بشرى سارة

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي تبشرنا بعام دراسي جديد 2021-2022 طبيعي (إلى حد كبير)، في المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في أبوظبي، يسود فيه الالتزام بالإجراءات الاحترازية ولكن هذه المرة مع عودة للأنشطة الصفيّة واللاصفيّة والتربية الرياضية.
لا يمكن التخلي عن الإجراءات الاحترازية طالما أن الوباء مازال وسيبقى موجوداً، وإنما التجربة التي مر بها العالم تمكننا من التفكير في سبل لاستكمال الحياة كما يجب أن تكون، خصوصاً في المدارس حيث يقضي الأبناء ساعات طويلة يومياً مع زملاء ومدرسين وإداريين وعمال.
المدرسة ليست مكاناً لتلقين الدروس للطلبة وإخضاعهم لامتحانات واختبارات، بل هي مكان للتعلم والتعامل مع الآخرين والاستمتاع باكتشاف القدرات وتحفيز العقول على الابتكار والتفكير وخوض التجارب.. كل هذه الأشياء لا يمكن توفيرها في ظل التباعد والتعليم أونلاين دون الحضور ولو لبضعة أيام أسبوعياً إلى المدرسة. الاحتكاك بالآخرين وممارسة الأنشطة الفكرية والبدنية جزء أساسي من المنظومة التعليمية، ولم تعد مجرد ملء فراغ ساعات في الجدول الدراسي. 
مبهج خبر إعادة فتح مناطق اللعب المخصصة للطلبة في المدارس وعودة حصص السباحة أيضاً، فلمجرد سماعك أو معرفتك به تشعر بالحياة تدب في الأروقة وفي الملاعب وحتى في البيوت. للأسف، يصاب أبناء اليوم بانحراف في العمود الفقري وانحناء في الظهر والكتفين وخمول في عضلات البدن بسبب كثرة الجلوس والدراسة من خلال أجهزة الكمبيوتر واللابتوب. تكثر أمراض ونقص فيتامينات ليس من المفترض أن يعانيها الأطفال، ونسميها «أمراض العصر»، لذا نسرع إلى البحث عن البديل ويكثر الإقبال على النوادي الرياضية التي أصبحت ضرورية كعلاج صحي أكثر مما هي أماكن للتسلية أو ممارسة هواية بدنية.
لا شك أن هناك تنسيقاً تاماً مع لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كورونا في إمارة أبوظبي، فيما يتعلق بالتدابير الوقائية لضمان سلامة الطلبة وجميع العاملين والطاقم التدريسي في تلك المدارس، من أجل أن تكون العودة صحية من كافة الجوانب، مع الحرص على الحدّ من مخاطر انتشار كوفيد-19 بين كل من يرتاد المدارس. 
لا نريد لأي إهمال من قبل أي إدارة في مدرسة أن تنغص على الجميع فرحة عودة الحياة إلى المدارس، كل أمنياتنا أن تلتزم المدارس فعلياً بتعقيم قاعات ومناطق الأنشطة الرياضية وتعقيم المعدات قبل دخول كل مجموعة طلبة لاستخدامها والتدقيق على السلامة الغذائية والصحية في المطاعم، وألا ينحصر هذا الاهتمام والحرص على الفترة الأولى من بداية العام الدراسي ثم تتلاشى العزيمة ويترك الأمر لضمير عامل نظافة وكفى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"