عادي

يوم الحب في زمن «كورونا».. هدايا أكثر أماناً وتجمعات غائبة

11:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1
1

تحقيق: مها عادل
تكتسي مواقع التواصل بعبارات التهاني والورود الحمراء، و«الدباديب» من كل الأحجام والأشكال، وتتلون واجهات محال الهدايا باللون الأحمر مع احتفالات يوم الحب، أو«الفلانتين»، في 14 فبراير/ شباط سنوياً. ويستعد الأزواج والمخطوبون لتنظيم خطط الاحتفال بهذا اليوم الذي يعتبرونه مناسبة لتجديد مشاعر المودة والمحبة فيما بينهم.

في العام الماضي، فلت «الفلانتين» من قبضة جائحة «كوفيد-19»، حيث لم تكن ظهرت إلا مقدماتها فقط، فجاءت الاحتفالات بيوم الحب حول العالم بشكل شبه تقليدي، ولكن هذا العام يزورنا يوم الحب وسط تغلغل «كورونا»، فما زالت تخيم بآثارها على العالم، وتتبع كثير من الدول والمجتمعات إجراءات احترازية وتباعد وحذر من التجمعات في الأماكن العامة وصعوبة في السفر والتنقل من مكان إلى آخر.
وفي السطور القادمة نتعرف إلى آراء وأفكار الاحتفال بيوم الحب هذا العام، وإلى أي مدى تغيرت الطقوس والإجراءات بسبب الجائحة والظروف والتداعيات التي فرضتها.
يحدثنا أيمن الشيخ، موظف بدبي، عن خططه المعتادة للاحتفال، وشكل التعديلات التي طرأت عليها هذا العام بسبب الجائحة، ويقول: يوم الحب يمثل بالنسبة إلي ولزوجتي مناسبة خاصة جداً، لأنها توافق أيضاً ذكرى يوم زواجنا، ولذلك نحرص عادة على الاحتفال بها بطريقة مميزة، ولهذا كنا نحرص كل عام على أن نخطط لرحلة سفر خارج الدولة في إحدى العواصم الأوروبية، فكانت السنوات الماضية ترتبط برحلاتنا للخارج، ومع انتشار الجائحة الغينا فكرة السفر للخارج في هذا التوقيت. وبعد مناقشة الأمر مع زوجتي قررنا العزوف عن السفر الذي سيفتقد كل مظاهر البهجة والمرح التي ننشدها، بينما يبدو البقاء داخل الدولة أفضل وأكثر سلامة وأمناً، خاصة أن الإجراءات الوقائية المطبقة في الفنادق والمنتجعات الموجودة داخل الدولة على أعلى مستوى، وتضمن أن يشعر المرء بالأمان والسلامة من العدوى، كما أن الإمارات تتمتع بأجمل شتاء في العالم، لذلك فقد قررت أن أفاجئ زوجتي بعشاء على ضوء الشموع في أحد منتجعات دبي الساحرة، والاستمتاع بمنظر غروب الشمس، وهو أبسط تعويض عن السفر ووسيلة لكسر الروتين وتجديد مشاعر الرومانسية بيننا، وبالطبع سنبتعد عن تبادل الورود، كما تعودنا بهذه المناسبة، فقمت بشراء قلادة ذهبية كبديل أكثر أماناً وقيمة بالطبع من خطر استنشاق الزهور في هذه الظروف.
وفي ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية في الإمارات والعمل عن بعد، نشأت حاجة المستهلكين لإيجاد طرق جديدة تناسب احتياجاتهم الغذائية. ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتحول الرقمي أطلقت إحدى شركات صناعة الأغذية والمشروبات منصة تجعل منتجاتها في متناول الجميع بمنازلهم.
وفي ظل صعوبة التجمعات الأسرية يمكن للمتعاملين مع منصة «ابيلا» الاحتفال بيوم الحب بتوصيلات خاصة من الهدايا إلى المنازل والمكاتب، وتشمل حلويات على شكل قلب، وأطباق الجبن المملوءة بالفواكه.
احتفال عن بُعد
يطلعنا د. محمد علاء الدين، طبيب أسنان، على كيفية استقباله ليوم الحب هذا العام، ويقول: «لا يوجد أي فرصة لأن ألتقي بزوجتي هذا العام في يوم الحب إلا عن طريق تطبيق «زووم»، حيث إن زوجتي تعمل وتقيم مع الأبناء في لندن، لأن الأبناء مرتبطون بدراستهم هناك، وكنت أعتمد على السفر إليهم في الإجازات، أو الأعياد، و ننتهز فرصة أي مناسبة لنجتمع سوياً، وبسبب «كورونا» وتداعياتها، أصبح السفر أصعب، ولن نستطيع تنفيذ خطط التجمع في هذا التوقيت كما كنا نتمنى. ولهذا سنكتفي بتبادل التهاني واسترجاع ذكريات احتفالاتنا السابقة بشكل افتراضي، ولكنني رغم ذلك لم أنس أن أشتري لها هدية قيمة عبر التسوق الإلكتروني لتصلها يوم الحب، فتكون مفاجأة لطيفة تشعرها بأنني أفكر فيها دائماً.
ويقول علي عبدالله، مدير علاقات عامة بدبي: «لم أتعود أنا وزوجتي على الاحتفال بيوم الحب، ونحرص على الاحتفال والاهتمام بإحياء مناسباتنا الخاصة مثل ذكرى زواجنا وخطوبتنا، وأول لقاء بيننا، وأيام ميلادنا، وكلها أعياد ومناسبات تعني لنا الكثير، ونعتبر الاحتفال بها جزءاً من طقوس زواجنا ووسيلة لتجديد مشاعر المحبة والمودة.
وتشاركنا نورما نبيل مشاعرها تجاه كيفية الاحتفال بيوم الحب هذا العام وتقول: ستكون أجواء الاحتفال باهتة وتخلو من المرح والبهجة بشكل كبير، خاصة أننا تعودنا في السابق أن نتجمع مع مجموعة من أصدقائنا ونخرج سوياً لنحتفل ونستمتع بسرد ذكرياتنا، وأول لقاء بيننا وبين أزواجنا، واهم المواقف التي جمعتنا و أطرفها، وأحياناً كنا نسهر معاً كمجموعة حتى الساعات الأولى من الصباح ونحن في قمة سعادتنا، ولكن بالطبع في ظل الإجراءات الاحترازية لن نتمكن من الحفاظ على عاداتنا السابقة فقد غيرت الجائحة من ملامح وروتين حياتنا اليومية، وغيرت بالطبع من طقوس احتفالنا بكل الأعياد، وليس يوم الحب فقط. فقد بدت احتفالات رأس السنة ذابلة باهتة تفتقد الكثير من الطقوس التي كانت تسعدنا، ولذلك فلا أتوقع أن يكون شكل احتفالنا بيوم الحب مختلفاً، فسوف يكون فاتراً وشكلياً وخالياً من البهجة والتجمع مع الأصدقاء، وهذا أمر تعودنا علي تقبله منذ انتشار الأزمة، ولكن أعتقد أن الأوقات الأكثر صعوبة من الجائحة في طريقها للزوال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"