عام الشعر الإماراتي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ يومين، كنّا على موعد مع احتفال العالم الثقافي الإبداعي الأدبي بيوم الشعر العالمي (21 مارس/ آذار) من كل عام، بعدما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) عام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، وذلك بناءً على الفكرة أو المقترح الفلسطيني الذي قاده الشعراء (فدوى طوقان، محمود درويش، عز الدين المناصرة) في شهر مايو من عام 1997 إثر مشاركتهم في (مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية) في فرنسا، حيث وجهوا نداءً إلى مدير عام اليونيسكو «فيديريكو» بعنوان: (الشعر شغف الإنسانية – الشعر بوصلة العالم) طالبوا فيه بضرورة تسمية يوم عالمي خاص بالشعر. فيما تبناه في عام 1998 مثقفون مغاربة في (اللجنة الوطنية المغربية)، بتقديمهم طلباً مماثلاً، أثمر عن المصادقة على المقترح العربي الفلسطيني المغربي، وإقرار فكرته بإعلان يوم (21 مارس/ آذار) يوماً عالمياً للشعر، وذلك في المؤتمر العام لليونيسكو، من الدورة الثلاثين التي عُقِدت بباريس في عام 1999، حيث صُرّح بأن الهدف هو (تجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية)، لتبدأ مراسم هذا الاحتفال العالمي السنوي اعتباراً من 21 مارس/ آذار 2000 في الجغرافية الشعرية العالمية.
وهنا، في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستجابة لنداء الشعر في يومه العالمي العالي القيمة والقوة في جوهر الكلام بكافة أطيافه وطوائفه الشعرية، انطلقت فعالياته بمقر «بيت الشعر» بساحة الآداب في الشارقة عاصمة الثقافة العربية، بمشاركة كوكبة من شعراء وأدباء ونقاد ومفكرين إماراتيين وعرباً مقيمين، بقصائد وشهادات ودراسات وملفات، حيث أوكلت دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة إلى الأديب الشاعر «جمعة الفيروز»، رحمه الله، إعداد ملف الشعر الإماراتي الذي جاء عنوانه: (المنتخب الشعري – الأفق الإماراتي: اختيارات وإضاءات)، لتجيء اختياراته أمينة وعادلة من مختلف مدارس الشعر (القصيدة العمودية، قصيدة التفعيلة، قصيدة النثر)، فيما تولى الشاعر العربي اليماني رعد أمان إلقاء تلك القصائد بصوته الشجي.
تلك هي حكاية اليوم العالمي للشعر، العامل المشترك بين شعوب العالم، على اختلاف لغاتهم، وثقافاتهم، ودياناتهم، واهتماماتهم. لأنه كذلك، ولأننا اليوم حيث اليوم، حيث تحث دولة الإمارات الخطى نحو المثول في يومها الذهبي 2 ديسمبر 2021، فما من شك بأن توثيق المنجزات طوال الخمسين عاماً الذهبية، يجب أن يطال كل جوانب الحياة، وكل أركان النهضة الإماراتية، بما في ذلك النهضة الثقافية الإبداعية الأدبية، والشعر أحد تلك الأركان التي دعمت من كيان الدولة في المحافل الثقافية، وأرّخت وتغنت بأمجاد وإنجازات الإمارات على مدى الخمسين عاماً، لذلك، يتعين على الجهات الثقافية في الدولة توثيق سيرة الشعراء على اختلاف مدارسهم وتصنيفاتهم، عبر إصدار معاجم شعرية، تتضمن جانباً من سيرهم الثقافية، مع مختارات من قصائدهم الشعرية الوطنية، على اختلاف مدارس الشعر (العمودي، التفعيلي، النثري).

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"