عادي
36 عاماً على انطلاقة «طيران الإمارات»

أحمد بن سعيد لـ الخليج: تعافي السفر من دبي يعزز مكانتها

00:09 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
دبي: أنور داود

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة أن طيران الإمارات لعبت دوراً مهماً في إعادة الحياة إلى حركة السفر الدولي، بفضل استثماراتنا في البنية الأساسية والتكنولوجيا المتطورة ومواردنا البشرية، ما أمدنا بالمرونة وأتاح لنا سرعة التكيف والريادة، مشيراً إلى أن صناعة السفر العالمية تمضي قدماً على درب التعافي، ونتطلع إلى عودة الحركة إلى سابق عهدها، ومواصلة النمو مستقبلاً. وأوضح أنه على الرغم من أن الجائحة شكلت حالة غير مسبوقة من حيث الانتشار والتأثير عبر العالم، إلا أنني ما زلت متفائلاً بعودة الأمور إلى طبيعتها ومواصلة النمو والعودة إلى الربحية.

وقال سموه في حوار مع «الخليج» بمناسبة الذكرى ال 36 لانطلاق أول رحلة لطيران الإمارات في 25 أكتوبر 1985، إن «إكسبو 2020 دبي» أعطى دفعة كبيرة لأعداد الزائرين وكميات الشحن التي تدفقت على دبي. وتشهد رحلات طيران الإمارات حالياً معدلات إشغال عالية من مختلف دول العالم، ونتوقع المزيد في الأشهر القليلة المقبلة.. وتالياً تفاصيل الحوار:

  • عام آخر في ظل «كوفيد-19» تحتفل فيه «طيران الإمارات» بذكرى 36 عاماً على انطلاق رحلتها الأولى في 25 أكتوبر 1985، ما هي أهم الدروس المستفادة من الجائحة؟

- على الرغم من أننا شهدنا طوال الأعوام الستة والثلاثين الماضية أزمات كثيرة ومتنوعة، مثل النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والأوبئة، إلا أن تأثيراتها لم تكن كبيرة بفعل عدة عوامل، منها أن حجم طيران الإمارات لم يكن بهذا الامتداد الجغرافي الذي يغطي العالم، أو لأن بعض الأزمات كانت محصورة في مناطق محددة، أو لأنها لم تستمر طويلاً.
لكن جائحة كورونا غيّرت كل شيء، فقد عمّت تأثيراتها العالم بصورة لم يكن لأحدٍ أن يتصورها إلا في أفلام الخيال العلمي. وبعد تلقي الصدمة الأولى، التي تمثّلت في توقف حركة الطيران، أفقنا على عالم مختلف تماماً، فيه التعقيم والتباعد والحجر الصحي والكمامات والكثير من الأمور التي لم نعهدها من قبل سوى في المستشفيات.
وقد لعبت طيران الإمارات دوراً مهماً في إعادة الحياة إلى حركة السفر الدولي، واستطعنا ذلك بفضل استثماراتنا في البنية الأساسية والتكنولوجيا المتطورة ومواردنا البشرية، ما أمدنا بالمرونة وأتاح لنا سرعة التكيف والريادة على مستوى الصناعة العالمية.

1

 

  • استطاعت دبي إعادة الثقة في قطاع الطيران والسياحة مبكراً بالإجراءات الاحترازية، ومن خلال فتح السياحة الدولية وإطلاق الفعاليات وأهمها «إكسبو 2020 دبي»، لكن لا تزال العديد من الدول تفرض قيوداً على السفر، فما هي رسالتكم لحكومات العالم في هذا المجال؟

- عندما بدأنا استئناف حركة السفر، كنا قد اتخذنا كافة الاحتياطات وطبقنا البروتوكولات والإجراءات الاحترازية التي تحمي عملاءنا وموظفينا على الأرض وفي الأجواء. ولم يلبث المجتمع العلمي طويلاً للخروج باللقاحات، التي مثّلت اختراقاً مهماً في التعامل مع الجائحة، وسهّلت البروتوكولات وخففت قيود الدخول إلى مزيد من دول العالم.
ومع تقدم عمليات التلقيح وبلوغها نسباً عالية، حيث تزيد نسبة متلقي اللقاح في دولة الإمارات حالياً على 90% من السكان، يتواصل تعافي صناعة السفر العالمية تدريجياً.
من حق أي دولة في العالم أن تطبق الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية مجتمعاتها ومواطنيها. لكن وصفة التعافي واضحة وبسيطة: إجراءات احترازية وتعميم اللقاحات، وتخفيف القيود على السفر دخولاً وخروجاً.

