اللواء / سيف الزري الشامسي *
إذا كانت الأوسمة والجوائز ترفع قدر الرجال، وتعلي من مكانتهم، فإنّ حصول بعض الرجال على الجوائز يرفع من قيمة الجائزة، ويعلي من قدرها، بل ويكسبها وهجاً فوق وهجها، وبريقاً فوق بريقها..
وإذا كانت أعناق الكثير من المبدعين العرب، ممن سبق لهم شرف نيل جائزة النيل للمبدعين العرب، والتي تُعد أعلى الجوائز قيمة في مجال الإبداع العربي، قد تزيّنت بحصولهم على الجائزة، فها هي الجائزة تتشرف هذا العام بفوزكم بها والدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فتتوهج بريقاً، وتزدان سطوعاً، ويرتفع قدرها وقيمتها بقيمة وقدر عطائكم اللامحدود في دفع مسيرة الإبداع العربي، وإثراء ساحاته، والنهوض بواقعه، حيث جعلتم من إمارة الشارقة واحدة من أهم حواضن الثقافة والإبداع العربي، ورعاية المبدعين العرب، من الكتاب والشعراء والمسرحيين وغيرهم، ممن أصبحت الشارقة بيتهم ومقصدهم، وحصنهم وملاذهم الذي يلجأون إليه، ويعتصمون به لحماية هويتهم والمحافظة على تراثهم وموروثهم الثقافي والحضاري والأدبي، في وجه المتغيرات الثقافية المتسارعة، وانتشار وسائط المعرفة والإعلام، والتنافس المحتدم بين اللغات والقيم والتقاليد الحضارية التي تهب على وطننا العربي، من كل حدب وصوب وتكاد تطمس هويته وتاريخه وثقافته، فكنتم الدرع الحصينة، والسد المنيع المتين، وتصديتم عبر مشروعكم الثقافي الكبير، لحماية تراثنا وثقافتنا ولغتنا العربية.
ومن خلال جهود يعرفها القاصي والداني، ومبادرات تشهد على العطاء، وإسهامات علمية وفكرية ومادية، وحضور فكري وأدبي وإبداعي امتد إلى كافة العواصم والحواضر العربية، وقلاع وحصون وصروح للعلم والثقافة والإبداع تضارع أشهر وأرقى ما عرفته الحواضر العربية في قمة مجدها وأزهى عصورها التاريخية، امتدت أياديكم البيضاء ترمم ما انهدم من حصون المعرفة العربية وقلاعها مما طالته يد العبث والتخريب، وتنقذ إرث الأمة وتراثها من الكتب والمخطوطات التي كادت تقضي عليها نيران الحقد الدفين والغدر المتربص، وذهبتم تتفقدون أحوال المبدعين العرب وتمدون يد العون لكل من نُسجت حوله خيوط النسيان، وكاد يقضي عليه الإهمال والإغفال.. وانبريتم للغة العربية تأصيلاً وتأسيساً تحيون ما اندثر من دررها الثمينة، وجواهرها النادرة، وكنوزها الغالية.
فهل بعد ذلك من قدر تناله جائزة للإبداع العربي، أوقلادة تتزين بها شهادة تقدير للعطاء، أو شرف يحظى به وسام لتكريم الجود والسخاء، أرفع قدراً، وأسمى شرفاً، وأعلى مرتبة من أن تناله أنت والدي وسيدي صاحب السمو حاكم الشارقة.
* قائد عام شرطة الشارقة
