عادي

بالاني موهان في حوار ملهم بـ«إكسبوجر»: الأفكار أثمن ما نملك

20:36 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1
1


«اللوحات التي أبدع فيها كبار الرسامين تركت في داخلي أثراً كبيراً، وألهمتني الكثير من الأشياء، فهي فسحة من جمال نستطيع خلالها أن نتعرف إلى رحلة الحياة والموت بكلّ تفاصيلها وتجلّياتها، نرى العيون، ونلمس الصبر، ونختبر الأحاسيس، لقد أثّرت في داخلي تلك الرسومات لعقود، ومنحتني القدرة على إيجاد الأفكار التي هي أثمن ما نملك».
هذا ما قاله مصور السفر الأسترالي الهندي بالاني موهان، خلال حوار ملهم بعنوان: «ولادة الأفكار»، عقد ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز «إكسبو الشارقة» حتى 13 فبراير/ شباط الجاري، تطرق خلاله للحديث عن مكامن الأفكار، والعوامل التي تسهم في استنهاضها، كما استعرض اثنين من كتبه المصوّرة «ماء وهواء»، و«الصيد مع النسور – في مملكة الكازاخ المنغولية».
وتحدّث موهان، الذي صدرت له ستّ مؤلفات مصورة، عن رحلته في مجال التصوير الفوتوجرافي وأثر المدن عليه؛ حيث تناول الدور الذي لعبته هونج كونج في تشكيل وعيه لالتقاط العديد من الصور التي ضمّها في كتابه «ماء وهواء»، وأشار إلى أنه كان يستطيع أن يرى السحب وهي تسبح تحته من مكان سكنه، ما دفعه لأن يلتقط صوراً مملوءة بالتكوينات البصرية التي شكّلتها الطبيعة مستخدماً فيها بصمة لونية مميزة وهي اللون الرمادي.
ويصف موهان علاقته بهونج كونج بقوله: «في هذا المكان يمكنك أن تستشعر الحركات، الصمت، والحزن، تلمح التفاصيل الكامنة في جمال الطبيعة، هذا الجمال الذي يولّد قوّة، ولمدينة هونج كونج طاقة كبيرة فهي قادرة على أن تجذب المصوّر وتسحره بما تملك من قدرات وجماليات متعددة، قادتني لألتقط العديد من الصور التي ضمنتها في كتاب أردت أن يكون عنوانه (تلك الطاقة)».
واستعرض موهان مقطعاً مصوّراً من الكتاب الذي يأتي عنوانه ترجمة حرفية لمصطلح «فنج شوي» بالإنجليزية، وهو مصطلح صيني يعني فنّ التناغم والتأقلم مع عناصر البيئة المحيطة والطاقة التي تمثّل المنازل والأبنية والأثاث وكلّ ما يمكن أن يؤثر في حياة وصحة الإنسان الجسديّة والذهنية؛ إذ استطاع المصور وببراعة أن يصف كلّ تلك العوامل بشكل سردي بصريّ متقن نقل خلاله معالم المدينة الساحلية المفعمة بالطاقة والسحر ضمن لقطات متنوعة امتازت بتكويناتها البصرية ووحدة اللون الرمادي.

قمم جبلية

من هونج كونج انتقل موهان خلال الحوار إلى جبال التاي؛ وهي سلسلة جبال تربط روسيا والصين وكازاخستان ومنغوليا معاً، قمم جبلية شاهقة تحتضن البدو الذين اشتهروا بتربية مواشيهم بالقرب من تخوم هذه الجبال غرب منغوليا برفقة نسور ذهبية، ليروي أثر تلك الزيارة التي قام بها للمكان والتي دفعته لالتقاط صور ضمّنها كتابه «الصيد مع النسور – في مملكة الكازاخ المنغولية».
وقال موهان: «اختبرت الكثير من القصص في منغوليا عندما كنتُ أعمل مع واحدة من أكبر الصحف حول العالم -هيرالد تريبيون-، وفي يوم من الأيام شاهدت رجلاً يحمل بين ذراعيه نسراً ذهبياً، وكان عمري آنذاك 18 عاماً، أسرتني تلك اللحظة، وقادتني بعد 30 عاماً للعودة من جديد إلى تلك الجبال؛ حيث كان يقام مهرجان خاص للنسور، وكان الشتاء قاسياً، ولكني ذهبت إلى تلك الجبال والتقطت العديد من الصور».
وتابع: «خلال رحلتي تلك قال لي أحد البدو وخبير الصيد بالنسور، عليك أن تكون فضولياً، فالفضول هو الذي يدفع لالتقاط أجمل الصور، وهذا ما فعلته، لقد قادني الفضول للوصول لأجمل الصور، وبعد كلّ تلك الرحلات والخبرات التي مررت بها تأكدت بأن الحزن والفرح وكلّ ما نراه في الحياة هو مصدر لجميع الأفكار التي نحملها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"