عادي

محيي الدين ثومبي صدفة قادتني من «المقاولات» إلى القطاع الطبي

01:06 صباحا
قراءة 6 دقائق

حوار: محمد إبراهيم

الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية.
في هذا «الملف» الذي يُنشر على حلقات تفتح «الخليج» قلبها وتصغي بشغف إلى حكايات وافدين، اختاروا الإمارات وجهة لكي يحققوا ذواتهم، ويحلقوا بأحلامهم، فوجدوا وطناً دافئاً ديدنه التسامح والتعايش، يستقبلهم بابتسامة مرحبة، ويهديهم الأمل ويمنحهم السعادة، وأحاطهم بالأمن والعدل وسيادة القانون، ووفر لهم البيئة الخصبة والفرص والمزايا للجميع دون استثناء، فأسسوا مشاريعهم وتمددت نشاطاتهم في مختلف أرجاء العالم، ولكن الأهم أنهم عثروا على كنزهم الخاص: الإمارات.
في كل حلقة سنسرد قصة نجاح، ونرحل مع صاحبها منذ أن وجّه بوصلته إلى بلادنا الغالية، حيث جميعهم بلا استثناء يردّون الفضل فيما وصلوا إليه، إلى هذا الوطن المعطاء، وقيادته التي فتحت أذرعها، واحتضنتهم، ملف يروي قصص ناجحين، لكننا في الحقيقة نروي حكاية وطن لا يعرف إلاّ النجاح.

مجموعة ثومبي العالمية، واحدة من الاستثمارات الرائدة التي سجلت حضوراً لافتاً في الإمارات، إذ تعد علامة فارقة في مجالات متعددة، على رأسها قطاعا الصحة والتعليم، وحققت نجاحات متوالية حملت شعار «صُنع في الإمارات»، وبلغت العالمية في قطاعات كثيرة، فباتت قصة في الريادة، عمرها يقارب «الربع قرن».

تأسست عام 1998، على يد محيي الدين ثومبي الرئيس المؤسس، واستهلت أعمالها في الدولة، بجامعة الخليج الطبية، التي تعد أول جامعة طبية خاصة في الإمارات، وكذا أول مستشفى أكاديمي خاص، ليشكلا أول نظام صحيّ أكاديمي، يسهم في بناء جيل واعد من الأطباء، يواكب مستجدات القطاع الصحي، ويحاكي المستقبل بكل اللغات.

أكد محيي الدين ثومبي، في حوار مع «الخليج»، أن الإمارات هو وطني الأول، وبيتي الذي لم أشعر فيه بالغربة يوماً، فضلاً عن أنها قبلة لريادة الأعمال، وحاضنة لرجال الأعمال، والمستثمرين.

وقال إن الشباب وقود المستقبل، والاستثمار فيه يعد ثروات لا تنضب، ويشكل تمكينه مساراً فاعلاً لتحقيق مكتسبات الوطن في المجالات والقطاعات كافة حاضراً ومستقبلاً.

قصة نجاح

وأوضح في سرده لقصة المجموعة ونشأتها، أن لقاء سمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة عجمان عام 1997، كان المحطة الأولى التي انطلقت من خلالها مسيرة المجموعة، حيث شجعه سموه على إنشاء جامعة طبية في الإمارة، لتفي باحتياجات أبناء الدولة من المواطنين والمقيمين آنذاك، بعد ان كان متخصصا في مجال «المقاولات» ليتحول بعدها إلى القطاع الطبي.

ويرى أن قرار إنشاء جامعة الخليج الطبية، ومجموعة مستشفيات ثومبي، يشكل نقطة تحول كبيرة في حياته العملية، إذ تم الانتقال من صناعة المقاولات إلى مجالي «الصحة والتعليم»، ومن بعدها إلى الاستثمار في أكثر من 20 قطاعاً منها «البحوث، والعافية، والضيافة، والبيع بالتجزئة، وسلسلة عالمية من الأندية الصحية، وأخرى للصيدليات، وثالثة للمختبرات، ورابعة للنظارات.

