أهمية الفنون

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

إن من أهداف العملية التعليمية، إعداد جيل يستطيع التكيف مع الظروف التي يعيش فيها، ومن أهم المواد التي يجب الاهتمام بها في المدارس، وتسهم في تشكيل هذا الجيل، هي التربية الفنية والموسيقية على وجه الخصوص، وتعد من الأنشطة المدرسية بالغة الأهمية، لإكساب التلاميذ المعرفة الفنية اللازمة في الرسم والموسيقى. فمن خلال الفنون يعبر الفرد عن مشاعره تجاه ذاته والمجتمع والطبيعة.
يحرر الفن الإنسان من مشاعر مكبوتة، ويدفعه إلى مشاركة الآخر سعادته أو معاناته، ويحقق الاستقرار النفسي، أما كبت المشاعر فربما يؤدي إلى عُقد نفسية تضر بصحة الفرد العامة. وبشكل عام، تنمي الفنون الجوانب المعنوية للإنسان، وتحقق التوازن الروحي والمادي في الحياة.
ومن أهم الوظائف التي يقدمها الفن للتلاميذ وتعمل على صقلهم جسدياً وعقلياً ونفسياً وعاطفياً، تنمية الوعي الاجتماعي وتعزيز العمل الجماعي، وإكساب التلميذ القدرة على التفكير السليم، وتصريف الطاقات الزائدة لديه بواسطة التعبير عن الذات بطريقة فنية، وغرس الحس الجمالي، وتنمية الحاسة السمعية والذوق الفني المبني على الفهم والإدراك.
وتلعب الفنون دوراً مهماً ضمن إطار العلاج النفسي والتأهيل، خاصة لأصحاب الهمم، ففن مثل الرقص، على سبيل المثال، يعمل على تحسين الأداء الحركي، كما أن الغناء والأناشيد تحسن مخارج الحروف وتعالج مشاكل النطق لمن لديهم صعوبات في التحدث والتواصل، كما أن العزف يحسن من الأداء الحركي ووظائف الدماغ. 
وترجع أهمية الفنون بالنسبة للمجتمعات، إلى أنها وسيلة للترويح عن الذات ووسيلة تسلية ترتقي بالمشاعر وتسمو بها. تمتد جذور التربية الفنية إلى بلاد الإغريق والحضارة الفرعونية، وحضارة بلاد الرافدين، لقدرتها على تهذيب سلوك الأفراد وجدانياً، إضافة إلى القدرة العلاجية وتأثيرها في نفسية الأفراد. 
وقد اهتمت تلك الحضارات القديمة بالتربية الموسيقية؛ لأنها استطاعت تخريج أفراد يتمتعون بذائقة فنية راقية. يجب غرس الفنون في نفوس الطلاب، حتى تتراجع السلوكيات الخاطئة، ويختفي العمل العدائي بين التلاميذ، ليتمكنوا من استغلال أوقات فراغهم بصورة إيجابية، فغرس الثقافة الفنية يعمل على تميز المجتمعات ثقافياً وفنياً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

حصلت د.نورة على الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة .وماجستر في دراسات شرق أوسيطية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. ودبلوم خبيرة التسامح الدولي من كلية محمد بن راشد. ومن إصدارات الدكتورة: كتاب بعنوان "العلاقات بين الإمارات والسعودية"؛ حاز هذا الكتاب على جائزة العويس للإبداع في 19 أبريل 2017 عن فئة أفضل كتاب نشرته مؤلفة إماراتية. تعمل في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة زايد وجامعة أبوظبي. لها العديد من المنشورات، كتاباتها تنحصر حول الفنون والثقافة. تعمل حاليًا على كتاب بعنوان "تأثير الموسيقى في حياتنا".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"