عادي
الفصل الثالث ينطلق اليوم ليحسم سباق العام الدراسي

«التقييم النهائي» أبرز ما يشغل العقول في آخر محطات الميدان

23:40 مساء
قراءة 5 دقائق
5

تحقيق: محمد إبراهيم

مع انطلاقة الفصل الدراسي الثالث، اليوم الأحد، يصل الميدان التربوي بمختلف فئاته والطلبة في جميع مراحل التعليم، إلى المحطة الأخيرة للعام الدراسي 2020-2021، إذ يتصدر التقييم النهائي أولويات هذا الفصل، وتأتي امتحانات النهاية والنتائج لتشعل عقول الطلبة وأولياء الأمور.
وأكد خبراء ل«الخليج» أن تطوير أدوات تقييم الطلبة في مختلف المراحل، ضرورة ملحة تفرضها المتغيرات المتوالية في التعليم، إذ إن طرائق قياس مستويات الطلبة وفق التعليم التقليدي، باتت غير صالحة للاستخدام مع عصر التعليم الهجين، وعن بعد، القائم على التكنولوجيا في مضمونه، ومكوناته، ومساراته.
وأوضح عدد من التربويين أن طرائق وأدوات التقييم، شهدت العديد من التطورات، لاسيما في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج البكالوريا، وما يخص الاختبارات الدولية، وكذا منظومة الامتحانات والتقييم في المدارس الحكومية، لمواكبة المتغيرات التي يشهدها التعليم في الوقت الراهن.
ويرى عدد من أولياء الأمور أن الامتحانات النهائية والنتائج، أبرز ما يشعل العقول في جميع البيوت مع بداية الفصل الثالث، مؤكدين أن ما يأتي في امتحانات نهاية العام، لا يستند إلى المناهج ولكن يحاكي المهارات التي اكتسبها الأبناء خلال رحلتهم المعرفية، وهذا ما لمسناه خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وزارة التربية والتعليم تؤكد أن التطوير يعد أحد المبادئ الثابتة لديها، منذ سنوات، فكل عام دراسي يشهد تطويراً جديداً في أدوات التقييم، للوصول إلى تقييمات دقيقة لمستويات الطلبة الفعلية، ومحصلتهم العلمية الحقيقية، وفق تصورات متنوعة لتعالج نقاط ضعف المتعلمين، وترتقي بمهاراتهم ومكتسباتهم من التراكم المعرفي.
«الخليج» تقف مع الميدان التربوي بمختلف عناصره، على مظاهر الفصل الدراسي الثالث، وأبرز ما يشغل العقول في مجتمع التعليم مع الانطلاقة الجديدة لهذا الفصل الذي يعد المحطة الأخيرة لهذا العام، وما شهده التقييم من تطوير، سواء على مستوى التعليم الحكومي، أو الخاص.
أدوات التقييم
لا نعلم الكثير عن التطورات التي تشهدها أدوات التقييم هذه العام، ولكن الأمر يقتصر على الامتحانات الدورية ونهاية العام، فضلاً عن دراسة المقررات التي تحددها الوزارة، وجميعها أسس تستند إليها العملية التعليمية في جميع المراحل، هكذا بدأ الحديث ل«الخليج» أولياء الأمور: إيهاب زيادة، ومها مراد، وميثاء عيسى، وعبدالله جاسم.
وقالوا إن أبرز الأمور التي تشغل عقول الطلبة وأولياء الأمور في الوقت الراهن، تكمن في ماهية الامتحانات النهائية، والنتائج التي تحدد مصير أبنائهم، موضحين أن طرائق وآليات قياس مستويات أبنائهم، تختلف من عام لآخر، فتارة ترتبط بامتحانات النهاية، وأخرى تحاكي الاختبارات الفصلية، وثالثة تركز على مهارات الأبناء، مؤكدين أن في السنوات الثلاث الأخيرة، جاءت الامتحانات بعيده تماماً عما يدرسه الطلبة في المناهج، إذ جاءت تستند إلى قياس المهارات، مطالبين القائمين على التعليم بتوفير نماذج تدريبية يدركها المعلم، ويفهم ماهيتها الطالب حتى يتسنى له التعامل مع الامتحانات.
وأكدوا أن أبناءهم ما زالوا يفتقرون إلى مهارات التعامل مع صيغ الامتحانات، والبعض يعاني من مهارات القراءة والكتابة، ما يؤثر فيهم في درجات التقييم، وبالتالي المعدلات التي تحكم مستقبلهم، لا سيما طلبة الثانوية، مطالبين بضرورة إيجاد برامج متخصصة للارتقاء بمهارات الأبناء، وحقائب تدريبية ضمن مناهج الدراسة، لتمكين الطلبة من التعامل مع أسئلة التقييم بمرونة ويسر.
نتيجة طبيعية
وفي وقفة مع تربويين ومعلمين أكد كل من: «سلمى عيد، خالد عبدالحميد، وفاء الباشا، وإبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، ووليد فؤاد لافي»، أن تطوير أداوت التقييم نتيجة طبيعية لما يشهد التعليم من متغيرات، لاسيما أن المناهج في حالة تطوير مستمر، وتأتي الاختبارات وصيغ الأسئلة لتواكب تلك التطورات والمتغيرات، موضحين أن التعليم القائم على التكنولوجيا تعتمد أدوات تقييمه على قياس مهارات الطلبة في مختلف المعارف والعلوم.