1

تخصصات نوعية

وأفاد بأن الجامعة تحتضن طلاباً من أكثر من 86 دولة، يدرسون في تخصصات نوعية تضم «الطب، وطب الأسنان، والصيدلة والعلاج الطبيعي، وبكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية»، تحت إشراف هيئةٍ تدريسية تجمع خبراء من أكثر من 30 جنسية، فضلاً عن شراكات استراتيجية، وعلاقات تعاون قوية مع ما يقرب من 70 جامعة ومعهداً بحثياً في مختلف دول العالم.

وأوضح أن «الخليج الطبية» تعد جامعة المستقبل الطبية، حيث تطمح لتصبح جامعة قائمة على الأبحاث، في وقت تم تصنيفها كواحدة من أفضل 50 جامعة طبية في الشرق الأوسط.

خطط مستقبلية

وتبلغ كلفة تشييد مدينة ثومبي الطبية، أكثر من مليار درهم، وتتصدر قائمة مشروعات الرعاية الصحية والأكاديمية العملاقة إقليمياً ومحلياً، وتعمل المجموعة على قدم وساق لمواصلة مسيرة تطورها لتصبح أبرز وأهم المراكز الإقليمية للتعليم الطبي المستقبلي، والرعاية الصحية الحديثة، والأبحاث العلمية المتقدّمة، تمهيداً لانخراطها في السباق العالمي في تلك المجالات.

وأكد أن «مجموعة ثومبي» تركز في الوقت الراهن على تنفيذ خططها الاستراتيجية لتنمية أعمالها بمعدّل عشرة أضعاف حجمها الحالي.

مجموعة مستشفيات ثومبي صلاح عمر

حديث عن الإمارات

وفي حديثه عن الإمارات، قال: «إنها وطن لم أشعر فيه بالغربة، أعتبرها بيتي الذي تعلمت فيه العادات والتقاليد الأصلية، والقواعد والقيم الثقافية، الأمر الذي عزز لديّ فكرة التوسع في مشاريعي الاستثمارية، بل والتفكير بشكل أعمق في المزيد من الأعمال والاستثمارات، لاسيما أن حكومة دولة الإمارات تقدم الدعم اللامحدود جميع المستثمرين ورواد الأعمال على أرضها الطيبة».

وأكد أن الإمارات تعد الأفضل عالمياً على مستوى الاستثمارات، إذ إن لديها رؤى وخططاً متطورة تحاكي المستقبل في مختلف المجالات، فضلاً عن البيئة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية التي تتمتع بجاهزية فائقة، الأمر الذي أسهم في توافد معظم المستثمرين في القطاعات كافة، موضحاً أن خطط تطوير «مجموعة ثومبي» بمجالاتها كافة، ومسارات التوسع تركز على مواكبة رؤى الإمارات وتطلعاتها، مع الحرص على تقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين والمقيمين.

وأضاف أن جاهزية الإمارات للتحولات العالمية، جعلتها واجهة متميزة وفريدة، لجذب رؤوس الأموال، ومشروعات الاستثمار الأجنبي بأنواعها، لاسيما المؤثرة في التنمية المستدامة، والقطاعات الأكثر حيوية عالمياً، مثل «الصحة والتكنولوجيا والتعليم والصناعة وغيرها».

6

جولة «الخليج»

رصدت «الخليج» من خلال جولتها ل«مدينة ثومبي الطبية» في عجمان، مسارات نوعية لتقديم الخدمات والرعاية الصحية والطبية لمرضى في أكثر من 175 بلداً، ما يجعلها ضمن أضخم مجموعات المستشفيات الأكاديمية الخاصة في المنطقة، فضلاً عن أن قسم الرعاية الصحية في المجموعة، يدير 8 مستشفيات أكاديمية و10 عيادات عائلية و5 مختبرات تشخيصية و46 منفذ تجزئة لبيع الأدوية.

