عادي
من كيرلا بالهند إلى دبي.. رحلة على متن سفينة الأحلام

يوسف علي.. بدأت بائعاً.. وأمتلك اليوم مجموعة تجارية عالمية

00:51 صباحا
قراءة 6 دقائق
1
1
1
1

حوار: عدنان نجم

قدِم يوسف علي، إلى دولة الإمارات في عام 1973، ليكتشف أمامه عدداً من الفرص الاستثمارية، أتاحت له تأسيس مجموعة «اللولو» التجارية التي تعدّ اليوم إحدى أكبر المجموعات التجارية العالمية؛ حيث توجد فروعها في 37 دولة، وتضمّ 50 ألف موظف.

تمكن يوسف علي، رئيس مجلس إدارة «مجموعة اللولو العالمية»، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أحد أبرز رجال الأعمال الهنود في الإمارات ومنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، من تأسيس إمبراطورية تجارية عملاقة بعدد فروع يفوق 200 فرع في العالم، مع توقعات بافتتاح عشرات الفروع الأخرى خلال السنوات القليلة المقبلة؛ حيث صنّفت مجموعته بأنها من بين أسرع 50 شركة تجزئة نمواً في العالم، وتحقق إيرادات بمليارات الدولارات وتوجد في كثير من مدن ودول العالم.

أسهم النجاح الكبير والمتواصل، الذي تحققه المجموعة بإشرافه واستراتيجيته وفكره الاقتصادي في التوسع من أبوظبي، ليغطي كامل إمارات الدولة، وينطلق إلى عمان والكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام وماليزيا والفلبين والصين وسريلانكا وكينيا، ومن ثم التوسع في دول أوغندا وجنوب إفريقيا وتركيا وإسبانيا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند، ليشكّل واحدة من أنجح الشركات التجارية التي حققت نمواً تصاعدياً على مر السنين، و يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 7.4 مليار دولار أمريكي في العالم.

يوسف علي، أحد كبار المستثمرين بقطاع التجزئة بالدولة وصاحب سلسلة متاجر «اللولو هايبر ماركت»، التي تعدّ واحدة من أشهر وأقدم سلاسل التسوق في دولة الإمارات ودول الخليج كلها، ويمتلك فكراً اقتصادياً وتجارياً كبيراً مكّنه من توسيع مجالات الاستثمار، التي يعمل فيها ليشمل قطاع إدارة مراكز التسوق، الفنادق وغيرها، ما جعله أحد أبرز رجال الأعمال في دولة الإمارات ومنطقة الخليج ومصر والهند ومنطقة شرق آسيا.

البدايات 

في مدينة ناتيكا التابعة لمنطقة ثريسور في ولاية كيرلا الهندية، نشأ يوسف علي، وتلقى تحصيله العلمي بها، ويحمل درجة الماجستير، ويقول يوسف علي: «لقد حاولت في بداية حياتي البحث عن عمل مناسب وأفضل بسبب الأوضاع المادية المحدودة والصعبة في منطقتي بالهند، لكن هذا الأمر دفعني لأن أغادر بلدي لاستكشاف فرص جديدة؛ حيث توجهت إلى الإمارات عام 1973، للبحث عن فرصة عمل جيدة؛ عبر سفينة رست في دبي، وانتقلت إلى أبوظبي، حيث كان والدي يدير مشروعاً فيها فعملت معه».

فرص استثمارية

وأضاف: «كانت أسرتي تمتلك مشروعاً، عبر شركة أطعمة مجمدة صغيرة، وقد عملت معهم لمدة عامين، وفكرت ملياً في إطلاق شركة خاصة بي تمكنني من أن أتولى العمل والتوسع فيه، خاصة في ظل الفرص الاستثمارية المتاحة حينها والتي شجعتني على ذلك؛ حيث جاء تأسيس «مجموعة اللولو»، ليواكب النهضة الاقتصادية والتجارية التي شهدتها دولة الإمارات في بدايات تأسيسها».

وتابع: «لقد جذبتني دولة الإمارات بما تمتعت به من تنمية، وخطط طموحة في العمران والتطوير، وتقديم خدمات متقدمة، الأمر الذي شجعني أن تكون الإمارات مركزاً لإطلاق أعمالي». 

وذكر أن بداية العمل في المجموعة لم تكن سهلة؛ حيث سعى إلى توطيد علاقاته مع التجار والموردين للحصول على منتجات وبضائع، وقد استغرق الأمر بعض الوقت ليتمكن من إبراز علامة اللولو إحدى أهم العلامات التجارية في أبوظبي. موضحاً أنه من عاصمة دولة الإمارات انطلقت عملية توسع المجموعة لتشمل الآن افتتاح ما يفوق 200 فرع، وتعزيز الحضور في دول مجلس الخليج العربي، ومصر، والهند ودول شرق آسيا وغيرها من الدول، لتصبح المجموعة بين أهم المجموعات التجارية العالمية. 

وتابع: «افتتحنا متاجر للمجموعة في المناطق المهمة في دولة الإمارات والدول التي نوجد فيها، وعملنا على إدارة مراكز للتسوق في دولة الإمارات، وعددها 10 مراكز، إلى جانب تأسيس شركات توريد وعمليات لوجستية تقدم خدماتها في الدول التي نوجد فيها، إلى جانب عدد من الدول الأجنبية».

مرحلة مهمة

يرى يوسف علي، أن أهم خطوة في حياته المهنية تمثلت في انتقاله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للعمل فيها؛ حيث تمكن خلال عمله مع أحد أقاربه من التعرف إلى سوق العمل في الدولة، وأفضل المجالات التجارية التي يمكنه ممارستها، ما مكنه من تأسيس «مجموعة اللولو» التي أصبحت بعد عقود من أهم المجموعات التجارية إقليمياً وعالمياً.

