المرأة الإماراتية

بعد عشرة أيام من اليوم، تحتفل دولتنا بيوم المرأة الإماراتية، التي حققت الكثير ومازال ينتظر منها الكثير، وفي يوم الإماراتية نستذكر جهود الأمهات الإماراتيات المتزوجات من غير المواطنين، ممن ربين أبنائهن على السنع الإماراتي، وعلى تقاليدنا وعاداتنا حتى غدا أبناؤهن إماراتيين قلباً وقالباً، تربوا على تراب الإمارات، واجتهدوا وكانت لهم فرص كثيرة لخدمة وطنهم الذي لم يعيشوا على أرض غير أرضه. 
 فتحية لهن، كونهن أمهات مربيات فاضلات، وتحية لأبنائهن الذين يحملون حب الوطن في عروقهم، وأثبتوا باجتهاد أمهاتهم وتربيتهم بأن لا وطن لهم يخدمونه غير تراب الإمارات، وأغلبهم إن لم يكن كلهم لا ينطقون غير لهجة أمهاتهم، وأخذوا معظم صفات «الأم» بحكم تربيتهم، وبحكم اجتهادها عليهم، فتحية لهن، كون نصيبهن كان الزواج من غير إماراتي، وكان قدرهن أن يتحملن الكثير من المشاق في سبيل التنشئة الحسنة والمثالية لأبنائهن، وكلنا ثقة بأن حكومتنا لن تضيع جهدهن طوال السنوات الماضية، لأن الكثيرين من أبناء المواطنات كانوا مثالاً يحتذى به في المجالات التي تقلدوها.
 فتحية لهن مثابرات ومربيات، اجتهدن على أن لا يشعر أبناؤهن بأنهم مختلفون عن أقرانهم سواء كانوا في المدارس أو في الفرص التي يحظى بها الأبناء من أعمارهم، إلى أن بلغ الكثير من منهم سن الرشد، وتوزعوا يخدمون الوطن بالمؤسسات والجهات التي يعلموا بها، فليس سهلاً على «الأم» أن تربي أبناءها، وكل همها أن لا يشعروا ولو بواحد في المئة بالتمييز أو الاختلاف عن أقرانهم. 
 اجتهدت المرأة الإماراتية ونالت، ومكنتها حكومتنا الرشيدة أن تكون على قدر المسؤولية في أي موضع كانت، وكذلك كانت الإماراتية المتزوجة من أجنبي على الرغم من التحديات والعقبات التي اجتازتها؛ حيث موضع قوة في الأسرة، ويستمد منها أبناؤها قوة الصمود والإصرار، ليكونوا أفضل من أقرانهم الذين توفرت لديهم كل الإمكانيات. 
المرأة الإماراتية المتزوجة من أجنبي، شكراً لتربيتك وعطائك، فغداً لن يقال غير كان هذا أو تلك، ابن وابنة «الإماراتية»، وسيحق لأبنائك يوماً أن يحظوا بكل الحقوق، وستكافئين على جهودك وتربيتك ولن تخذلك قيادتنا الرشيدة التي وضعت أمام نصب عينها تمكين الإماراتية لتمكين مجتمعنا من عيش حياة آمنة مستقرة هانئة سعيدة.
[email protected]