عادي

عبدالله بن سالم القاسمي يشهد عرض ثلاثة من أهم مصوري العالم في «إكسبوجر»

16:34 مساء
قراءة 6 دقائق
عبد الله بن سالم
عبد الله بن سالم
عبد الله بن سالم
عبد الله بن سالم
عبد الله بن سالم

شهد سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح الأربعاء، في مركز «إكسبو الشارقة»، انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر».
ينظم المهرجان المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وتحتفي الإمارة حتى 13 الجاري، بحكايات 1558 صورة قدمها 400 مصور عربي وأجنبي، منهم 51 من أفضل مصوري العالم، وثّقوا بعدساتهم أكثر لحظات الحياة استثنائية وحملوا تجارب شعوب وجماليات أمكنة وبلدان إلى الإمارة.
وحضر سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، الجلسة الافتتاحية التي شهدت عرضاً بصرياً لثلاثة من أهم المصورين العالميين. 
الأول هو الجنوب إفريقي برينت ستيرتون، الذي رصد بعدسته مشاهد من نحو 100 بلد، ونقل أدق التفاصيل الخاصة بثقافة المجتمعات الإفريقية، ولفت الأنظار نحو المخاطر التي تحيط بالحياة البرية وعزز من التزامات العالم حول أسس الصحة المستدامة، وغيرها. أما الأمريكي إليا لوكاردي، فهو أحد الأسماء اللامعة في مجال تصوير الرحلات، واستطاع أن يروي حكاية من مشاهد لـ65 بلداً زارها وحاز العديد من الجوائز والتسميات، كما اختيرت أعماله ضمن أفضل قوائم الصور في العالم.
واستمع سموه لعرض ملهم قدّمه المصور البريطاني جايلز دولي، موثّق الصراعات والحروب ومعاناة اللاجئين، تطرق خلاله للحديث عن العديد من المواقف التي ترافقت مع مسيرته التي انتقل فيها من مصوّر للأزياء إلى ساحات الحرب التي أفقدته يده وساقه بعد انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع خلال تواجده في أفغانستان.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن «تنظيم «إكسبوجر» يأتي ليكرم كل مصوّر يحمل كاميرته لتوثيق حدث، لتصبح صورته هي الحدث بذاته، فكلّ صورة بألف كلمة وألف حكاية أيضاً، ولكلّ حكاية طريقتها في التّأثير، ولجميع الحكايات غايات نبيلة».
وقال: «أردنا أن نقول من خلال الصّور الّتي جاءتنا من كلّ مكان: إنّنا محكومون بالأمل، واثقون من قدرة الإنسان على الاستمرار وتخطي التّحديات، فعندما شاهدت الصّور المشاركة، أحسست كأنّها تكاد تنطق وتقول: إنّ العالم لا يزال هناك بجماله وروعته.. ثريّ بإمكانات الحياة».
وتابع «لمسنا عبر قراءتنا للتاريخ المعاصر، كيف أسهمت صور في وقف الحروب وتخفيف المعاناة، وصور أخرى أنقذت كائنات جميلة من الانقراض، ودفعت نحو حماية الطبيعة والمناخ والموارد، وصور بثت الحياة في أماكن كانت مجهولةً، وقادت السّياح والمغامرين لزيارتها والتّعرّف إليّها، وصور أظهرت الجّمال في اختلاف ثقافات وعادات الشّعوب، وأخرى ألهمت العقول لتكتب أبحاثاً علميّة عن ظواهر وثّقتها عدسات المبدعين، وحفّزت المواهب وفجّرت مشاعر الكتّاب والشعراء والرسامين».
ودعا الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي عشاق التصوير في الإمارات والمنطقة والعالم للاحتفاء مع «إكسبوجر» بالمصورين وجهودهم ورسالتهم النبيلة، معلناً أن المهرجان سيكون منصة المصورين لرواية حكاياتهم كاملة، والوقوف على تجاربهم خلف العدسات في توثيق لحظات استثنائية من العالم.
وفي عرض بصري قدّمه خلال حفل الافتتاح، قال المصور العالمي الجنوب إفريقي برينت ستيرتون: «خلال رحلاتي حول العالم اختبرت العديد من الحكايات والقصص وشاهدت الكثير من المواقف التي تلخّص حياة الشعوب وطقوسهم، كما رصدت من خلال الكاميرا انتهاكات كثيرة يقوم بها الإنسان تجاه الموائل الطبيعية للحيوانات من القارة الإفريقية وصولاً إلى الغرب. هناك من يصيد من أجل الأكل والفراء والأعضاء وغيرها، بحق، وبغيره، ما يجعلنا اليوم نشهد هذا الوباء الذي جاء نتيجة لكل تلك الممارسات التي قام بها الإنسان على عوالم الحيوانات».
وأضاف ستيرتون «الكثير من التحديات تواجه هذا العالم أبرزها الحفاظ على البيئة، وهي مسؤولية تلقى على عاتق الجميع، وحاولت من خلال صوري أن أضيء على الكثير من المنعطفات التي يعيشها العالم وركّزت على مشاهد الوباء وتأثيراته في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم، ثم بحثت عن الصور التي تعكس العلاقات الإنسانية وتشابكاتها، ورصدت مظاهر الانتخابات وحاولت أن أظهر ما يجري بشكل حقيقي من دون أي زيف، لأن مهمة المصور هي نقل الحقيقة لا التقاط الصور وحسب».
