تعليم ضد الجوائح

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ سنوات قليلة، ساد جدل في ميادين العلم، حول التعليم الافتراضي كنمط معترف به من عدمه، وعانت مخرجات التعليم «الإلكتروني والمفتوح وعن بعد» لوقت ليس بالبعيد، عدم الاعتراف بشهاداتها، على اعتبار أن نوعية هذا التعليم «منقوصة»، ولا ترتقي بالمعايير ولم تصل لدرجة الاعتراف أو الاعتماد.
ولكن اليوم وفي ظل جائحة كورونا، الوضع بكامل تفاصيله تغير، واختلفت طرائق تقييم التعليم الافتراضي بأنواعه، إذ كشف عن قوته وسيادته، التي تمكنه وتعزز مكانته في منظومة العلم، والدلائل هنا كثيرة وواقعية وموثوقة، ويكفينا أن لدينا من رحم هذا النمط مخرجات على مدار عامين دراسيين.
التعلم عن بعد، أهم مخرجات جائحة كورونا التي قاربت العامين، إذ مكن المدارس والجامعات وطلبة العلم من مواصلة المسيرة، وأذاب المعوقات، وذلل التحديات، ويُعرف الآن ب«تعليم الأزمات والجوائح»، لاسيما أن معظم دول العالم ومنها الإمارات، عولت عليه في استمرارية التعليم، وإن كان هناك تحديات تواجهه، إلا أن التغلب عليها ليس بالأمر المستحيل.
وعلى الرغم من فوائده وقدراته، إلا أنه ما زال في حاجة إلى تشريعات وخطط واستراتيجيات، حتى يؤتي ثماره ويحقق مخرجات تضاهي في جودتها التعليم النظامي، وهنا نسأل هل هناك صعوبة في إيجاد معايير وضوابط لتشغيله وإدارته؟ ولماذا لا نمنح التراخيص لمدارس وجامعات افتراضية؟ وهل هناك ما يمنع إدراجها ضمن قوائم الأنماط التعليمية المعتمدة؟
القائمون على التعليم، سواعد مخلصة وعقول تفكر خارج الصندوق، ويشكل الوقت الراهن فرصة كبيرة لهم، لتحقيق نقلة نوعية جديدة في تاريخ التعليم بالدولة، من خلال ترخيص مؤسسات تعليمية افتراضية معتمدة، تعمل وفق معايير وضوابط وآليات لا تقل في قوتها عن المعمول بها في التعليم النظامي؟
المستقبل يأخذنا للنمط الافتراضي في شتى المجالات، ومنها التعليم، وهنا تأتي أهمية إعادة الهيكلة، ومواكبة التطورات والمتغيرات، وضرورة النظر في «تشريع» يبيح إصدار هذه النوعية من التراخيص، إذ يشكل إدراج هذا النمط واعتماده، أحد أهم ضروريات المستقبل.
التعليم الافتراضي، فكر جديد ونمط تعليمي فاعل، قادر على حماية منابر العلم في ظل الجوائح والأزمات حالياً ومستقبلاً، ولا يوجد منه ما يهدد مدارسنا وجامعاتنا، بل نستطيع من خلاله تصدير العلوم والمعارف للطلبة في مختلف البلدان، إذا تم إيجاد المعايير التي تسمح بتراخيص مؤسساته.
الإمارات سباقة عالمياً في شتى المجالات، لاسيما في قطاع التعليم، فلماذا لا تكون الأولى في إصدار هذه التراخيص؟ ويكون لها السبق في تصدير العلوم والمعارف عبر منصات تعليمية معترف بها إقليمياً وعالمياً؟ لاسيما بعد نجاح تجربتها خلال الجائحة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"