وقال: «لقد فتحت دولة الإمارات ذراعيها لي، وشجعتني على العمل والمثابرة من أجل تحقيق طموحاتي في النجاح، وقد تمكنت بتوفيق الله وبيئة الأعمال النشطة والتشجيع الذي وجدته في أن أبني مجموعة تجارية عملاقة تضم آلاف الموظفين، وتمتلك أفرعاً في عشرات الدول والمدن في العالم». وذكر أن تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي يوليو/تموز الماضي، شكل مصدر فخر واعتزاز له، موضحاً أنه سيسعى عبر هذا المنصب لخدمة القطاع الاقتصادي والتجاري في أبوظبي ودعم الأنشطة ومشاريع الرواد والمستثمرين خاصة في ظل الظروف الراهنة.

 الإمارات 

وفي حديثه عن دولة الإمارات، أجاب يوسف علي «تمتعت دولة الإمارات منذ قدومي إليها ببيئة أعمال مشجعة ونشطة، الأمر الذي دفعني للتفكير في إطلاق مجموعة اللولو، التي نجحت في التوسع والانتشار في ظل أعمالنا التي حظيت باحترام الجميع، وتوفير سلع ومنتجات بأسعار تنافسية، ما أكسبنا احترام العملاء ودفعنا للتفكير في تعزيز حضورنا في مختلف إمارات الدولة، عبر فروعنا المنتشرة التي تحظى بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين».

وأضاف: «إن دولة الإمارات هي الوجهة الأنسب لأصحاب الأعمال، وقد كنت منهم؛ حيث وفرت لنا الفرص الاستثمارية، والأمن والاستقرار، وسهولة إنجاز المعاملات، ما منحنا الفرصة للنمو والتوسع، وشكل حافزاً لنا لمزيد من التطوير في أعمالنا، لذا كل الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي شجعتنا على العمل والاستثمار والتوسع، ما كان له الأثر الإيجابي الكبير في الاقتصاد الوطني ودفع عجلة النمو فيها».

وأعرب عن سعادته بأن يكون أحد الذين أسهموا في تعزيز مكانة دولة الإمارات على خارطة التجارة العالمية، وذلك بفضل الدعم والتشجيع الذي لاقاه منذ افتتاح أول متاجر المجموعة في دولة الإمارات، والتوسع الخارجي، ليفوق عدد فروع المجموعة 200 فرع.

فخر واعتزاز

وذكر أنه جرى انتخابه في ثلاث دورات عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، معرباً عن فخره واعتزازه بتعيينه أخيراً في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي.

وتابع: «لقد منحتني دولة الإمارات، كل المحبة؛ حيث حصلت في شهر إبريل/نيسان من العام الحالي على جائزة أبوظبي، التي قلدني إياها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أعدّها وساماً أعتز وافتخر به، وهي تكريم للجهود التي نبذلها من أجل العطاء والإنسانية، مع حرصنا على مواصلة دورنا في المسؤولية المجتمعية».

رسالة

ووجهة يوسف علي، رسالة إلى الأجيال الشابة والقادمة بالقول: «عليكم بالصبر والمثابرة وتحصيل العلم والمعرفة والخبرة؛ حيث إن كل هذه الأمور ستساعدكم في حياتكم العملية والمهنية، وتشجعكم على التفكير بأن تعتمدوا على أنفسكم وتطلقوا أعمالكم واستثماراتكم، وانتهاز الفرص المتوفرة والمتاحة التي تتمتع بها الإمارات للعمل فيها».

وأضاف: «على الأجيال القادمة أن تطور من قدراتها وإمكانياتها وتواكب العصر؛ حيث شهدت طوال العقود الماضية تطوراً متسارعاً في التكنولوجيا والأعمال والأمور المالية، وإن مواكبة هذا التطور يحتاج إلى التعلم واكتساب الخبرة».

أعمال إنسانية

وقال يوسف علي: «لقد قدمت لي دولة الإمارات، الكثير من التشجيع والدعم، وهذا الأمر دفعني لأن أرد جزءاً من الجميل عبر القيام بالمسؤولية المجتمعية؛ حيث شاركت المجموعة أخيراً في حملة 100 مليون وجبة طعام، كما قمت بتمويل وإهداء مبنى مدرسة ثانوية أطلقت عليها «مدرسة زايد بن سلطان» في ولاية كيرلا الهندية، وذلك تقديراً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، طيّب الله ثراه، كونه أحد أعظم الرجال في تاريخ البشرية؛ حيث كان له مواقفه النبيلة من أجل السلام العالمي والتسامح، والتشجيع على التعليم وحب البيئة، وكرمه وعطفه على الفقراء والمحتاجين».

تقدير

تقديراً لإنجازاته في مجال الأعمال والصناعة وخدماته المتميزة في المسؤولية المجتمعية، حصل على جائزة بادما شري المرموقة من قبل د. سمت. براتيبها ديفينيش باتيل رئيس الهند في 05 مايو/أيار 2008، ويعتبر بذلك أول هندي غير مقيم من دول الخليج والشرق الأوسط يتم تكريمه بهذه الجائزة المرموقة من قبل حكومة الهند.

ومنح جائزة «برافاسي بهاراتيا السمان» المرموقة وهي أعلى جائزة الحكومة الهندية الممنوحة للهنود في الخارج من قبل الدكتور عبد الكلام رئيس الهند في مومباي في يناير/كانون الثاني 2005، وذلك لمساهمته القيمة في تعزيز مكانة الهند ورعاية مصالح الهنود في الخارج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"