وبلغ عدد الكوادر العاملة في المجموعة، ما يقرب من 3500 موظف، منهم حوالي 400 طبيب، وتقدم الجامعة ومجموعة المستشفيات والعيادات الأكاديمية في ثومبي، حقائب تدريبية متكاملة، لنحو 20٪ من الأطباء، و60٪ من المتخصصين في الرعاية الصحية في الإمارات، في خطوة جادة لتأهيل الكوادر الطبية في الدولة والمنطقة، وفق التطورات المشهودة في قطاع الرعاية الصحية عالميا.

 

أحدث التجهيزات

اشتملت المدينة على مرافق متطورة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمي والترفيه والضيافة واللياقة البدنية، فضلاً عن تجهيزها بأحدث التقنيات والخبرات العالمية في التدريس والتدريب وتقديم الرعاية الصحية والبحوث والابتكار، وتضم كذلك «جامعة الخليج الطبية، مستشفى جامعة ثومبي ويحتوي على 350 سريراً، ومستشفى ثومبي للأسنان- أول مستشفى خاص للأسنان في الدولة، وأكبر مستشفى طبّ أسنانٍ أكاديمي في منطقة الشرق الأوسط، ومستشفى ثومبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل- أكبر مستشفى لإعادة التأهيل والمزوّد بأحدث التجهيزات».

تحتضن المدينة منافذ صيدليات ثومبي، التي تضم أكبر صيدلية آلية، إذ تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن المختبر المركزي لمختبرات ثومبي، «أكبر مختبرات التشخيص» الخاصة المعتمدة من قبل وكالة CAP العالمية في المنطقة، بالإضافة إلى المشروع السكني للطلاب «ثومبي هاوسينج برودجكت» الذي يستوعب 2500 موظف وطالب، وهناك كذلك مرافق الترفيه والضيافة، وسوف تجتذب المدينة أكثر من 15000 مراجع يومياً عند اكتمال إنشائها، بفضل تجهيزها بأحدث المرافق ووسائل الراحة المتطوّرة.

رسالة إلى الشباب

وفي رسالته للشباب، قال محيي الدين ثومبي: «على الشباب أن يظلوا دائماً طلاب علم في مدرسة الحياة، فدروسها مستدامة لا تنتهي، وسر النجاح فيها يكمن في حجم الدروس المستفادة، وكيفية توظيفها في أمورنا الحياتية والعملية، مع التركيز على تطويرها، ومواكب المتغيرات ومتابعة المستجدات في مختلف المجالات على مستوى العالم، وليكن الشباب جنوداً في ميدان نهضة الوطن ورفعته وازدهاره».

وأكد أن المستقبل مرهون بطاقات الشباب، والمجتمعات بمختلف أنواعها تعول على أبنائها من الشباب، لحمل الراية، واستكمال مسيرة النهضة والبناء والازدهار.

مجموعة مستشفيات ثومبي صلاح عمر

الطلبة غير القادرين

ركزت جامعة الخليج الطبية منذ نشأتها، على استقطاب الطلبة المتميزين دراسياً، ومساعدة غير القادرين منهم، من خلال خطة ممنهجة، لتمويل الدراسة على أقساط مريحة، بالتعاون مع مؤسسات وهيئات خيرية في الدولة، لجعل التعليم في متناول الجميع.

مواقف لا تنسى

ذكر محيي الدين ثومبي عدداً من المواقف التي حدثت خلال مسيرته في عالم الأعمال والاستثمارات، وتركت أثراً كبيراً جعلها محفورة في تفكيره حتى الآن، منها الإقبال الكبير الذي شهدته جامعة الخليج الطبية في أول يوم لفتح باب التسجيل، حيث بلغ عدد الطلبة الذين توافدوا للتسجيل في عامها الأول ما يقرب من 1000 طالب وطالبة، من مختلف الجنسيات في دولة الإمارات والمنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"