عادي
المفاعل يولد الحرارة للمرة الأولى من خلال الانشطار النووي

المحطة الثانية في براكة تبدأ عملياتها التشغيلية بنجاح

14:02 مساء
قراءة 4 دقائق
ب

أبوظبي: «الخليج»

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس (الجمعة) عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها في استكمال عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وسوف يُولِّد مفاعل المحطة الحرارة للمرة الأولى من خلال الانشطار النووي، وتستخدم هذه الحرارة لتوليد البخار وتدوير التوربينات لإنتاج الكهرباء، حيث أجرى فريق تشغيل المفاعلات النووية المؤهل والمعتمد في «نواة» سلسلة من اختبارات السلامة لضمان سير بداية التشغيل على الوجه الأمثل مستفيداً من التجربة المماثلة السابقة في المحطة الأولى. 

وتواصل محطات براكة ترسيخ مسيرة التميز لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا القطاع، من خلال هذا الإنجاز الذي تحقق بعد عام من بداية تشغيل المحطة الأولى وخمسة أشهر من تشغيلها بشكل تجاري، وهو ما يؤكد التقدم الكبير في إنجاز محطات براكة الأربع على نحو آمن وفي الوقت المحدد، بهدف المساهمة في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة.

يأتي الإنجاز التاريخي بالتزامن مع يوم المرأة الإماراتية، التي كانت عضواً فاعلاً ورئيسياً في فريق العمل من شركة نواة للطاقة، الذي بدأ عمليات التشغيل التجاري في المحطة الثانية بنجاح، ما يعكس الدور الريادي الذي تلعبه المرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات، والمساهمة في تحول الطاقة وإنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة.

وتصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية العاملة في القطاع النووي في دولة الإمارات إلى 20% من إجمالي القوى العاملة لديها.

وبهذا الإنجاز أصبحت محطات براكة أول مشروع للطاقة النووية في المنطقة يضم محطات متعددة قيد التشغيل.

وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «إنجاز آخر تحقق اليوم للبرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار مسيرتنا الهادفة لتوفير الطاقة الكهربائية الوفيرة والصديقة للبيئة على مدار الساعة، حيث تدعم محطات براكة النمو والازدهار في الدولة بشكل مستدام».

وأضاف الحمادي: «مع بداية تشغيل المحطة الثانية في براكة نحن الآن في منتصف الطريق نحو تحقيق هدفنا المتمثل في توفير ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وتعزيز النمو المستدام وبالتوازي مع دعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها الخاصة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي».

وقال المهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة:«بهذه المناسبة المهمة لمحطات براكة نهنئ فرق العمل المتميزة على إتمام عملية بداية تشغيل المحطة الثانية. ستتواصل الاستعدادات على نحو آمن وثابت من أجل ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية وصولاً إلى التشغيل التجاري لثانية محطات براكة..نحن ملتزمون بضمان التميز التشغيلي لكل محطات براكة، ونشكر شركاءنا في الدولة وفي جميع أنحاء العالم على دعمهم المستمر لتحقيق هذه الإنجازات وفق أعلى معايير الأداء التشغيلي». 

وخلال الأشهر المقبلة، سيتم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات، وسيبدأ فريق التشغيل بعملية رفع مستوى طاقة مفاعل المحطة بالتدريج وهو ما يُعرف ب«اختبار الطاقة التصاعدي» بالتزامن مع المراقبة المستمرة لهذه العملية لغاية الوصول إلى الحد الأقصى من طاقة المفاعل الإنتاجية، مع الالتزام بجميع المتطلبات التنظيمية وأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمن.

وأكد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أن الإنجازات التي تشهدها الدولة، تتواصل تباعاً وبثبات في عام الاحتفال باليوبيل الذهبي، وفي مختلف القطاعات، ومن ضمنها قطاع الطاقة النووية السلمية.

وقال سموّه: إن تلك الإنجازات تأتي بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأضاف سموّه، في تصريح بمناسبة بداية تشغيل ثانية محطات براكة للطاقة النووية السلمية: «إن هذا الإنجاز في هذا القطاع العلمي والتقني المتقدم، يؤكد قدرة دولة الإمارات على المضي قدماً في تطوير المشاريع الاستراتيجية العملاقة كمحطات براكة للطاقة النووية السلمية، والتي ستسهم في تأمين الطاقة للأجيال القادمة، إضافة إلى دورها المحوري في مواجهة ظاهرة التغير المناخي؛ حفاظاً على البيئة».

وقال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «يثبت النهج الاستراتيجي لدولة الإمارات فيما يخص قطاع الطاقة يوماً بعد يوم سداد التوجه لدى دولة الإمارات لامتلاك مزيج متنوع وغني من مصادر الطاقة، مع زيادة الاعتماد على الطاقة الصديقة للبيئة؛ وذلك بهدف تأمين احتياجات الدولة المتنامية من الكهرباء، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الدولة في تلبية التزاماتها الخاصة بخفض البصمة الكربونية».

وأعرب سموّه عن فخره بالكوادر الإماراتية التي أثبتت جدارتها وتفانيها في هذا القطاع المتقدم، والتي تقود فرق عمل من مختلف جنسيات وخبرات العالم، من أجل إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية، ليثبتوا بذلك أن استثمار ورهان دولتهم عليهم كان في محله، وأنهم يمتلكون القدرة على تجاوز التحديات التي يواجهها العالم، وتحقيق الإنجازات الاستثنائية.

وأكدت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، التزام شركة نواة للطاقة بكافة المتطلبات الرقابية للبدء في هذه المرحلة المهمة. ويأتي الإنجاز نتيجة قيام الهيئة بأنشطة رقابية مكثفة، وتشمل التفتيش المستمر لضمان أمن وسلامة محطة الطاقة النووية. 

وفي أعقاب إصدار الهيئة لرخصة التشغيل ووصولاً لمرحلة التشغيل الاعتيادية (الحرجية)، قامت الهيئة بإجراء مجموعة من الأنشطة الرقابية والتي شملت التفتيش من خلال مفتشيها المقيمين في المحطة، وإرسال المزيد من المفتشين لمتابعة عمليات تحميل الوقود النووي ومختلف مراحل الاختبارات. وتقوم الهيئة بالتحقق بشكل مستمر من مستوى الجاهزية والاستعداد لحالات الطوارئ، فضلاً عن متابعة البيئة من خلال محطات الرصد المستقلة المتواجدة حول المحطة مع استخدامها لمختبرها البيئي. 

وتعد مرحلة التشغيل الاعتيادية (الحرجية) إنجازاً تاريخياً في مسيرة برنامج الإمارات للطاقة النووية والذي سوف يسهم في تحقيق التشغيل التجاري للوحدة الثانية. ومنذ تأسيسها في عام 2009، أصدرت الهيئة اللوائح والأدلة الإرشادية، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة ومراجعات والتي أسهمت في الوصول إلى هذه المرحلة المهمة في تاريخ أول محطة للطاقة النووية في المنطقة من أجل ضمان سلامتها وأمنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"