وأوضحوا أن الصلاحية التي منحتها الوزارة لمدارس البكالوريا الدولية في مختلف إمارات الدولة، لتطبيق نظام التقييم البديل الذي لا يحتاج إلى امتحانات نهائية، يعد إحدى صور التطوير في أدوات التقييم التي فرضتها المتغيرات المتوالية في التعليم، كما هو الحال في مدارس المنهاج البريطاني، إذ إن لديها صلاحية استخدام أساليب تقييم بديلة لمستويات الطلبة، وجميعها يعكس الثقة بالمدارس، لإعداد وتبنّي منهجيات تقييم رصينة، تستفيد من خبراتها الطويلة في إجراءات التقييم المعتمدة في أنظمتها الأم، والبناء عليها في ظل تغير الظروف أو الممكنات المتاحة لها.
تراكم معرفي
وأفاد التربويون بأن التركيز هنا يكمن في تقييم الطلبة من دون التقدم للامتحانات، استناداً إلى التراكم المعرفي للطالب على مدار العام، وأدائه في الأنشطة الصفية اللاصفية، وما يقوم به الطالب من واجبات واختبارات قصيرة.
وأكدوا ضرورة إيجاد وسائل نوعية جديدة، لتأهيل الطلبة للارتقاء بمهاراتهم، ومعالجة جوانب الضعف، مطالبين بتوفير نماذج تدريبية متخصصة للمعلمين، تساعدهم في تدريب طلابهم على أسئلة المهارات، التي باتت تشكل أكثر من 80% من الامتحان، ما يجعل الطلبة مواكبين للمتغيرات والتطورات في عملية التقييم والمتابعة، وهذا يوفر فرصاً متعددة لعلاج أوجه الضعف المهاري لديهم.
قياس المهارات
وفي وقفة مع إيمان غالب، خبيرة تطوير التعليم، أكدت أن التعليم الذي يستند إلى التكنولوجيا يركز في مضمونه على قياس المهارات لدى الطلبة، مع التركيز على التراكم المعرفي الذي اكتسبه المتعلم خلال العام الدراسي، وهنا وجدت الضرورة لاستحداث أدوات غير تقليدية للتقييم، قادرة على تشخيص واقع مستويات الطلبة، لاسيما أن هناك ضعفاً كبيراً في مهارات الطلبة، مشيرة إلى أهمية توفير نماذج تدريبية تحاكي التطوير في مختلف مراحله، يتقنها المعلم ويفهم الطالب وولي الأمر كيفية التعامل معها.
وأكدت أن عملية تطوير أدوات التقييم مستمرة في مختلف الجوانب، إذ تركز وزارة التربية والتعليم أيضاً على تقييم التعليم بأنواعه، سواء كان هجيناً، أو عن بعد، وكان لتعليم الطلبة أصحاب الهمم نصيب من أطر التطوير في التقييم، لذا تعكف الوزارة بالتنسيق مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي «تعليم» على تقييم مستوى الخدمات المقدمة للطلبة من أصحاب الهمم والتعرف إلى الكفاءة الداخلية لبرامج «التعليم الدامج» في الدولة، وقياس الأداء الخاص بمديري المدارس ورياض الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين، من خلال مجموعة من الاستبيانات متنوعة، لتتمكن من قياس مستويات الطلبة بشكل دقيق.
تطوير يقابله تطوير
وترى أن التطوير ينبغي أن يقابله تطوير، بمعنى إذا كان هناك تطوير في المناهج وطرائق التدريس والاختبارات، ينبغي أن يقابله تطوير في التقييم لتحقيق الأهداف المنشودة من عملية التغيير، وهذا ما تعمل عليه وزارة التربية والتعليم، لاسيما أنها أطلقت مؤخراً الفصول الصيفية الذكية التي تركز على معالجة جوانب المهارات، والأداء والتعامل مع الامتحانات التي تعتمد على قياس المهارات.
وأفادت بأن عملية التطوير ينبغي أن تكون مستمرة وفق كل مرحلة من المتغيرات، مع التركيز على مشاركة عناصر العملية التعليمية، بدءاً من الطالب، مروراً بالمعلم، وصولاً لأولياء الأمور، ليكونوا جميعاً على دراية كاملة بخطوات وأهداف التغير، وهذا ينعكس إيجابياً على مستوى المهارات لدى الطلبة.
حيز كبير
وزارة التربية والتعليم، بالتنسيق مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي «تعليم»، تركز على التطوير كضرورة ملحة في الأنظمة التعليمية، لاسيما في وجود المتغيرات، والتكنولوجيا التي تستحوذ على حيز كبير في منظومة العلم الآن، وتعتبر أن تدني مستوى الطلبة في بعض المهارات، أمر عادي وموجود في العديد من الأنظمة التعليمية، ولكن الأهم أن تكون هناك خطط واستراتيجيات لمعالجة الضعف.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"