عادي

المعارضة اليسارية تنهي هيمنة اليمين على الحكومة في النرويج

16:36 مساء
قراءة 3 دقائق
النرويج

أوسلو - أ ف ب
فازت المعارضة النرويجية اليسارية بقيادة العمالي يوناس يار ستور بالانتخابات التشريعية التي سيطر عليها مصير الأنشطة النفطية في البلاد، في فوز أنهى ثمانية أعوام من هيمنة اليمين على حكم الدولة الاسكندينافية.
ومساء الإثنين، قال ستور الذي سيصبح على الأرجح رئيس الوزراء المقبل: "لقد انتظرنا وأملنا وعملنا بجدّ، والآن يمكننا أخيراً أن نقولها: لقد فعلناها!".
"عملنا انتهى"
بدورها أقرّت رئيسة الوزراء المحافظة إرنا سولبرغ بهزيمتها في الانتخابات التشريعية، وقالت سولبرغ التي تحكم النرويج منذ 2013، وهي مدّة قياسية لليمين في البلد الاسكندينافي، إنّ "عمل الحزب المحافظ في الحكومة انتهى لهذه المرة. أهنّئ يوناس يار ستور الذي يبدو في الوقت الراهن أنّ لديه أكثرية واضحة لتغيير الحكومة".
ويتوقع أن تحصل أحزاب المعارضة الخمسة على مئة من أصل 169 مقعداً يتألّف منها البرلمان الأحادي المجلس، ما يكفي للإطاحة بالائتلاف اليميني المحافظ بقيادة سولبرغ.
وقد يحصل العماليون الذين يشغلون راهناً 89 مقعداً، على الغالبية المطلقة مع حلفائهم التقليديين "حزب الوسط" و"حزب اليسار الاشتراكي" من دون الحاجة إلى الحزبين المعارضين الآخرين "حزب الخضر" و"الحزب الأحمر" الشيوعي.
حكومة ائتلافية
ومن شأن ذلك تسهيل المفاوضات من أجل تشكيل حكومة ائتلافية يرجح أن يرأسها ستور، التي يتوقع رغم ذلك أن تكون طويلة وحساسة.
وكان حزب الخضر خصوصاً، اشترط لتقديم دعمه، الوقف الفوري للتنقيب النفطي في البلاد، أكبر مصدر للمحروقات في أوروبا الغربية، الأمر الذي رفضه ستور.
ويؤيد المليونير البالغ 61 عاماً، والذي ركز في حملته الانتخابية على محاربة التفاوت الاجتماعي على غرار خصومه المحافظين، التخلي تدريجياً عن اقتصاد يعتمد على النفط.
من جهته، قال مسؤول الطاقة في "حزب العمال" إسبن بارث أيديه، إن "الطلب على النفط يتراجع. يحدث ذلك بقوى السوق فحسب. لا نحتاج لإصدار قانون رسمي بشأنه، بل بناء جسور لأنشطة مستقبلية".
وأضاف: "سنواصل القيام بأنشطة نفطية، لكن علينا الاعتراف بأن أيام النفط الأفضل أصبحت خلفنا".
الأمم المتحدة و"إنذارها الأحمر"
تصدّرت مسألة تغيّر المناخ الحملات الانتخابية خصوصاً بعد صدور تقرير "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" في آب/أغسطس، والذي أشار إلى "إنذار أحمر للبشرية" في هذا الصدد، ما أجبر النرويج على التفكير ملياً في مستقبل الثروة النفطية التي جعلتها من بين أغنى بلدان العالم.
وعزز التقرير موقف أولئك الساعين للتخلّص من اعتماد البلاد على النفط، سواء اليساريين، وبدرجة أقل اليمينيين، ويقود "الخضر" الدعوات لوقف جميع أعمال التنقيب عن النفط فوراً، ولوضع مهلة نهائية لاستكشافه حتى العام 2035.
ولدى إدلائها بصوتها قالت رئيسة حزب الخضر أوني باستهلوم: "آمل أن ننتزع بعد هذه الانتخابات موقعاً يمكنّنا من الضغط على الحكومة النروجية المقبلة التي نأمل أن يرأسها ستور، وأن تتّبع سياسة مناخية ونفطية جيدة".
ويساهم قطاع النفط بـ14 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي و40 في المئة من الصادرات و160 ألف وظيفة مباشرة.
كذلك، ساعد البلد الذي يضم 5,4 ملايين نسمة على جمع أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم باتت قيمته تبلغ اليوم أكثر من 12 تريليون كرونر (حوالي 1,2 تريليون يورو، 1,4 تريليون دولار).
حلفاء غير متحدين
وعلى ستور الذي كان وزيراً في حكومة ينس ستولتنبرغ بين 2005 و2013 أن يجري الآن مداولات شائكة مع حزب الوسط الذي يدافع خصوصاً عن قطاع الزراعة واليسار الاشتراكي الذي يهتم خصوصاً بشؤون البيئة.
ولهؤلاء الحلفاء الذين شاركوا في الحكم معاً في عهد ستولتنبرغ، مواقف متعارضة أحياناً، لا سيما حول الضرورة الملحة للتخلي عن النفط، فيما أكد الوسطيون خلال الحملة الانتخابية أنهم لا يريدون المشاركة في حكومة يكون اليسار الاشتراكي طرفاً فيها.
وقال ستور: "أريد مجتمعاً أكثر عدالة مع فرص للجميع. هذه أولى الأولويات" داعياً إلى "سياسة مناخية عادلة"، وشدد قبل دقائق على صدور التقديرات: "سنأخذ الوقت للتواصل مع الأحزاب الأخرى".
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"