1

 

  • ما تقييمكم لنشاط طيران الإمارات خلال موسم السفر الصيف الماضي؟ ومتى تتوقعون عودة النشاط إلى سابق عهده؟

- شهدت رحلات طيران الإمارات خلال أشهر الصيف طلباً كبيراً من وإلى جميع الوجهات التي تصل إليها. وقد استطعنا استئناف خدماتنا إلى أكثر من 120 وجهة عبر القارات الست، أي بنسبة تزيد على 90% من شبكة خطوطنا ما قبل الجائحة.
الطلب على السفر لا يتوقف، والناس عبر العالم يتوقون لاستئناف أنشطتهم السياحية والتجارية وزيارة العائلات والأصدقاء، ونحن نشهد إقبالاً قوياً على حجز الرحلات في كل وجهة نعلن معاودة خدمتها مجدداً.
صناعة السفر العالمية تمضي قدماً على درب التعافي، ونتطلع إلى عودة الحركة إلى سابق عهدها، ومواصلة النمو مستقبلاً.

 الخروج من الجائحة

  • أكدتم في أكثر من مناسبة أهمية القوى العاملة في الناقلة، وكنتم أطلقتم حملة لإعادة التوظيف بعد إعادة المزايا والبدلات للموظفين، هل ترون أن آثار الجائحة إلى زوال قريباً؟

- كان لا بد في بداية انتشار الجائحة من اتخاذ الكثير من القرارات، وكان أصعبها على طيران الإمارات، وعليّ شخصياً، ضبط قوة العمل بما يتناسب مع الأوضاع الصعبة، حيث اضطررنا إلى تسريح أعداد من العاملين الذين واكبوا مسيرة نمو طيران الإمارات.
الآن، مع استعادة خدماتنا إلى الكثير من المحطات عبر شبكة خطوطنا العالمية، فقد أصبحنا بحاجة إلى أعداد أكبر من العاملين، ذلك أننا حريصون على المحافظة على المعايير العالية للخدمات التي يعرفها العالم جيداً عن طيران الإمارات. وقد أطلقنا مؤخراً حملة عالمية لتوظيف مضيفين أرضيين وجويين، كما أعدنا إلى الخدمة جميع الطيارين الذين اختاروا في العام الماضي أخذ إجازة من دون مرتب، وأعداداً كبيرة من العاملين في الخدمات الأرضية.
لقد أعلنت دولة الإمارات مؤخراً الخروج من الجائحة، ونحن نشهد بداية النهاية لتأثيراتها عالمياً.

العودة إلى الربحية

  • في حوار مع «الخليج» قبل عام قلتم سموكم «أنا متفائل بمستقبل الصناعة. قطاع السفر قوي ومهم ومساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي. وينبغي علينا أن نكون مرنين وأن نستعد لركوب موجة النمو التالية». هل ترى أن موجة النمو التالية بدأت ومتى تتوقعون عودة الربحية للناقلة؟

- كانت صناعة الطيران خلال العقود الثلاثة الماضية تعود بقوة في أعقاب كل أزمة عالمية، مثل النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والأوبئة والكساد الاقتصادي. وسجل طيران الإمارات في ذلك واضح جداً، إذ كان نموها يتسارع بقوة بعد انتهاء الأزمات.
وعلى الرغم من أن الجائحة شكلت حالة غير مسبوقة من حيث الانتشار والتأثير عبر العالم، إلا أنني ما زلت متفائلاً بعودة الأمور إلى طبيعتها ومواصلة النمو والعودة إلى الربحية.

1

 

  • الجائحة كانت ولا تزال تؤرق شركات الطيران، لا سيما أن العديد من الطائرات لا تزال على الأرض، ما هي استراتيجيتكم للتعامل مع تحدي ال«A380» خصوصاً أن ناقلات اختارت أن تحيلها على التقاعد مبكراً؟

