفضة الداعمة للتوقعات الاقتصادية المرتفعة.


عام متميز
 
وقال التقرير إنه على العكس من التوقعات السابقة، فإن عام 2020 كان عاماً متميزاً على صعيد الاستثمار، حيث سجلت أغلبية فئات الأصول نتائج إيجابية وصلت إلى عدد من رقمين بالنسبة لبعض الفئات. فعلى سبيل المثال سجل الذهب ارتفاعاً بحوالي 25%، وحققت أسهم الأسواق الناشئة عائداً بنسبة 18%، متفوقة في الأداء على الأسواق المتقدمة التي ارتفعت بحوالي 16%. ولفت إلى أن أسواق أدوات الدخل الثابت سجلت أيضاً أداء قياسياً مع انخفاض أسعار الفائدة.


عصر المال السحري


وحول توقعاته للمشهد الاستثماري في العام الجاري قال جرافيير: «على الصعيد التكتيكي، يبدو المشهد العام إيجابياً نوعاً ما، على المدى القصير إلى المتوسط. ومن المتوقع أن يتمحور عام 2021 حول جني الأرباح في سوق الدخل الثابت، وزيادة رأس المال في الأسهم التي تسجل نمواً قوياً في الأرباح. أما على المدى البعيد، فقد تغير المشهد الاستثماري من الناحية الاستراتيجية، ونحن اليوم على عتبة ما يسمى «عصر المال السحري» الذي يحمل عواقب طويلة الأمد، حيث العوائد المنخفضة والمخاطر الجديدة، سواء عبر التضخم أو تراكم الديون. وكاستجابة لذلك، نعمل على تضمين نسبة أعلى من الأسواق الناشئة في مزيج الاستثمار الاستراتيجي، فهي أسرع نمواً وتتمتع بعوامل داعمة تدفع تعافيها بعد الجائحة، كما أنها تتميز بانخفاض التكاليف وقلة عدد السكان».
والمقصود بالمال السحري، الحلول أو الأموال التي بادرت بنوك مركزية حول العالم إلى طباعتها في مواجهة تبعات الجائحة، والتي تمثل الحل على المدى المتوسط، لكنها من الممكن أن تفرز العديد من المخاطر على المدى البعيد، بحسب ما أثبتته التجارب على أرض الواقع تاريخياً، مثل التجربة في ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي قادت على المدى الطويل، إلى ارتفاع قياسي في مستويات التضخم وعجز عن السداد مؤدية إلى الحرب العالمية الثانية.


خطأ الحالة المؤقتة

 
وتحدث عن توجهات البنك الاستثمارية قائلاً: «كنا مخطئين بداية عندما اعتقدنا في فبراير، أن فيروس «كورونا» حالة مؤقتة ومحصورة في قارة آسيا. وبعد أسابيع، نجحنا في تقليل المخاطر إلى أدنى نسبة في تاريخنا، في وقت كانت فيه الأسواق لا تزال تحافظ على إيجابيتها منذ بداية العام. كما راجعنا السيناريو والقيم العادلة الخاصة بنا، وأعدنا الشراء بقوة في خضم انهيار مارس، وحافظنا على استثماراتنا منذ ذلك الحين. ونتيجة لذلك، حققت محافظنا الاستثمارية الثلاث عوائد إيجابية ذات أرقام مؤلفة من خانتين، وهو ما يتخطى مخصصاتنا طويلة الأجل، ويجعلنا نتفوق على منافسينا الدوليين».


الصناديق متعددة الأصول

وتناول جرافيير الصناديق متعددة الأصول التي أطلقها البنك مؤخراً وتُدار من دبي وهي: «صندوق الإمارات المميز الحذر»، و«صندوق الإمارات المميز المعتدل»، و«صندوق الإمارات المميز الجريء»، والمتاحة بعملات الدرهم الإماراتي واليورو والدولار الأمريكي. وتخضع الصناديق المدارة من إمارة دبي وتتخذ من سلطة لوكسمبورج مقراً لها، للمتابعة المستمرة والضوابط الداخلية التي يطبقها بنك الإمارات دبي الوطني، وستكون متاحة لشريحة واسعة من الجمهور بحد أدنى منخفض وقدره 1000 دولار للاستثمار الأولي، والسيولة اليومية.
من جهة أخرى قال جافيير إن البنك يتوقع ارتفاع سعر الذهب هذا العام ليصل مع نهايته، إلى 1920 دولاراً للأونصة، لكنه رجح أن يستمر التذبذب في الأسعار ويتواصل خلال العام الجاري، كما هو متوقع لبقية فئات الأصول أيضاً.


قانون الدين خطوة إيجابية

وتحدث ساتيجيت سينج المحلل المعني بأسواق الدخل الثابت لدى البنك عن قانون الدين العام الذي تم إقراره مؤخراً في الإمارات، مؤكداً أنه يمثل خطوة إيجابية مع خلق سوق محلي للسندات بالعملة المحلية، ومنحنى عائد تسترشد به الشركات على هذا المستوى.
ويقدم تقرير «توقعات الاستثمار» الذي يصدره بنك الإمارات دبي الوطني، سنوياً، خطة استشارية تشمل الفرص الاستثمارية والمؤشرات الرئيسية للاقتصاد العالمي، وتحليلات موسعة للأسواق المالية، يعتمد عليها فريق الاستشاريين وخبراء الاستراتيجيات والمحللين الماليين في بنك الإمارات دبي الوطني، لتقديم اقتراحاتهم المتعلقة بالمعاملات المالية والاستثمارات الموجهة لعملاء البنك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"