عادي
ارتفاع تركز الغازات يهدد الغلاف الجوي ويسهم في ذوبان الغطاء الجليدي

الأرض تسجل أعلى درجة حرارة منذ 24 ألف عام

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

ما زالت مشكلة احترار الأرض مصدر قلق للعالم بأسره، وتحاول الدول والمنظمات الأممية لوضع خطط ومشاريع لتطويق هذا الوضع الخطِر، في قت أكدت فيه دراسة حديثة أن سرعة الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان على مدار ال 150 عاماً الماضية أسرع من أي شيء منذ العصر الجليدي الأخير كما كان منذ حوالي 24000 عام.

ووفقاً لدراسة جماعية نشرتها مجلة «نيتشر» (nature) العلمية المتخصصة، فإن من مظاهر الاحترار ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وذوبان الصفائح الجليدية القطبية.

إعادة بناء

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة جيسيكا تيرني، في بيان صحفي: «تشير عملية إعادة البناء هذه إلى أن درجات الحرارة الحالية غير مسبوقة خلال 24 ألف عام». وأضافت تيرني، الأستاذ المساعد في علوم الأرض بجامعة أريزونا الأمريكية: «سرعة الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان أسرع من أي شيء رأيناه في نفس الوقت»، وخصوصاً منذ أوسط القرن التاسع عشر.

وأظهرت نتائج الدراسة الآثار الضارة للنشاط البشري على المناخ، بالنظر إلى أن ال 150 عاماً الماضية تتزامن مع صعود الصناعة على نطاق واسع على الصعيد العالمي.

وفي الدراسة أنشأ الباحثون خرائط للتغيرات في درجات الحرارة العالمية لكل فترة 200 عام تعود إلى 24 ألف عام من خلال الجمع بين مجموعتي بيانات مستقلتين، هما بيانات درجة الحرارة من الرواسب البحرية، والمحاكاة الحاسوبية للمناخ.

نقطة انطلاق

وقال الباحثون إن هذا المعيار لا يشكل مقياس حرارة مثالياً، لكنه نقطة انطلاق. وإضافة إلى ذلك، قدمت نماذج المناخ المحاكاة بالكمبيوتر بيانات درجة الحرارة بناء على أفضل فهم للباحثين لفيزياء النظام المناخي، وهو أيضاً ليس مثالياً، على حد قولهم.

ومن خلال الجمع بين الطريقتين، وهي عملية تسمى استيعاب البيانات والتي تستخدم أيضاً بشكل متكرر في التنبؤ بالطقس، تمكن الباحثون من تسخير نقاط القوة في كليهما.

وقام الباحثون بتحليل التوقيعات الكيميائية للرواسب البحرية للحصول على معلومات حول درجات الحرارة السابقة. ونظراً لأن التغيرات في درجات الحرارة بمرور الوقت يمكن أن تؤثر في كيمياء قوقعة حيوان ميت منذ فترة طويلة، يمكن للعلماء استخدام هذه القياسات لتقدير درجة الحرارة في منطقة ما.

توقعات محدثة

وفي وقت سابق من هذا العام حذرت دراسة من أن ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري في القطب الشمالي يهدد طبقة الأوزون في المنطقة ويسهم في ذوبان الغطاء الجليدي.

وقالت تيرني، التي شاركت في تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الصادر في أكتوبر الماضي: «للتنبؤ بالطقس، يبدأ خبراء الأرصاد بنموذج يعكس الطقس الحالي، ثم يضيفون بعد ذلك ملاحظات مثل درجة الحرارة والضغط والرطوبة واتجاه الرياح وما إلى ذلك لإنشاء توقعات محدثة».

ويخطط الباحثون في الدراسات المستقبلية لتطبيق طريقتهم في التحقيق في التغيرات المناخية في الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"