عادي

الغرب يدعو إلى مغادرة مطار كابول بسبب أخطار إرهابية

14:05 مساء
قراءة 3 دقائق
fss

كابول - أ ف ب
دعت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وبلجيكا، رعاياها إلى الابتعاد بأسرع ما يمكن عن مطار كابول بسبب أخطار «إرهابية»، في وقت لا يزال آلاف الأشخاص، محتشدين عند مداخله على أمل الفرار من أفغانستان بعد سيطرة «طالبان» على البلد.
وأصدرت الدول بشكل متزامن ليل الأربعاء الخميس تحذيرات في غاية الدقة وشبه مماثلة. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الأشخاص «الموجودين حالياً عند مداخل آبي والشرقي والشمالي عليهم المغادرة فوراً»، محذرة من «أخطار أمنية».
من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الأسترالية من «خطر كبير جداً بوقوع اعتداء إرهابي».
وأصدرت لندن تحذيراً مماثلاً، مضيفة «إذا كنتم في منطقة المطار، غادروها إلى مكان آمن وانتظروا تعليمات جديدة. وإذا كنتم على وشك مغادرة أفغانستان بشكل آمن بوسائل أخرى، افعلوا ذلك على الفور». ووردت التحذيرات، بعيد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن «طالبان» تعهدت السماح للأمريكيين والمواطنين الأفغان المعرّضين للخطر بالمغادرة بعد انسحاب القوات الأمريكية في 31 أغسطس/ آب الجاري. لكنه لم يوضح كيف سيتم تنظيم رحيلهم.
كذلك، أكدت ألمانيا الأربعاء أنها تلقت تأكيدات من «طالبان» بأنه سيكون بإمكان الأفغان الذين يحملون وثائق «قانونية» مغادرة البلد في رحلات تجارية بعد الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية. أما بلجيكا، فأعلنت أن عمليات إجلاء رعاياها والأفغان الذين تؤمن لهم الحماية توقفت الأربعاء، فيما حذرت فرنسا من أن الجسر الجوي سيتوقف اعتباراً من مساء الخميس.
وأعلنت تركيا سحب قواتها التي كانت تشارك في حراسة مطار كابول، متخلية عن هدفها بضمان أمن المطار.
وتمسك الرئيس جو بايدن بتاريخ 31 أغسطس / آب لانسحاب قوات بلاده خلال قمة لمجموعة «السبع» عبر الإنترنت، مشيراً إلى «خطر حاد ومتزايد» بشن تنظيم «داعش» هجوماً على المطار.
وكان الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، اتهم الغربيين الثلاثاء، بإفراغ البلاد من قواها الحية، بإجلاء «خبراء» أفغان تعاملوا معهم. ويخشى الكثير من الأفغان المثقفين أن تقيم الحركة النظام الأصولي نفسه الذي اعتمدته في السابق.
وتبدي النساء والأقليات الإثنية بصورة خاصة مخاوف من المستقبل. وقالت امرأة شابة عالقة في مزار شريف: «نحن جيل النساء المتعلمات، طالبان لا يحتملون ذلك، لا يمكنهم أن يحكموا ونحن هنا، سوف يبيدوننا».
وخارج كابول، في الأرياف وبعض المدن، يبدي الناس ارتياحهم لانتهاء عقود من النزاعات. ووصف أحد عمال الإغاثة في خوست بجنوب شرق البلاد، حركة «طالبان» بأنها أكثر تسامحًا من السابق. وقال: «سلوك طالبان أكثر مرونة بالفعل مما كان الناس يتوقعون» لكن الجميع «خائف على الاقتصاد».
ولم تشكل الحركة حكومة بعد، موضحة أنها تنتظر رحيل آخر جندي أجنبي قبل القيام بذلك. وفي غياب قانون يسري على كل الأراضي، فإن القواعد المتبعة تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب مشيئة السلطات المحلية الجديدة.
وتحاول الحركة تقديم نفسها، أمام السكان والمجموعة الدولية على أنها أكثر اعتدالاً، لكن بدون أن يقنعوا كثيراً، خاصة في كابول. والحركة على يقين بأنه يتحتم عليها الاستناد إلى الهيئات الإدارية القائمة في الدولة، إذ لا تملك في صفوفها الخبرات الضرورية لتحكم البلاد بمفردها، وتنهض باقتصاد أنهكته الحرب، ويعول إلى حد بعيد على المساعدة الدولية. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"