في كل بيت مزرعة

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

مبادرة في كل بيت مزرعة التي أطلقتها حكومة إمارة الشارقة، وتحديداً إدارة التثقيف الصحي، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة سنة 2011، لتشجيع الزراعة المنزلية، تبعها إطلاق عدد كبير من المواطنين على مستوى الدولة، مبادرات فردية تدور نحو نفس الفكرة، في نشر ثقافة الزراعة المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات والمحاصيل الزراعية، وكل ما تسمح بزراعته الطرق المستخدمة سواء كان من خلال الطرق التقليدية أو الحديثة، لابد من أن تعمم على مستوى الدولة، لنستطيع حصد ثمارها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. 
 حرصت الحكومة الرشيدة بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على تشجيع الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وإطلاق عدة مشاريع وأنظمة، تخدم ذلك الهدف، إضافة إلى التوجهات الاجتماعية الفردية من الأسر خاصة، وعلى وجه التحديد من الأمهات، بالاهتمام بالحدائق المنزلية، وتطوير مهاراتهن، لتعزيز ثقافتهن الزراعية، وهو أمر يبشر بالخير القادم عبر الأجيال، وفق تلك المعطيات المُبشرة بالخير دائماً، كما أن الدراسات والخبراء يثبتون أهمية الزراعة والبستنة في التخفيف من الضغوط النفسية التي خلّفتها أزمة كورونا (كوفيد  19)، لتكون الزراعة الوجهة الصحيحة لمستقبل يحمل الكثير من الخير. 
وأكدت الدراسات مدى تأثير الزراعة في تحسين سلوكيات الأطفال، وخاصة من الذين يعانون فرط الحركة؛ وذلك بإشراكهم بالزراعة، وخاصة البذور سريعة النمو، ومراقبة نموها والاعتناء بها كل يوم، فيما التعامل مع التربة ولمسها، يقلل من تأثير الشحنات الكهربائية، كتأثير المشي حافي القدمين على التربة مباشرة، والعديد من الفوائد الجمة بالزراعة تكاد لا تحصى، وأهم ما فيها بأنها تعلم «الطفل» المسؤولية منذ الصغر باهتمامه بالمزروعات، ويقدر الجهد اللازم الذي يستغرقه الاهتمام بها، وهو ما سيجعله في المستقبل يدافع عن الزراعة، ويسعى إلى المحافظة عليها، ويسهم في نشر ثقافة «الزراعة المنزلية والحدائق المتناسبة مع الفصول الأربعة»، خاصة في أجوائنا الحارة والجافة في أغلب الفصول. 
المتابع لتلك المبادرات التي سبق عرضها بعد مرور نحو عقد كامل عليها تقريباً، يرى نتائجها، وإن لم تتحقق بنسبة كبيرة إلا أن نشر تلك الثقافة، وبالأخص كيفية الاهتمام بالمزروعات المتناسبة مع بيئتنا، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الزراعية، التي تشرف عليها الأسرة، بأنها تعد منجزاً حضارياً لأفراد الأسرة والمجتمع، ونحتاج إلى تعميم تلك التجارب على مستوى الدولة، وتحقيق مبادرة «في كل بيت مزرعة» بالفعل، لنرى نتائجها في أطفالنا وشبابنا وأجيال الغد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"