عادي

بعد دخول الإمارات نادي العمالقة .. أكاديميون: غزو الفضاء لم يعد مستحيلاً

19:41 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: ميرفت الخطيب

«العرب إلى المريخ» شعار ازدانت به الإمارات وهي تترقب دخول «مسبار الأمل» إلى مدار الكوكب الأحمر «المريخ»، حلم تحقق بسواعد إماراتية وبرؤية استشراقية ليعيد زمن الأجداد في القرون الغابرة، ومع هذا الإنجاز العربي وبكثير من التفاؤل والأمل، فإن الفائدة من نتائج هذا الحدث العالمي ستعود على العالم بأسره، حيث تعتبر الإمارات الدولة الخامسة التي تدخل نادي العمالقة في علوم الفضاء، فماذا يقول الأكاديميون والأساتذة الجامعيون في هذا الصدد، وما هي طموحاتهم بعد هذا الإنجاز؟ حيث يجدر بالجميع من المعنيين بهذا المجال وضع خطط واستراتيجيات جديدة في الدفع بتخصصات جديدة تتناسب مع الواقع الجديد، وطرح مساقات علمية جديدة في علوم الفضاء وغيره، لأنه وبحسب رأيهم فأن غزو الفضاء لم يعد مستحيلاً.
إثارة شغف الطلاب
الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أكد أننا أثرنا شغف الطلاب والطالبات الإماراتيين من جيل اليوم للدخول أكثر في تخصصات العلوم والهندسة التي كنا بحاجة إليها، بل بأمسّ الحاجة، وبحاجة لأن يكون الطالب على دراية بأهميتها، وبالتالي عندما يجد الطالب أمامه هذا الإنجاز الكبير يأمل بأن طموحه يتحقق ويُقبل على دراسة هذه التخصصات، وبفضل «مسبار الأمل» سيزيد بلا شك الإقبال والإقدام على مسارات العلوم والهندسة، فالحراك الذي عمله المسبار كبيراً ومن دون شك له فضل كبير في إثارة شغف هذا الجيل للعلوم والرياضات على الرغم من عدم سهولتها.
وأضاف: ومن هنا فإن غزو الفضاء لأطفال الإمارات أصبح واقعاً وليس حلماً، بل أمل حقيقي بأن يكون بسواعد إماراتية، ونحن نفخر بالفريق الاماراتي الذي حقق هذا الإنجاز بأيد إماراتية والوصول إلى المريخ وهو إنجاز يحسب للإمارات ونموذج للحذو وراءه لكل الدول.

الصورة
1

حدث تاريخي ووسام شرف
رفع الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أسمى التبريكات إلى قيادة وشعب الإمارات لهذا الإنجاز الرائع والمتميز الذي سيضع بصمة تاريخية للدولة وستتحدث عنه أجيال المستقبل، وسيشهد له التاريخ بعد 50 سنة من تأسيس الاتحاد، وتفتخر دولة الإمارات بهذا الإنجاز الفريد للعرب والمسلمين والذي سيحقق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن نخترق الفضاء ونعانقه والذي نتج عنه الوصول إلى المريخ وهي خامس دولة تصل إلى الكوكب الأحمر.
وقال: إيماناً من القيادة الرشيدة بأن العنصر البشري والتعليم والارتقاء بالعلوم هي العمود الفقري لتقدم الدول، جاء التخطيط لهذا اليوم منذ نشأة الاتحاد.
والجامعات لها دور كبير في تخريج كوادر متخصصة في كل المجالات، من ضمنها علوم الفضاء، لذا وجب على الجامعات أن تخرّج أجيالاً تلبي حاجة السوق الحالية والمستقبلية، وخصوصاً التكنولوجية منها.
فمثلاً التخصصات المطلوبة لتلبية حاجة الدولة في مجالات الفضاء هي، الفيزياء والكيمياء والأحياء، وهندسة الاتصالات - الهندسة الكيميائية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة القوى والطاقة والهندسة المدنية والمعمارية والروبوتات. إضافة لعلوم البيانات الطبية وأمن المعلومات، والعلوم الطبية والتكنولوجيا الحديثة.
معقباً بالقول، والأمر المهم أن مركز محمد بن راشد للفضاء بدأ يمشي تدريجياً من تهيئة المواطن والمواطنين الشباب من تعلم التكنولوجيا ثم نقل التكنولوجيا ثم نقل المعرفة وثم التصنيع في الإمارات.