ولفت المصور الأمريكي إليا لوكاردي إلى أنه ومنذ عام 2009 زار ما يقارب 70 دولة قاطعاً مليوني ميل، وأكد أن حبّ التصوير قاده للبحث عن أجمل الأماكن حول العالم واستكشاف تفاصيلها عن قرب والبحث عن قصص مختلفة فيها. وقال «أصور بطريقة تعني لي الكثير، أريد أن ألهم نفسي والآخرين، وأمنحهم فكرة عن بلدهم والبلدان الأخرى، حاولت أن تكون الصورة عاملاً للتواصل العاطفي، لأني أبحث عن أشياء من الصعب تصديقها. أريد أن أصور كلّ شيء بشكل ملهِم».
وتابع لوكاردي «منذ طفولتي شدّتني المجلات التي قرأتها وبقيت البلاد التي سحرني جمالها في ذهني وقررت أنني سأذهب لزيارتها يوماً ما، وبالفعل ذهبت هناك وكوّنت الكثير من الصداقات مع الناس، لأنني أرى أن الصورة لا تمثل المكان وحسب، بل روحه، وما هو مهم بالنسبة إلي هو أن أخبر الآخرين بكل تلك القصص التي علقت في ذهني لسنوات، لأننا جميعنا يمكن أن نكون جزءاً من الصورة، ومن القصة، فالتصوير يمكن أن يكون أداة فاعلة للتغيير، وليس للمراقبة فقط».
واستهلّ المصوّر البريطاني جايلز دولي عرضه بتهنئة الإمارات على نجاح مهمة «مسبار الأمل» في الوصول إلى المريخ، معتبراً أنه إنجاز جديد يضاف إلى مسيرة الدولة العلمية وجهودها في الاستثمار بطاقات الشباب.
وقال دولي خلال عرضه «علمتني مهنة التصوير الكثير من الأشياء، ومنحتني دروساً في الحياة، بعد أن قالت لي ذات يوم امرأة: أنا لا أريد مصوّراً أريد مساعدة، لهذا ومنذ تلك اللحظة أحمل ورقة بيضاء أسجّل عليها كلّ ما يقوله لي الناس، لأنني أؤمن بأنه من الضروري التقاط المشاعر، وأدركت حينها أن أعظم المصورين هم الذين يسعون وراء التقاط مشاعر الناس».
وأكمل دولي «أثناء تواجدي في لبنان أهدتني أسرة قصتها، وصورتها، ولمست فيها معنى الحب والضحك والابتسام بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها في خيمتها، وفي اليوم الأخير لي معهم التقطت لهم صورة وأهديتهم إياها، كانت صورة خلود مع زوجها، وشعرت من خلال كل تلك الصور التي تُظهرهم معاً بأنني أسعى لأكمل حكايات الناس، خلود لم تكن لاجئة أو امرأة تعيش بإعاقة، بل كانت زوجة وعاشقة لرجل بقي معها ورافقها في مختلف تفاصيل ظروفها، وهنا أدركت أنني لستُ مصوّراً حربياً بل موثّق للحب».
وأشار إلى أنه أثناء توثيقه لمعاناة اللاجئين والأزمات التي دارت في جنوب السودان، قضى يوماً كاملاً مع ديبورا نيون، وهي سيدة عجوز تتصدّر صورتها مدخل معرضه الخاص في المهرجان، وقالت له بعد أن شاهدت إصابته التي تعرّض لها عقب انفجار عبوة ناسفة في أفغانستان أفقدته قدمه وساقه: هل أنت تفكر كثيراً في ما فقدته؟ لديك عيون وآذان ولسان ويد لتكتب بها وتلتقط الصور، لا تفكر في ما فقدته لكن فكر في ما تملك».
وتابع «كانت هذه الكلمات درساً مهماً خرجت به من رحلتي تلك، وذكرتني بكلمة يابانية تعني الاحتفاء بالأضرار والخسائر، وفي حياتنا الكثير من القصص التي تجعلنا ننظر لما نملكه على أنه أهم ما نملك، فنحن نمر بأوقات صعبة في حياتنا والعالم اليوم خلال جائحة «كورونا» يواجه أكبر تحدٍ، ولكنني أعتقد أن الحياة تعطينا هدية في نهاية المطاف وهي القدرة على المقاومة والبقاء».
أجنحة
تفقّد سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، أجنحة الجهات المشاركة والمعارض المقامة حيث تعرّف إلى الأعمال المعروضة لنخبة من المصورين العالميين الذين يستضيفهم المهرجان هذا العام، مستمعاً سموه إلى شرح حول أعمالهم، وما تحمله من أبعاد إنسانية وجمالية.
ويقدم المهرجان 54 معرضاً، و21 جلسة نقاشية ملهمة، و14 ورشة عمل يقدمها 7 مصورين عالميين، و10 جلسات نقاش جماعية، و14 جلسة تقييم للسير الفنية، فاتحاً بذلك أكبر مساحة للتعلم والتدريب المباشر على التصوير في الإمارات والمنطقة.
ويقام المهرجان هذا العام ملتزماً بكل إجراءات السلامة والوقاية من «كوفيد-19»، دعماً للمصورين وتأكيداً على أهمية رسالتهم وإبداعاتهم، مرسخاً دوره في قطاع التصوير عربياً وعالمياً. وحدد المهرجان عدد الزوار بـ 2000 شخص خلال فترة زمنية معينة، والمشاركين في ورش العمل بـ20 شخصاً في كل ورشة، إلى جانب فحص درجة حرارة الزوار في جميع نقاط الدخول، وعمليات التنظيف والتعقيم الشاملة والدقيقة، وتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي الصارمة، ومعايير الصحة العامة بما يتوافق مع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة.
حضور
حضر حفل الانطلاق اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعلي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ود.خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين ونخبة من المصورين ومحبي فن التصوير. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"