الشارقة.. معرفة بلا حدود

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

على مدار أربعين عاماً، جمعت الشارقة المعرفة بين زوايا الإمارة، وألغت الحدود بين ثقافات العالم، واختصرت الطريق للباحثين عن العلم، وفتحت المجال للمبدعين الجدد، في مجتمع المعرفة؛ كل هذا في «معرض الشارقة الدولي للكتاب». 
بدأ هذا المعرض كبيراً، واستمر في تألقه ونجاحه، وواصل إبهار المثقفين والشغوفين بالقراءة، ولم يفقد بريقه منذ افتتاحه وحتى الآن.. فكل عام ينتظر الجميع افتتاح هذا المعرض بشغف، وحماسة كبيرة لزيارة الدور المتنوعة، واقتناء تلك الأفكار والعوالم المختلفة، للإبحار في عقول الآخرين وتجاربهم. 
رحلة مع كتاب تختصر على صاحبها سنوات من التجارب والعلوم، ليتعرف إلى أفكار جديدة وتحديات متنوعة، ويتعلم منها، فتنعكس إيجابياً على فكره، وتثري تجاربه الحياتية. 
أربعون عاماً والمعرض في تجدّد دائم، وعطاء لا يتوقف، وازدحام على حب الكتاب، وقناعة بأن القراءة حياة جديدة، فهو مشروع الشارقة الثقافي بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهو نافذة لتشجيع جميع فئات المجتمع العمرية على النهل من تلك العلوم، فتجد الصغير والكبير والشاب يتجولون بين أروقة المعرض بشغف، للتعرف إلى جديد الكتب، واقتناء الكتب القديمة، والاستفسار عن كتب حظيت بشهرة واسعة، وتصفح الأكثر مبيعاً. 
الازدحام في أروقة الدور، واكتظاظ القارئين أمام إحدى دور النشر، مشهد يعكس حب القراءة، ويجسّد معاني عميقة، وينقل صورة جميلة عن مجتمع عاشق للكلمة والحرف، مجتمع لديه شغف بالمعرفة، فكل من حضر إلى المعرض، اجتمع على هدف واحد، يتمثل في حب القراءة، والإيمان العميق بأهمية الكتاب، والاتصال الكبير والأصيل بالمعرض، الذي اعتادوا على حضوره سنوياً، والتجول بين أجنحته بكل فخر، وشراء الكتب المتنوعة التي تفتح مداركهم، وتنقلهم لعوالم مختلفة. 
أربعون عاماً والطلاب على موعد لزيارة المعرض، وشراء الكتب، ليتعرفوا إلى العلوم التي تجذبهم، والأفكار التي تلهمهم، فقد تعودنا منذ كنا صغاراً، زيارة معرض الشارقة للكتاب في رحلة مدرسية، واستمرت هذه العادة، ولم تقطعها الإدارات المدرسية، فتجد مجموعات الطلاب يتجولون بين الأروقة، ويتساءلون عن الكتب التي تهمهم، باحثين عن المعرفة. 
وفي المساء، تجد الأبناء مع والديهم يتجولون في المعرض، في مشهد جميل يشجع على القراءة، خاصة أن هذا الجيل بات في أمسّ الحاجة إلى الارتباط الحقيقي مع الكلمة والحرف، وهذا ما يوثقه المعرض، ويشجع عليه. 
معرض الشارقة الدولي للكتاب رحلة معرفية، رحلة يتشوق لها الكبير والصغير، رحلة تعودنا عليها ولا نقطعها، رحلة تعكس أهمية الورق والكتاب في زمن التكنولوجيا، رحلة نتمنى أن تتكرر مرتين في السنة، لأنها مختلفة ومتميزة وثرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"