عادي

سيف الشامسي: منظومة الأمن الإماراتية مرجع عالمي للقيادات الشرطية

20:14 مساء
قراءة 6 دقائق
سيف الشامسي

أكد اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، تطور المنظومة الأمنية لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية؛ فمنذ تأسيس اتحاد الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، كان الأمن والأمان الركيزة الأساسية التي استندوا إليها في بناء الدولة لتكمل قيادتنا الرشيدة هذا النهج، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، إلى جانب تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من متطلبات الحياة.
وقال في حوار خاص أجرته وكالة أنباء الإمارات (وام) في مقر القيادة العامة لشرطة الشارقة: إن وزارة الداخلية بقيادة الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وضعت رؤية واضحة تتوافق مع رؤية الإمارات في أن تصبح من أفضل الدول أمناً وسلاماً، لذلك وضع مجلس الوزراء مؤشرات تتوافق مع الأجندة الوطنية وتتلخص في خمسة محاور: «الشعور بالأمان وسرعة الاستجابة ومعدل الوفيات على الطرق الخارجية والبلاغات المقلقة والإعتماد على العمل الأمني والشرطي مع رجال الأعمال».
وأضاف «وللحكم على مدى تطور المنظومة الأمنية، علينا مراجعة مستويات هذه المؤشرات، ولله الحمد بناء على تقرير مجلس الوزراء، تتبوأ «الداخلية» منظومة أمنية فريدة من نوعها، وأصبحت مرجعاً للقيادات الشرطية في العالم ومرجعية في المتابعة و المقارنة بينها وبين دول العالم، حتى تواكب التطور».
ولفت إلى أن حصول العاصمة أبوظبي وإمارتي الشارقة ودبي على تصنيف عالمي من مؤسسة خارجية، يتوافق مع رؤية الدولة بأن تكون من دول العالم السباقة في مجال الأمن والأمان، وهذا ينبع من المبادرات والمشاريع التي أطلقتها الوزارة ونفذتها والقيادات الشرطية لتحقيق هذا الهدف، ما يحملنا مسؤولية كبيرة في المحافظة على هذه المراكز المتقدمة، ونسعى إلى تقديم الأفضل في كل خدماتنا ومبادراتنا ومشاريعنا النوعية.
وقال الشامسي: إن شرطة الشارقة تعتمد على مبادئ استشراف المستقبل منذ سنوات لأهميته وحتمية استعداد القيادة لكل الفرص والتحديات المستقبلية، وعليه فقد نفذت مشروع استشراف مستقبل الحالة الأمنية لإمارة الشارقة، حتى عام 2030 ونتج عنه مشاريع مستقبلية، ولكون هذا العلم متطوراً دائماً حدّثنا إطاراً عاماً لاستشراف المستقبل المعتمد بالقيادة، ليتواكب مع أفضل الممارسات العالمية، مثل جامعة «هيوستن» حتى وصلنا إلى تطوير منهجية خاصة بالقيادة في الجاهزية للمستقبل؛ ومن أهم مجالات الاستشراف الجرائم المستقبلية غير التقليدية، ومستقبل الأمن السيبراني والخدمات الحكومية والتنقل والمؤسسات العقابية وتأهيل النزلاء. كما تضع القيادة العامة لشرطة الشارقة جميع القطاعات نصب عينيها، فكل قطاع يكمل الآخر كالجنائي والمروري والاجتماعي والتقني والريادة والتنافسية، جميعها تصب في هدف واحد وهو نشر الأمن والأمان وتعزيز جودة الحياة.
وعن المعايير التي بموجبها منحت إمارة الشارقة المركز السادس ضمن قائمة المدن الأكثر أمناً في العالم بنسبة 83.5 في المئة، أوضح أن شرطة الشارقة تحرص على رفع نسبة الشعور بالأمن والأمان وتعزيز روابط الثقة بين الشرطة والمجتمع.
مشيراً إلى كثير من الخطط والمبادرات التي أسهمت وستسهم في ارتفاع نسبة الأمن، ومنها تكثيف الدوريات والحضور الأمني، التي أسهمت في خفض الجريمة، وتعزيز وجود الدوريات في المناطق الساخنة، واستخدام التقنيات الحديثة لا سيما الذكاء الاصطناعي، بطائرات الدرون، ومبادرة الدوريات الإلكترونية، وهي رصد السلوكات السلبية بمواقع التواصل، والجرائم الإلكترونية والتعامل معها.
كما تشمل الخطط إطلاق مبادرات خاصة لبعض المناطق الساخنة مثل الصناعيات لتعزيز مستويات الأمن «مبادرة أمن الصناعيات»، ونشر التوعية بعدم ترك الأموال في الشركات وإيداعها في البنوك، حتى لا تكون عرضة للسرقة. وإيجاد مركز للدعم المعلوماتي.
وعن مشروع تركيب كاميرات المراقبة، أوضح أن نسبة الإنجاز في المشروع وصلت حتى الآن في مدينة الشارقة إلى 60 في المئة والمنطقة الوسطى 20 في المئة والشرقية 20 في المئة. وبلغت التغطية الحالية «المساحة من المشروع» مدينة الشارقة 40 في المئة، وتشمل أنظمة مراقبة وأنظمة تحليلية وأنظمه التعرف إلى أرقام المركبات.
وأشار إلى ان أجمالي عدد الكاميرات 11304، منها 500 مراقبه تحليلية و750 للتعرف إلى لوحات المركبات و10054 للإنذار المبكر.
