دبي: «الخليج»
يمكن للشركات الإقليمية التي تبحث عن محترفين من ذوي الخبرة لتنفيذ مهام قصيرة الأجل أو لديهم مهارات فريدة الوصول حالياً إلى كوكبة من المواهب العالمية من خلال منصة رقمية تم إطلاقها مؤخراً بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أطلقت شركة مقرها المملكة المتحدة «ذا وورك كراود» سوق المواهب الإلكترونية استجابة للطلب المتزايد على المهارات القائمة على المعرفة والطفرة في العمل المستقل سواء في الصعيد الإقليمي أو الدولي.
وبفضل إصدار حكومة الإمارات العربية المتحدة لتأشيرات العمل المستقل والعمل عن بُعد فقد أصبحت أحد أسرع الاقتصاديات المستقلة نمواً في العالم. كما أدى تخفيف لوائح ملكية الشركات إلى زيادة كبيرة في عدد الشركات المحلية الناشئة والتي تبحث حاليًا عن محترفين لديهم مهارات في مجال أعمالهم لمساعدتهم على الانطلاق والنمو.
واحتل اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة في آخر تصنيف للبنك الدولي المرتبة 16 من بين 190 اقتصاداً في سهولة إنشاء وعمل الشركات، متقدمة على دول عظمى مثل ألمانيا واليابان والصين وفرنسا وإيطاليا. وقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التحديثات المستمرة للتشريعات والقوانين في احتلال مكانة الصدارة لجذب المواهب. وخلال فترة انتشار الجائحة، فتحت الدولة أبوابها للأشخاص الراغبين في التقاعد داخل الإمارات والعاملين المستقلين وأصدرت تأشيرة ذهبية لمدة 10 سنوات.
تحدث عصام كاظم، المدير التنفيذي دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي مؤخراً في مؤتمر بعنوان «الإمارات العربية المتحدة: نمو مركز أعمال تجارية العالمي» والذي نظمته منصة «ذا وورك كراود»، حول كيف كانت الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي أغلقت أبوابها مع بدء الجائحة، وكانت أيضاً من أوائل الدول التي وضعت سياسات وإجراءات جديدة لدعم استمرارية الأعمال. وقال: «لقد منحنا الوباء فرصة لوضع برنامج العمل الافتراضي الذي كنا نتحدث عنه منذ عدة سنوات، فقد حصل أكثر من 3000 شخص بالفعل على تأشيرات ويعملون الآن في دبي لدى أصحاب عمل وعملاء عن بعد».
من جانبه قال محمد البلوشي، رئيس قطاع التقنية المالية والابتكار في «مركز دبي المالي العالمي»: «لم أر قط مثل هذه الزيادة في الطلب على المواهب مثل التي نشهدها في الوقت الحالي. ولدينا شركات ناشئة نتوقع أن تنمو بمعدل غير مسبوق، ويتطلع كل مدير تنفيذي أو صاحب عمل أتحدث إليه إلى جلب مواهب وخبرات من الخارج لمساعدته في تحقيق هذا النمو. ونخطط هذا العام لجذب ما يقرب من 200 إلى 250 شركة ناشئة، وهو أكثر مما استقطبناه خلال السنوات الثلاث الماضية مجتمعة».
وأضافت أليس ويتمان، المؤسس والرئيس التنفيذي «ذا وورك كراود»: «إن هذا الطلب المتزايد وسياسات الدول المشجعة للأعمال هي التي دفعت الشركة لطرح المنصة في دولة الإمارات العربية المتحدة». وذكرت «هدفنا خدمة العاملين المستقلين والشركات من خلال إيصال الفرص الدولية إلى ممتهني العمل الحر في المنطقة، وفي الوقت نفسه، مساعدة الشركات الناشئة في العثور على المواهب العالمية التي يحتاجون إليها لتطوير أعمالهم. إن أصدار تأشيرة العمل عن بُعد بدولة الإمارات العربية المتحدة قد فتح الباب أمام العاملين المستقلين من جميع أنحاء العالم، والذين يرغبون في الاستمتاع بجميع ما توفره دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى بيئة معيشية آمنة وضرائب منخفضة وفرصة الإقامة في مدينة مثيرة متعددة الثقافات».
وتابعت أليس حديثها عن موعد انطلاق المنصة قائلة: «لقد ساعد الوباء على الفصل بين مفهوم العمل ومحل العمل، وجعل الناس يعيدون التفكير في كيفية ومكان العمل. نما إلى علمنا من خلال الأبحاث أن هناك 65% من العمال المستقلين يشعرون بأمان مالي كبير، بينما هناك نسبة 70% يشعرون بشكل عام بالسعادة في حياتهم. وقد أدى تعميم مرونة العمل بالإضافة إلى مزايا أسلوب الحياة للعمل المستقل، إلى اتجاه العديد من الأشخاص نحو استكشاف العمل الحر كخيار مهني».
وأضافت أليس في حديثها عن الفرص المتاحة للعاملين المستقلين في المنطقة: «هناك نسبة 40% من إجمالي الناتج المحلي والذي تنتجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة، وهناك زيادة في طلب العمال الموهوبين الذين يمكنهم توفير المهارات اللازمة للمساعدة في نمو وازدهار هذه الأعمال. نتوقع ارتفاع الطلب على العاملين المستقلين في مجموعة واسعة من التخصصات، من محترفي التسويق الرقمي إلى خبراء الذكاء الاصطناعي».
«وتضمن ذا وورك كلاود لأصحاب العمل بأن العاملين المستقلين الذين يوظفونهم شرعيون وجديرون بالثقة. وهناك 50% من تسجيلات الجديدة للعاملين المستقلين تأتي من الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يوضح مدى انطلاقها ونجاحها. نهدف من خلال ذلك إلى ربط المواهب المحلية والوصول إلى العالمية».
