الشارقة الذهبية

«الشارقة» منظومة سياسية وثقافية إماراتية، وما حققته وتحققه من منجزات ثقافية، جزء لا يتجزأ من النهضة الذهبية التي حققتها دولة الإمارات في الخمسين عاماً الأولى من عمرها الزمني القصير نسبياً، الكبير إنجازاً في مختلف الصعُد والمجالات والأشكال النهضوية (2 ديسمبر: 1971 – 2021).
ف«الشارقة» إمارة العواصم الثقافية كما يطلق عليها، دون أدنى شك أو غبار من كلام: عاصمة الثقافة العربية 1998، عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، عاصمة السياحة العربية 2015، والعاصمة العالمية للكتاب 2019؛ ويعود الفضل في ذلك من بعد الله تعالى، إلى رجل القلم والعلم والفكر والأدب والثقافة والتاريخ، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي وضع حجر الأساس للبنية التحتية الثقافية للشارقة الإمارة والمدينة، لتصل إلى ما وصلت إليه الآن من نهضة ثقافية شاملة، بفضل حكمته الثقافية وحنكته السياسية، منطلقاً من ماضي الشارقة العريق، ليكون حاضراً بقوة المنجز في الحاضر المثمر، والمستمر ذهاباً نحو المستقبل دون توقف مُعيق، ودون انتظار للفرص، ودون استسلام للظروف، منطلقاً من شعار: (كفانا من ثورة «الكونكريت»، ولنتحول إلى بناء الإنسان)، وقد كان له ما كان، بنى الإنسان الإماراتي الذي صارت يداه عاملتين في حياة الإمارات، وفي حياة الشارقة على وجه الخصوص.
و«الشارقة» هي الشارقة، هي المشرقة الحاضنة للطفولة والمعنية بأدب الأطفال في مختلف الأجناس الأدبية، وهي مدينة النشر بلا منازع؛ فلها من الإصدارات والمطبوعات الثقافية والأدبية المتنوعة ما لا يُعد ولا يحصى، ولها ما لها من بصمات ثقافية مشهود لها في المشهد الثقافي العالمي، مثل «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي»، إحدى المبادرات السنوية الكبرى بتنظيم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، منذ انطلاقته الأولى عام 2012، كأكبر تجمّع في المنطقة لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في الاتصال الحكومي، وحيث حرصه على ضرورة بلورة منصة موثوقة للتحاور ومناقشة أفضل الأساليب المتبعة في الاتصال الحكومي في العالم؛ للارتقاء بالأداء الحكومي وأساليب الاتصال بين الحكومات والجمهور.
«ابتسم، أنت في الشارقة». أنت في حضرة الثقافة والمثقفين، أنت في حضرة المحاضرات والمحاضرين، أنت في حضرة الكتب، والكُتّاب، والكتابات المختلفة الأشكال والصور والأجناس والأنفاس، أنت في حضرة «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، بعراقته الممتدة لأربعين عاماً عبر رحلة مع الفكر والمفكرين من كافة أقطار المعمورة العالمية العالية الإبداع والابتكار الثقافي الثاقب.
ابتسم، «هنا.. لك كتاب»، في المعرض الدولي الأول للكتاب، بشعاراته الموسمية السنوية الشاعرة بحاجة المشهد الثقافي، وحاجة المتلقي المواطن والمقيم والزائر والناشر والكاتب للحضارات، منذ ولادة التاريخ، وحتى ما بعد الولادة التاريخية والجغرافية البشرية بأميال عديدة وأزمنة مديدة من عمر الإنسان، على اختلاف صفاته وأشكاله وألوانه ودياناته ولغاته وبلاغته وغلالته، وغليان طموحاته وأطروحاته وتصوراته وصولاته وجولاته في عالم مليء بالرغبات والاغترابات.
[email protected]