الصورة
1

إنجاز يحسب للقيادة الرشيدة
وقال الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن مدير جامعة الوصل، إن وصول «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ يعد إنجازاً تاريخياً يحسب للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات وللرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ويمثل ثمرة جهود لمركز محمد بن راشد للفضاء، لتضع دولة الإمارات موضع قدم لها في الكوكب الأحمر كخامس دولة على مستوى دول العالم، وأول دولة عربية وإسلامية تحقق هذا الإنجاز العلمي والتكنولوجي.
وأضاف إن مسبار الأمل فتح آفاق المستقبل العلمي والتكنولوجي، وعلوم تكنولوجيا الفضاء أمام الشباب لتكون دافعاً لهم نحو تطوير المعرفة والاهتمام بالبحث العلمي في التخصصات العلمية ذات العلاقة بعلوم الفضاء.
وأشار إلى أن القيمة الحقيقية لمسبار الأمل إضافة إلى اكتشاف الكوكب الأحمر وما يتبعه من إنجازات علمية في هذا المجال، تكمن في توحيد أنظار الشباب في مختلف دول العالم نحو كوكب المريخ ليشهدوا هذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات، ليكون دافعاً لهم أن لا شيء مستحيلاً أمام الإرادة والبحث العلمي.
رسالة أمل لملايين الشباب
الدكتور محمد لطايفة قسم علوم الحاسب - كلية الحوسبة والمعلوماتية - جامعة الشارقة، قال إنه منذ بداية المشروع أعطيت رسالة تفاؤل وأمل من اسمه «مسبار الأمل» للملايين من الشباب العربي ومنذ أول تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجاء الهدف سعياً لاحتضان وإنشاء تخصصات جديدة للنشء الجديد ليتعرفوا إلى نتاج العلماء العرب الذين سبقوا الحضارة الغربية في علوم الفلك والفضاء في القرون التي كانت فيها الحضارة العربية في أوجّها، والآن سيكون له دور كبير جداً في إنشاء واستقطاب خبرات مختلفة من مختلف المدن والدول العالمية بأن يساهموا في مساعدة الجيل عندنا بطرح تخصصات جديدة بعلم الفضاء المدمج مع علوم الحاسب أو مع هندسة الحاسوب بشكل عام، والهندسة الصناعية، فالأمر ليس فقط دخول المسبار للغلاف الجوي وبقاءه هناك في مدار المريخ لمدة عامين، ولكن الصور والمعلومات التي تم التقاطها وجمعها كلها من شأنها إثراء المخزون المعرفي للعلماء وللطلاب العرب.
سنوات من الاستثمار العلمي
الدكتور يحيى السيد، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، أكد أن مشروع «مسبار الأمل» يعكس الرؤية الاستشراقية الرشيدة لقادة الإمارات تتخطى حاجز اللامحدود وهو حصاد سنوات من الاستثمار العلمي السخي والثقة بجيل الشباب والإيمان بالقدرات الفكرية والعلمية المحلية وهو واحد من سلسلة المشاريع الجبارة التي لا تؤمن بالمستحيل. وما نشهده اليوم هو نتيجة استراتيجية بناء وتدعيم الاقتصاد المعرفي في الدولة المرتكز على الإنتاجية الفكرية والإيمان بالقدرات الذاتية. و«مسبار الأمل» هو محطة من محطات نجاح الوطن في إبراز القدرة حيث نجحت الكوادر الوطنية الشابة العاملة بالمشروع من تسطير صفحة من كتاب المستقبل بحروف من ذهب، وها هم أبناء الإمارات يسترجعون ماضياً جميلاً ويذكّرون العالم بإنجازات أجدادنا من علماء العرب الذين كانوا السباقين في علم الفلك، كأنهم يقولون للعالم إننا نحمل رسالة كانت حلماً فحولها أبناء وبنات الإمارات إلى واقع لامع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"