فيما خص التعامل مع أزمة «كوفيد 19»، قال الشامسي «عمل الفريق المحلي الخاص بإدارة الأزمات والكوارث على ترتيب أولوياته ووضع على رأسه سلامة الموظفين والمراجعين وأفراد المجتمع، لذلك بادرنا بتنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء في كل إداراتها، لاسيما التي يكون فيها اتصال مباشر مع الناس. كما وضعت اللجنة التنفيذية المنبثقة من الفريق، بروتوكولاً خاصاً يشمل الجهات الحكومية والخاصة، ويوضح جميع الإجراءات الوقائية، وهو تحدٍّ لاستمرارية الحياة والتعايش مع الوضع الراهن».
وكثفت القيادة عملها الإعلامي منذ بداية الجائحة، بتعاونها المستمر مع مختلف وسائل الإعلام وتطبيقها لإستراتيجيات وسائل الإعلام الأمنية بلغات مختلفة. كما كان لشرطة الشارقة أثرملموس في برنامج التعقيم الوطني، بدعم القطاعات المعنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل.
وأشاد بتجاوب مواطني الإمارة والمقيمين العرب بالإجراءات الاحترازية.. مشدداً على أن الجالية الآسيوية بحاجة إلى تثقيف أكبر، خاصة العمالة لرفع مستوى ثقافتهم ووعيهم. لافتاً إلى أنه وفق النتائج الأخيرة، نرى تراجعاً في عدد الإصابات المؤكدة في إمارة الشارقة، وهذا مؤشر يحفزنا على تطوير هذه المنظومة وترسيخها لتصبح أسلوب عمل مستمراً.
وأضاء الشامسي، على الشرطة المجتمعية قائلاً «تؤدي الشرطة المجتمعية دورها الكبير والمهم تجاه المجتمع، رصد المشكلات والسلوكات والظواهر السلبية داخل المجموعات والأحياء السكنية، وكيفية إعداد التقارير والدراسات التحليلية لمختلف الظواهر السلوكية وسبل معالجتها، فضلاً عن دور الدوريات المجتمعيات داخل الأحياء السكنية،وتفعيل دورها مع مجالس الأحياء ارتقاء بالعمل الأمني».
وأشار إلى وجود عدد من القضايا التي تتفاعل معها وتعمل على مكافحتها بالحملات التوعوية ومن أهمها: ظواهر التسول والباعة الجائلون والابتزاز الإلكتروني والتعاون شركاء رئيسيين، يعملون على إنارة الطرق والشوارع وتركيب كاميرات المراقبة والالتزام بالشروط الأمنية وغيرها.
وحول وسائل الحماية من الجرائم الالكترونية، أكد أن القيادة العامة، تبحث دائماً عن أفضل السبل والآليات لمواجهة الجرائم الإلكترونية المحتملة، والحد من آثارها، وحماية المجتمعات والمؤسسات والأفراد من خطرها الأمني والقانوني، بعقد الندوات والورش وتعزيز شراكاتها التي تصب في توعية «الأطفال أو الشباب» كونهم من أكثر الفئات المستهدفة. مشيرا إلى ارتفاع كبير في قضايا الجرائم الالكترونية خاصة بعد جائحة «كورونا» والإقبال الواسع على استخدام التقنيات الحديثة.
وعن المزايا التي تتمتع بها المؤسسة الإصلاحية، قال تتبنى سياسات تهتم بالنزلاء وأسرهم وتعزز دورهم في خدمة المجتمع وبالمكانة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات في رعاية النزلاء وأسرهم التي جاءت بفضل توجيهات الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي يولي اهتماماً خاصاً برعاية النزلاء.
وعن دعم المبتكرين، أكد اللواء الشامسي أن شرطة الشارقة من الجهات الحريصة على تبني كوادرها المبتكرين بتخصيص الدورات والمختبرات الابتكارية لهم وتبني أفكارهم ومشاريعم ودراستها، لتصبح مشاريع واقعية، ولاسيما أسبوع الابتكار الذي اختتمت فعالياته أخيراً وجاء بحزمة من المختبرات والجلسات الابتكارية والملتقيات اليومية على مدار أسبوع كامل، هدفت إلى نشر و تعزيز ثقافة الابتكار في الإمارة بشكل خاص وفي دولة الإمارات بشكل عام. لافتا إلى أن اشرطة الشارقة تنظم دورات تخصصية داخلية وخارجية، لمنتسبيها، حيث بلغ عدد الذين اجتازوا الدورات الإلكترونية المعتمدة خلال العام الماضي «‏2514» منتسباً، ما أسهم في ارتفاع نسبة الإنجاز.
وعن أحدث المبادرات التثقيفية التوعوية، قال إن برنامج «أمان يا بلادي» الذي يذاع أسبوعياً عبر إذاعة الشارقة أسهم في تعزيز الثقافة الأمنية، بطرح مواضيع مختلفة تناقش أبرز التحديات التي يواجها أفراد المجتمع، والتوعية بها وتناول المستجدات في القوانين العامة.
وأضاف كما أطلقنا مبادرة «شهر شرطة الشارقة الرياضي» ايماناً بالأهمية البالغة التي تمثلها الرياضة في حياة رجال الأمن، لما تحققه من فوائد وفي مقدمتها الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية.
وفي ختام الحوار وجه اللواء الشامسي التحية والشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهو الداعم الأكبر لكل منتسبي القيادة، بالحوافز المادية والمعنوية، ما أسهم في تحقيق نجاح كبير في العمل الأمني والشرطي. والشكر موصول إلى سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي للتشريعات واللوائح التي يصدرها المجلس ومتابعته المستمرة لأكاديمية العلوم الشرطية الرافد الرئيسي لضباط مؤهلين أكاديمياً. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"