عادي
حلق شعرها وحاجبيها واقتلع أسنانها.. والمحكمة دانته

زوج يعنـف زوجتـه ويحبسـها بدافـع «الشـك»

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

عجمان: أمير السني 
قالت الزوجة المعنفة (ر.ب) التي تعرضت للتعذيب على يد زوجها، إنها تقدمت باستئناف الحكم على حبس زوجها، مطالبة بتشديد العقوبة، وأوضحت أن وقائع التعذيب الوحشية التي تعرضت لها تتجاوز كل مبادئ الإنسانية والآدمية، والدينية والأخلاقية.. وقائع تتجاوز طبيعة الفطرة البشرية. 
وأضافت الزوجة في لقاء ل«الخليج» معها أن زوجها كان يحبسها داخل غرفة مغلقة ومظلمة إلا من شعاع صغير يتسلل عبر سياج حديدي على كوّة (نافذة صغيرة) أعلى جدار الغرفة، حتى لا تتمكن من الاستغاثة ولا يسمع صراخها أحد أثناء ضربها من قبل زوجها.. تعذيب وحشي نفذه الزوج عليها، حيث اعتدى عليها بالضرب المبرح، والكيّ في أماكن متفرقة من جسدها، وقام بحلق شعرها وحاجبيها، واقتلع أسنانها.. إلى أن انتهت حفلات التعذيب بعد أن تمكنت من الهروب من المنزل. 
الزوجة (ر.ب) ومن داخل المأوى الذي وفرته لها مؤسسة «حماية» للمرأة والطفل، سردت ل«الخليج» قصتها المحزنة، وقالت إن زوجها كان يقوم بتسخين شوكة الطعام، المعدنية ويقوم بكيها في أجزاء متفرقة من جسدها ما سبب لها عاهة إضافة إلى حلق شعر رأسها وحواجبها، وهو ما أثبته تقرير الطبيب الشرعي، وكذلك سبّها بعبارات مسيئة وخادشة للحياء، علاوة على ذلك قام بخنقها وربط يديها وقدميها وضربها بقوة وتعذيبها باستخدام سلك شاحن.وتحصلت الصحيفة على نسخة من تقرير الطبيب الشرعي الذي يؤكد ما ذهبت إليه الزوجة، موضحاً أن الكدمات بجسد المجني عليها، حدثت نتيجة الاعتداء عليها بأدوات مختلفة وفي تواريخ متعاقبة، ما تسبب لها بعاهة مستديمة ودرجة عجز 40% من المظهر الجمالي للوجه، وعجز 25% من المظهر الجمالي للثديين، وعجز 25% من المظهر الجمالي للجسم، و3% من القدرة الكلية للأسنان.
حفظ الحقوق
وأوضحت المحامية هند المازمي والتي باشرت قضية الزوجة أمام المحكمة أن الجهود التي قامت بها الشيخة عزة النعيمي، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «حماية» للمرأة والطفل، من توفير كافة الحقوق القانونية لها ساهمت بدور كبير في تمكينها إلى أن وقفت وجهاً لوجه أمام المتهم في المحكمة، مؤكدة أن قوانين الإمارات عادلة، كما أن المؤسسات المعنية بحقوق المرأة تساهم بشكل كبير في توفير الحماية لضحايا العنف الأسري وأصبحت دولة الإمارات في مقدمة الدول المناصرة لحقوق المرأة على المستوى العالمي، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت محل إشادة وتقدير إقليمي ودولي.
فيما قررت المحامية عائشة البناي، محامية الضحية أيضاً، استئناف حكم المحكمة الابتدائية داعية إلى ضرورة تشديد العقوبات المتعلقة بالعنف الأسري حتى لا يتجرأ ضعاف النفوس من ارتكاب مثل تلك الجرائم. 
وقضت محكمة جنايات عجمان، الأسبوع الماضي بحبس الزوج (م. ف) لمدة عام و3 أشهر، والإبعاد خارج البلاد عقب انتهاء العقوبة ودفع 179 ألف درهم دية للضحية، بعد أن تسبب لها بعاهة مستديمة ودرجة عجز بنسبة 40% من المظهر الجمالي للوجه.
وكشفت الشيخة عزة النعيمي ل«الخليج» أن المؤسسة تحركت على وجه السرعة لإيواء الضحية بعد تحويلها من قسم الشرطة، وذلك عقب تمكنها من الهروب من منزل زوجها نتيجة العنف الذي تعرضت له، لأجل تقديم الحماية اللازمة لها، واستضافتها في الإيواء التابع للمؤسسة وتقديم الدعم المعنوي والنفسي خلال فترة إقامتها، إلى جانب تمكينها من الحصول على الاستشارة والتوجيه القانوني، لاستكمال إجراءات البلاغ ضد الجاني، وتحريك قضيتها بشكل قانوني.وأضافت أن المؤسسة تواصلت مع أسرة الضحية وهم مقيمون خارج البلاد لطمأنتهم بعد انقطاع أخبار الضحية عنهم لفترة طويلة وتم لمّ شمل الضحية وأسرتها داخل الدولة.
وأشارت إلى أن المؤسسة التي تعمل تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع لتقديم خدمات الحماية لضحايا العنف تعاملت مع 325 حالة من ضحايا العنف من النساء والأطفال منذ إنشائها في العام 2017 وتمكنت من معالجة 80% من الحالات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"