- طائرات «A380» مكوّن أساسي في أسطولنا، وقد لعبت دوراً كبيراً في توسعاتنا وعملياتنا عبر العالم منذ انضمام أول طائرة من هذا الطراز إلى الأسطول في عام 2008. لدينا الآن 115 طائرة «A380» وسوف نتسلم آخر ثلاث طائرات جديدة من هذا الطراز في الأسابيع القليلة المقبلة ليصل العدد إلى 118 طائرة.
لا نزال نؤمن بطائرة «A380» فهي تلائم نموذج أعمالنا. لقد وقفنا وراء إنتاجها منذ البداية، وكنا أول من تقدم بطلبية لشراء عدد منها. ولا تزال الطائرة تحظى بإعجاب وإقبال عملائنا بفضل مقصوراتها الهادئة والفسيحة، التي تتميز بوسائل الراحة الحديثة. نحن نقوم الآن بإعادة هذه الطائرات إلى الخدمة بصورة تدريجية ومحسوبة بالتزامن مع نمو الطلب ومضيّ صناعة السفر قدماً على درب التعافي.

  • انطلاق «إكسبو 2020 دبي» أعطى جرعة تفاؤل كبيرة ليس فقط في دولة الإمارات وإنما ل192 دولة مشاركة في الحدث الدولي. ما تقييمكم لأثر الانطلاقة التاريخية على الحدث نفسه وعلى دبي وطيران الإمارات؟

- نترك التقييم للعالم الذي تدفق على دبي، وللزوار من مختلف بقاع الأرض، الذين أبهرهم المعرض بمرافقه وهندسته المعمارية الفريدة ودقة تنظيمه. لكن يحق لنا أن نفخر بما حققناه بفضل رؤية ودعم قيادتنا الرشيدة.
لقد كانت دبي واحدة من أوائل المدن العالمية القليلة التي فتحت أبوابها مبكراً أمام المسافرين الدوليين مع الاستئناف الآمن للأنشطة التجارية والترفيهية. وقد أعطى إكسبو دفعة كبيرة لأعداد الزائرين وكميات الشحن التي تدفقت على دبي. وتشهد رحلات طيران الإمارات حالياً معدلات إشغال عالية من مختلف دول العالم، ونتوقع المزيد في الأشهر القليلة المقبلة.

 جناح طيران الإمارات

  • هل تشجع الزوار على الدخول إلى جناح طيران الإمارات الفريد من نوعه؟ ولماذا؟

- يتميز جناح طيران الإمارات في إكسبو 2020 بتصميمه الإبداعي الذي اعتمد على مبادئ الاستدامة باستخدام مواد محلية صديقة للبيئة وقابلة لإعادة الاستخدام والتدوير وتقلل من استهلاك الطاقة والمياه. ويقدم الجناح، وشعاره «إطلالة على طيران المستقبل»، لمحة عن مستقبل الطيران التجاري والدور الذي سيلعبه العلم والتكنولوجيا خلال الخمسين عاماً المقبلة في السفر الجوي، وذلك من خلال تجارب تفاعلية مثيرة للزوار، ومعلومات عن مستقبل الطيران في العالم.
هناك إقبال كبير على جناح طيران الإمارات، وأنا أدعو رواد المعرض إلى زيارته لاستشراف عالم الطيران من طائرات ومطارات وكل ما يتعلق بالصناعة في العام 2071 وهو عام مئوية دولة الإمارات العربية المتحدة.

 دورة استثنائية

  • ما توقعاتكم لمعرض دبي للطيران، خصوصاً أن مقياس نجاح المعرض سابقاً كان في عدد وقيمة الصفقات الموقعة خلاله؟

- الاستعدادات حالياَ في مراحلها النهائية لانطلاق الدورة الجديدة لمعرض دبي الدولي للطيران. وعلى الرغم من تأثيرات الجائحة، إلا أننا نتطلع إلى دورة استثنائية من حيث المشاركات والحضور، خصوصاً أن إقامة المعرض هذا العام تتزامن مع معرض إكسبو 2020 دبي واحتفالات الدولة بالعام الخمسين. إن نجاح دبي وريادتها ودورها البارز في استعادة عافية قطاع الطيران والسفر، واستئناف الفعاليات الكبرى حضورياً، مع اتخاذ جميع الإجراءات والاحتياطات لضمان أمن وسلامة المشاركين، ستعزز بلا شك من دورها ومكانتها كمركز عالمي للسياحة والتجارة والأعمال.

  • الجائحة دفعت السير تيم كلارك ليبقى في منصبه كرئيس للناقلة بعدما أعلن عن موعد تقاعده، فهل اخترتم خلفاً له في منصبه؟

- السير تيم باق في منصبه حالياً، وليس هناك ما يمكن الإعلان عنه في هذا الخصوص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"