عادي

ينظف السيارات ويسرقها

23:27 مساء
قراءة دقيقتين
محكمة
محكمة

كتب: أمير السني

قبضت الشرطة على (ب.م) بعد بلاغ ورد إليها، يفيد بوقوع سرقة محل «بقالة»، والاستيلاء على 2000 درهم منها، وبعد التحريات وتفريغ الكاميرا تبين أن هنالك ثلاثة أشخاص كسروا باب البقالة الخارجي، ودخلوا حيث يوجد مكان الصندوق، وفتحوا الدرج الذي لم يكن مغلقاً واستولوا على المبلغ، وهربوا إلى مكان سكنهم، وهو سكن للعمال وتقاسموا الأموال.
وبالتحري عن (ب.م) اتضح أن هنالك بلاغات سابقة بحقه، فهو من معتادي سرقة السيارات؛ حيث كان يسرق السيارات المفتوحة أبوابها ليلاً أثناء تنظيفها، واستهدف إحدى السيارات، بعد مراقبة المكان حولها، ففتحها عن طريق كسر الزجاج في الجزء الخلفي، وبحث بداخلها وعثر على هاتف جوال، فأخده وأغلق السيارة، وذهب من دون أن يلاحظه أحد. 
وأكسبته تلك الأفعال الخبرة في تصيد السيارات وسرقتها. وبعدها اتفق مع اثنين من دولته؛ لسرقة السيارات، وخططوا لذلك على أن يقف أحدهم لمراقبة المنطقة، بينما ينفذ الآخران الجريمة.
وتمكن (ب.م) من فتح سيارة أخرى بآلة حادة استخدمها للسرقة، وفتش بداخلها ليجد حافظة نقود وأخذ ما بداخلها وأعاد إغلاق السيارة، وفي الأثناء كان صديقه يراقب سيارة أخرى في المكان نفسه. ووجد السيارة مفتوحة، وبحث بداخلها وعثر على نقود معدنية وسرقها ولاذا بالفرار بعد أن رأى أحد المارة من بعيد.
وصار (ب.م) من معتادي سرقة السيارات؛ لأنها مهنة سهلة ووسيلة للتكسب بعد أن فقد العديد من الوظائف التي كان يعمل فيها ليساعد أسرته في سد متطلبات الحياة اليومية التي لم تكن تكفي حاجتهم، خاصة أن لديه إخوة في مراحل الدراسة، ساعياً لإيجاد طريقة ليزيد بها الدخل المعيشي، وقد جاء إلى دولة الإمارات ليبحث عن عمل، والتقى مع مجموعة من الشباب من دولته، ومكث معهم في سكن للعمال، إلى حين العثور على وظيفة.وقد بدأ بالبحث عن العمل بمساعدة أولئك الشباب، ووجد وظيفة سائق في شاحنة لنقل الأشياء القديمة. واستمر في عمله لفترة وصار يرسل لأسرته كل شهر مبلغاً من المال، على الرغم من راتبه القليل، إلا أنه لم يجد مفراً من العمل فيها، وحاول إيجاد فرص أخرى، فعمل على تنظيف السيارات ليلاً ليكفي حاجته. وبعدها يخلد إلى النوم لساعات قليلة ثم يصحو مبكراً للعمل في الشاحنة.
وبعد مدة فقد وظيفة السائق، واضطر للبحث عن وظيفة أخرى وظل يعمل بالليل على تنظيف السيارات فقط، ويستفيد منها فائدة قليلة لا تساعده في إرسال أموال إلى أسرته وظل يلهث للبحث عن زيادة للدخل، ولكنه فشل في ذلك وأظلمت الدنيا في وجهه وأغلقت جميع الأبواب أمامه، فاتجه إلى سرقة السيارات.
ووردت إلى الشرطة بلاغات سرقة السيارات، وبمتابعة تسلسل البلاغات تبين تشابه طرق السرقة، ما يوضح أن من يرتكبونها هم أشخاص اعتادوا على طريقة معينة، وبفحص الكاميرات الموجودة بالقرب من تلك الأمكنة، قبض على (ب.م) واعترف بجميع جرائمه. وتم تقديمه إلى المحكمة؛ حيث أصدرت حكماً بسجنه لمدة 5 سنوات، والإبعاد خارج البلاد عقب تنفيذ العقوبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"