واقترب موعد الإبهار

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين

ثلاثة أيام وتشع دبي بالنور، وتتوهج وتضيء سماؤها بكل ألوان الحب، ترحيباً بالعالم من شرقه إلى غربه وشماله وجنوبه على أرضها. ثلاثة أيام ويتحقق الحلم والوعد، الحلم بإقامة إكسبو على أرض الإمارات، والوعد الذي قطعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن يكون «علامة فارقة في تاريخ الإكسبو»، وسيكون. 
لولا «كورونا» لكُنا اليوم نحكي عما فعلته دبي في ٢٠٢٠، وكيف جاء إكسبو في موعده المحدد ليجد كل شيء جاهزاً وبسرعة قياسية؛ لكن الله شاء أن تحدث الجائحة، ويوقف الوباء عقارب الساعة، ويعيد العالم كله ترتيب مواعيده وأوراقه، وتأجل الحدث لتثبت الإمارات أنها مستعدة لكل أنواع التحديات وتحت أي ظرف. 
«كورونا» كان هو التحدي الإضافي، وباء جديد أربك الدول، مشينا مع العلم والأبحاث، واستعددْنا للمواجهة بأفضل الطرق حتى تحقق للإمارات السبق العالمي في تأمين اللقاح للجميع، وحماية الناس على أرضها منه، وهي تضع عينها على الصحة وحماية الناس أولاً، والاستعداد بأعلى نسبة من الأمان والسلامة لاستقبال الوفود القادمة إليها من أكثر من 190 دولة من أجل المعرض العريق والحدث الذي ينتظره الجميع «إكسبو ٢٠٢٠». وها هي فعلياً تصل إلى مرحلة جديدة تسمح فيها للناس بالاستغناء عن الكمامة، إنما في أماكن معينة، ووفق شروط لا تعرضهم ولا تعرض غيرهم لخطر. 
ظهرت معالم أرض المعرض العالمي الكبير «إكسبو»، والذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وكلها تشير إلى موعد مع الدهشة والإبهار على أرض تصر على مفاجأة البشرية بالتصميمات والتنظيم والانضباط وحسن التخطيط والتنفيذ، والجاهزية التامة لأي طارئ من كافة النواحي. إنها خلية نحل بكل معنى الكلمة، تضامنت فيها كل الأجهزة والقطاعات من أجل تحقيق هذا الحدث بنجاح وبأفضل ما يمكن. 
خذ مثلاً غرفة العمليات والتحكم في «إكسبو» والتي تضم ١٣٤ منصة لمختلف الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وهي «المسؤولة عن تشغيل هذا الحدث، وإدارة الحشود والجماهير، وتوفير كل الضمانات اللازمة لراحتهم وسلامتهم في كل الأوقات». تخيل كم تحتاج هذه الغرفة إلى حسن إدارة وتنظيم وتنسيق بين مختلف هذه المؤسسات كي يسير العمل بسلاسة وانسياب، خصوصاً مع وجود كل الوفود والزوار وفي أوقات الضغط والذروة.
ليس جديداً على دبي إبهار العالم، سواء بالشكل والجمال الهندسي أو بالتنظيم وتطبيق القوانين والأمن، وسط زحام توافد الزوار من كل صوب، وهي التي جعلت من القرية العالمية على أرضها نموذجاً لملتقى الثقافات والشعوب والفرحة والبهجة، دون أن تغفل عين الرقابة والشرطة ولو لحظة عن حماية الناس. وفي الحدث العالمي «إكسبو» ستكون دبي درّة المعارض الدولية، وحديث العالم، وموعدنا مع الإبهار اقترب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"