تدخلات ريهام

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

كل ممثل يصل إلى الصف الأول ويصبح «بطل عمل»، يترك أثراً ما، البعض يكون أثره بصمة لا تُمحى وسيرة طيبة ونجاحات تتراكم ولا ينساها الجمهور، بينما البعض الآخر تُختصر بصمته في سمعته بين زملائه وسلوكياته التي تطغى على موهبته.
ريهام حجاج من الممثلات اللاتي حالفهن الحظ بالوصول إلى البطولة المطلقة على الرغم من أن موهبتها متواضعة، ووحدها لا تؤهلها لمنافسة «الكبار» في رمضان، ولا لأن تعلن عن نفسها على ملصقات أعمالها «بطلة أولى»، وكل من يشاركها يقف في الخلفية.
ليست مشكلة حجاج في نوعية الأعمال التي تختارها أو في المضمون أو الإخراج، وإنما مشكلتها الأبرز «الغرور» الذي جعلها ترتقي بذاتها إلى درجة مؤلف ومخرج، تسمح لنفسها بالتدخل في كل تفاصيل العمل ليأتي على مزاجها ووفق «رؤيتها».
نسمع كثيراً عن مشاكل تحصل داخل مواقع التصوير، إما بين الممثلين وبعضهم بعضاً، وإما بين ممثل ومخرج مثلاً، لكن حين يعلن المخرج عن انسحابه من العمل وقد بدأ عرض المسلسل فعلياً على الشاشة  مثلما حصل مع المخرج كريم العدل الذي انسحب من «وكل ما نفترق» ليستكمل من بعده مصطفى أبو سيف، العمل، كما يعلن المؤلف محمد أمين راضي انسحابه والسبب واحد «تدخلات ريهام في كل التفاصيل»  فهذا يعني أن الممثلة نال منها الغرور ولم تعد أرض «البلاتوه» تتسع لها أمام الكاميرا، ولم تعد البطولة تكفيها، ففردت جناحيها لتتدخل في أدوار الآخرين وتقف خلف الكاميرا تأمر وتغيّر.
خلافات ريهام طالت زميلتها في المسلسل آيتن عامر وقيل إنها بسبب تدخل «البطلة» المستمر في العمل، فأي أجواء هذه، وكيف نصدق ما نراه في المسلسل إن لم يعكس لنا روح الفريق المتضامن؟ فالشاشة تعكس ما يدور خلفها وأمامها، والجمهور يرى ويحس ويفهم.
هل سمعتم مرة عن مشاكل في كواليس مسلسل ليحيى الفخراني أو عادل إمام أو يسرا؟ وغيرهم من فئة «الكبار» قيمة وقامة. 
يحصل سوء تفاهم أو عدم انسجام وانفصال بعد اتفاق، لكن قبل البدء في التصوير وفي المراحل الأولى والتحضيرية لأي عمل. لا يسمح النجم الذي يتحمل مسؤولية عمل ومسؤولية لقب «بطل أول»، وهي أفضل من «بطل مطلق»؛ لأن من يشاركونه أبطال أيضاً ولا يحب هو نفسه أن يكون بطلاً وحيداً أمام من لا يستحقون البطولة.
 هذه الفئة من النجوم هي تلك التي تحترم أصول المهنة والموهوبة حتى النخاع وتعرف قدر وقيمة الفن فتُعليه على ذاتها وتحترم مكانة المؤلف والمخرج، وتعطي لكل ذي حق حقه، فتكبر هي ويكبر العمل ونرى الفن على أصوله، ومن يتخذ من المهنة وسيلة لإظهار نفسه وشكله والتباهي بالشهرة، فمثله مثل عارض الأزياء الذي يشعر بذاته، بينما جمال وفخامة البضاعة التي يعرضها ليست له.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"