عادي

«آيل أوف مان».. كنز أساطير بريطانيا

22:00 مساء
قراءة 4 دقائق
القطار البخاري في جزيرة مان
برج ميلنر وإطلالة مذهلة على أفق إيرين
قلعة بيل
جسر الجنية
سفينة الفايكنج الأسطورية داخل متحف مانانان
عربة ترام سنيفل من أعلى القمة
ترام جزيرة مان الكهربائي
كوخ الأساطير بجانب سكة الحديد القديمة
عجلة لاكسي
قلعة روشن في كاسلتاون

إعداد: هشام مدخنة
في منتصف البحر الأيرلندي، بين إنجلترا وأيرلندا واسكتلندا، تقع جزيرة مان أو «آيل أوف مان» التابعة للتاج البريطاني، مع حكم ذاتي. هي جزيرة صغيرة وليست بعيدة عن البر الرئيسي، وتعد موطناً لأكثر من 75 ألفاً من السكان الذين يتبنون طريقة مريحة للحياة. وبمجرد الوصول إليها، يمر الوقت ببطء وتشعر أنك دخلت إلى عالم آخر.

مع وجود أكثر من 40% من الأراضي غير المأهولة في جزيرة «مان»، تشعر وأن المكان برمّته عبارة عن حديقة ضخمة تضم مشاهد طبيعية رائعة، على رأسها 100 كيلومتر من السواحل والشواطئ البكر، والتلال والوديان المثيرة، ومجموعة واسعة من عوامل الجذب السياحي، إضافة إلى القطارات البخارية التي تعود إلى القرون الوسطى، وعربات الترام التي تجوب القرى الخلابة، فضلاً عن الفولكلور الخاص الذي يحتفظ به المكان، والتراث القديم الذي يحاكي خرافات السلتيك وأدوات الفايكنج والعمارة الفيكتورية وبيوت القش.

تتمتع الجزيرة عادة بمناخ بريطاني معتدل، ولا تعاني سماؤها الغيوم الملبدة بقدر أماكن الجوار الأخرى؛ لذلك ليس من المستغرب أن ترحب الجزيرة بأعداد ضخمة من الزوار سنوياً.

السكان الودودون

سيلاحظ الزوار أينما تجولوا في أنحاء الجزيرة ترحيب السكان المحليين بهم، وسيصادفون مقاعد متعددة الألوان وطاولات خشبية مع إخطارات تدعوهم للجلوس وتبادل أطراف الحديث مع أشخاص لا يعرفونهم وسط جو مملوء بالفرح.

يحب السكان المحليون جزيرتهم ويعرفون تاريخها ويتوقون للحديث عنها، ويعكسون الصورة السياحية المثلى لها. وترى سائقي الحافلات، على وجه الخصوص، يوجهون الزائرين نحو الأماكن التي يتعين عليهم رؤيتها. فهذا الترحيب الحار يعزز حكماً من أهمية المكان ليكون ضمن أفضل قوائم العطلات المزمع قضاؤها.

الجنّيات والفولكلور

تنتشر الظواهر والرموز الخرافية أو ما يُسمى ب «الجنيات» في شتى أنحاء جزيرة «مان»، في الحدائق والأكواخ الخيالية في الغابة، وجسر الجنية «Fairy Bridge»، ومحطة سكة الحديد الكهربائية «مانكس». وكلها معتقدات وخرافات يتبناها سكان الجزر في تلك المناطق عادة. حتى إن هناك لافتات في محطة حافلات دوجلاس، عاصمة الجزيرة، تدعو الركاب إلى مشاهدة تقاليد الجزيرة وإلقاء التحية على «الجنية» أثناء عبور الحافلة للجسر، بحسب ما تقول الأساطير.

سكة الحديد البخارية

تمتد سكة حديد «مان» البخارية من دوجلاس إلى قرية إيرين ومينائها في أقصى جنوب الجزيرة. وهي جزء من نظام النقل العام وتقدم خدمات منتظمة على مدار اليوم. وتم افتتاح سكة الحديد التاريخية هذه عام 1873، وهي أطول خط بخاري ضيق في بريطانيا لا يزال يستخدم قاطراته وعرباته الأصلية حتى اليوم.

ونظراً لقرب العديد من مناطق الجذب السياحي في الجزيرة من محطات وقوف القطار البخاري، فيعد الأخير طريقة رائعة لاستكشاف المنطقة وسبر أغوارها. كما يمكن استخدام تذكرة «Go Explore Heritage» غير المحدودة على جميع وسائل النقل في الجزيرة سواء القطارات التاريخية أم الحافلات.

