عادي

ماركات الملابس العالمية تهرب من توقف آلات فيتنام

14:53 مساء
قراءة 3 دقائق
عمال يرتدون أقنعة الوجه في مصنع خاص بعد رفع القيود في هانوي فيتنام (رويترز)
  • «نايكي» تخفضت توقعات مبيعاتها بعد إغلاق 80% من مصانعها
  • «اديداس» أشارت إلى تراجع 582 مليون دولار في المبيعات بنهاية العام
  • الإجراءات الصحية تعرّض الشركات لخطر انقطاع الإمدادات
أدت تدابير الحجر الصارمة والممددة في فيتنام لاحتواء تفشي فيروس كورونا، إلى نقص في إنتاج الماركات التجارية العالمية على غرار «نايكي» و«غاب» من الأحذية الرياضية وقمصان السويت شرت والسراويل الرياضية وسواها؛ إذ إن هذه الشركات تعتمد بشكل متزايد على التصنيع في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، لتدق هذه الشركات ناقوس الخطر بعدما أفادت بعضها بأنها تعتزم الإنتاج مؤقتاً في مكان آخر غير فيتنام.
وتتساءل مديرة مصنع الأقمشة «هونغ ين» كلاوديا أنسيلمي يومياً إذا كانت الآلات ستتوقف في مصنعها المتخصص في الحياكة والصباغة في شرقي هانوي، وهو مقاول من الباطن لعدد من شركات الملابس الأوروبية والأمريكية العملاقة.
فعندما ضربت الموجة الأخيرة من جائحة «كوفيد- 19» فيتنام في الربيع الماضي، انخفض الإنتاج بنسبة 50%، وتواجه المديرة الإيطالية مشكلات على صعيد تأمين الإمدادات.
وقالت لوكالة «فرانس برس»: إن «قيود السفر عرّضت للخطر كل العمليات اللوجستية المتعلقة بدخول البضائع وخروجها، ما أدى إلى فترات تأخير طويلة جداً في تسليم الخيطان المستخدمة في ملابس السباحة والملابس الرياضية لزبائن مثل «نايكي» و«أديداس» و«غاب»».
وأضافت: «لا نستطيع تأمين استمرارية الإنتاج إلا إذا توافر لدينا المخزون اللازم».
وعلاوة على ذلك، حالت تدابير الاحتواء الخاضعة للرقابة المشددة دون حضور عدد كبير من الفيتناميين إلى أماكن عملهم أو التنقل لفترات طويلة.
وأوضح المسؤول عن شركة الخدمات اللوجستية «أف أم لوجيستيك» حمزة هارتي خلال ندوة في غرفة التجارة الفرنسية في هانوي أن عدداً من السائقين في منطقة دلتا ميكونغ اضطروا إلى الانتظار ثلاثة أيام وثلاث ليال في مركباتهم قبل دخول مدينة كان ذو (جنوب فيتنام). وأضاف: «كانوا بلا طعام، بلا شيء».
وتعاظمت عمليات نقل المصانع من الصين إلى جنوب شرق آسيا في الأعوام الأخيرة وتسارعت وتيرتها بسبب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وكانت فيتنام من أكثر الدول التي أستفادت من هذا الواقع الجديد.
مخاطر انقطاع الإمدادات
باتت الإجراءات الصحية تعرّض الشركات المتعددة الجنسية لخطر انقطاع الإمدادات.
وأعلنت شركة تصنيع التجهيزات الرياضية «نايكي» التي تُنتج نصف أحذيتها في الدولة الشيوعية أنها تعاني نقصاً، وخفضت توقعات مبيعاتها، مشيرة إلى أن 80% من مصانعها في جنوب فيتنام اضطرت إلى أن تقفل.
كذلك بررت شركة «فاست ريتيلينغ» اليابانية التي تملك ماركة «اونيكلو» تأخر إنتاج ألبستها بالتدابير التي اتخذتها فيتنام.
أما شركة «اديداس»، فأشارت تقديراتها إلى أن التراجع في مبيعاتها سيبلغ نحو 582 مليون دولار بحلول نهاية السنة.
وأفادت ماركات تجارية عدة من بينها «نايكي» و«اديداس» بأنها تعتزم الإنتاج موقتاً في مكان آخر غير فيتنام.
وفي رسالة إلى رئيس الوزراء فام مين تشين، دقت جمعيات عدة تضم شركات أمريكية وأوروبية وكورية جنوبية وجنوب شرق آسيوية ناقوس الخطر، منبّهة إلى أن 20% من الشركات الأعضاء فيها غادرت فيتنام.
وشددت هذه الجمعيات على أن انتقال الإنتاج من فيتنام يجعل من الصعب العودة إليها.
وأعربت نائبة المدير العام لـ«ماكسبورت فيتنام» نغوين ذي آن توييت لوكالة «فرانس برس»، عن اسفها لكون بعض الزبائن يبادرون إلى إلغاء طلبات الإنتاج في مؤسستها التي تتولى عادة تصنيع ملابس رياضية لعدد من الماركات بينها «لولوليمون» و «إيزيكس» و «نايكي»، علماً بأن المصنع الذي يضم نحو ستة آلاف موظف هو من بين شركات قليلة لم تتأثر عملياً بالأزمة في الأشهر الأخيرة. وأضافت: «من دون زبائن أجانب، سيصبح عمالنا عاطلين من العمل».
نسيج وبنّ وسيارات
لم تؤثر الجائحة سلباً في صناعة النسيج وحدها؛ بل تشكّل خطراً على قطاع البنّ الذي تعتبر فيتنام الأولى عالمياً في إنتاج نوع «روبوستا» منه.
ولم تنجُ شركات تصنيع السيارات هي الأخرى؛ إذ خفضت «تويوتا» إنتاجها لشهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، ويشكّل الوباء أحد أسباب هذه الخطوة.
وأوضحت إدارة الشركة لوكالة «فرانس برس»، أن التأثير كان كبيراً في فيتنام، وكذلك في ماليزيا.
وتفاقم النقص في الكميات المتوافرة من السيارات بفعل انتعاش الطلب في الغرب، بعد تراجعه بشكل كبير في ذروة أزمة «كوفيد- 19».
وفي مصنعها للنسيج بالقرب من هانوي، رأت أنسيلمي، أن الشركات ستبقى في فيتنام إذا عادت الحياة فيها إلى طبيعتها في أكتوبر.
وأضافت: «إذا أمكن السماح للمصانع بالعمل، أعتقد بأن الثقة بفيتنام لا تزال موجودة».
(أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"