صناعة القيادات

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

الشباب عنصر مهم في مكونات المجتمع؛ إذ يعد وقود المستقبل الذي تُعوّل عليه المجتمعات في إدارة دفة التغيير والتطوير والتنمية، فقد وضعت القاعدة العامة أسرار نهوض وازدهار البلدان في تمكين الشباب وتأهيله وتدريبه، وفق نظرة ثاقبة ترى متطلبات المستقبل، ورؤى متجددة تُدرك ماهية التغيير.
نحتفي  ومعنا العالم  باليوم العالمي للشباب الذي يعد مناسبة مهمة تستحضر من خلالها المجتمعات أهمية دور الشباب في بناء الأوطان ورفعتها، بصفتهم طاقات متجددة، وركائز أساسية لمسيرة التنمية والتطور والتعمير، ومن هنا فإن المجتمع الذي يفتقر إلى سبل الاستثمار في شبابه، ليست لديه المقدرة على حشد الطاقات نحو حقبة جديدة تدفع بعجلة التنمية.
الإمارات آمنت بدور الشباب في مسيرة التطوير والتشييد في الوقت الراهن ومستقبلاً، وجعلته هدفاً وطنياً واستراتيجياً لبلوغ أهدافها المستقبلية الوطنية المستدامة في مختلف المجالات، فذهبت تستثمر في قدراته وإمكاناته وتمكينه من المشاركة الفاعلة التي تعزز لديه روح القيادة.
ملف الشباب في الإمارات يحظى باهتمام كبير، والدلائل كثيرة ومتنوعة؛ إذ إن لدينا وزيرة للشباب لم يتجاوز عمرها 22 عاماً عند توليها المهام، واستطاعت في فترة وجيزة  وهي أصغر وزيرة في العالم  أن تبتكر مبادرات متنوعة، تعزيزاً للهوية الوطنية وروح الانتماء، وأبدعت بإنشاء مجلس الإمارات الذي يبلور تطلعات وقضايا الشباب.
المؤسسة الاتحادية للشباب أيضاً، جاءت تضم 43 موظفاً من الشباب، أفرزت جهودهم 15 مركزاً، و35 مبادرة، وجميعها مؤشرات إيجابية تأخذنا إلى حقيقة تؤكد الخصوصية والاهتمام اللذين يتمتع بهما شباب الوطن، بهدف إعدادهم وتأهيلهم لتحمّل مسؤوليات لا يمنعها صغر السن، ولا تقبل مراوغة التحديات، فالابتكار عنوانهم، وبناء المستقبل هدف أساسي في مسيرتهم.
مهمة تأهيل الشباب والاستثمار في طاقاته، لا تقع على عاتق حكومة الإمارات وخططها واستراتيجياتها فحسب؛ بل تبقى الكوادر القيادية القديمة المعنية برفد الشباب بالخبرات والممارسات الجادة، وإتاحة الفرص لهم لتولي مسؤوليات القيادة في المجالات كافة، فضلاً عن استمرار عملية ضخ دماء جديدة لإدارة دفة المؤسسات بشباب يُدرك حجم المسؤوليات.
الشباب يشكل فئة مهمة عند التفكير في إعداد قيادات الصف الثاني، لضمان استمرار عجلة التنمية، والمحافظة على مكتسبات الوطن، ومراكز الإمارات المتقدمة في مختلف المجالات. فالقيادات الشابة في بعض المؤسسات نجحت بامتياز، نظراً لطرائقها وأساليبها المتطورة في الإدارة، وهنا تأخذنا الضرورة للتوسع في إتاحة الفرص القيادية للشباب في مختلف المؤسسات.
«صناعة القيادات» عملية مستمرة ومستدامة، وإعداد الشباب مهمة وطنية لا تتسم بالسهولة؛ إذ نحتاج دائماً إلى رؤى متعمقة ترصد القدرات والمهارات، ونظرة ثاقبة تقرأ بدقة الاحتياجات، فأمانة الوطن أعظم ما يحمله الشباب بوصفه محركاً رئيسياً لجميع مسارات المستقبل.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"