يتم مساءً تقديم العشاء والحلوى في القطار أثناء جولته المعتادة، وعند التوقف لمدة نصف ساعة في بورت إيرين، يمكن للمسافرين التنزه على طول الواجهة البحرية والاستمتاع بإطلالة جميلة على الساحل المذهل.

ترام «مانكس» الكهربائي

تضم جزيرة «مان» سكة حديد كهربائية تعرف ب «مانكس»، وفي الأغلب يشار إليها باسم الترام، وهي أيضاً جزء من نظام النقل العام من دوجلاس إلى بلدة رامزي شمالاً. وتم افتتاح هذا الخط في عام 1893، ويتخلله 71 محطة توقف. ومثل الخط البخاري، يعد طريق الترام طريقة أكثر من رائعة لاستكشاف أفضل ما في الجزيرة من جذب ومتعة، وخاصة عند الجلوس في العربة الكبيرة المفتوحة.

جانب من بلدات «مان»

«إيرين»: هي قرية ساحلية جميلة، تتمدد على مساحة طبيعية ساحرة جنوبي جزيرة «مان»، وينتهي عندها خط السكك الحديدية البخاري. تحيط الشواطئ الرملية الذهبية بالقرية وتغطيها الأشجار الكثيفة من كل مكان، وتضم في ثناياها سبعة عشر وادياً، ومسارات جميلة عبر الغابات ومصادر المياه. استرخِ بعد الظهيرة واستمتع بكوب من الشاي في كافيه «برادا جلين»، أحد أكثر الأماكن شاعرية مع إطلالات فريدة، وقم بزيارة برج ميلنر، وهو نصب تذكاري لرجل كان مسؤولاً عن العديد من الأعمال الصالحة في الجزيرة. كما تتميز هذه القرية الصغيرة أيضاً باحتوائها على مركز للفنون ومتحف رائع للسكك الحديدية يروي تاريخ الصناعة بما في ذلك بعض الخطوط الأصلية التي لم تعد موجودة.

«لاكسي»: تشتهر قرية «لاكسي»، المبنية على سفوح تلال شديدة الانحدار في منتصف الساحل الشرقي للجزيرة، بعجلة الماء الشهيرة التي تهيمن على المشهد الرائع، وتشمل المعالم البارزة أيضاً مجموعة مختارة من المقاهي والمطاعم والعديد من المتاحف إضافة إلى شاطئها المرصوف بالحصى.

«دوجلاس»: إلى الجنوب قليلاً من لاكسي يتيح متحف «مانكس» في العاصمة دوجلاس فرصة مهمة للاستمتاع بالعروض الوطنية، من خلال شاشات عرض تفاعلية وأفلام وثائقية تُعرف أكثر بتاريخ الجزيرة وتراثها.«بيل»: هي أكبر قرية على الساحل الغربي لجزيرة مان، وموطن لبعض أفضل شواطئها، مثل شاطئ فينيلا. وقلعة بيل هي بلا شك من أهم المعالم الأثرية للقرية، ولكن لا تنسى أيضاً زيارة المتحف التفاعلي «هاوس أوف مانانان»، وهو مبنى قديم من طابقين اشتق اسمه من إله البحر الأسطوري للجزيرة.

قمة جبل سنيفل

إن كنت من محبي المرتفعات، فمن المؤكد أنك لن تفوت فرصة تسلق قمة «سنيفل» أو جبل الثلج، الذي يرتفع 621 متراً فوق سطح البحر، وهو الوحيد في الجزيرة. احرص على وجود كاميرا بدقة تصوير عالية معك لأنك ستكون أمام مشهد قد لا يتكرر كثيراً في جولاتك السياحية ويجمع خمس ممالك خالدة هي إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا ومملكة جزيرة مان نفسها.

يمكن للزوار ممن يرغبون سلك الطريق السهل للوصول إلى القمة استخدام قطار «سنيفل»، ذي العربة الواحدة، والذي يُقلهم من لاكسي إلى القمة.

قلعة روشن

تُعد كاسلتاون، العاصمة القديمة لجزيرة «مان»، موطناً تاريخياً للملوك والأمراء الذين عاشوا في قلعتها «قلعة روشن» على مر العصور.

بُنيت نحو عام 1200 بأمر من أحد الملوك الإسكندنافيين، وهي اليوم واحدة من أهم قلاع القرون الوسطى الباقية في العالم.

تطل أبراجها الأربعة على جوانب مختلفة من المناظر الطبيعية، وتحتوي الغرف داخلها على تابلوهات تعكس استخدامات تلك الغرف عندما كانت القلعة مقراً ملكياً، وتعود بنا التسجيلات الموجودة إلى زمن غابر لنعيش بعضاً من تجارب السكان السابقين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"