فرح الديباني: الإمارات تجذب فناني العالم

حوار: مها عادل

يستعد مسرح «استوديو دبي أوبرا» 17 الشهر الجاري لاستضافة حفل غنائي موسيقي من الطراز الأول تقدمه نجمة «الميتزوسوبرانو» العالمية مصرية الأصل فرح الديباني، وهي واحدة من أبرز نجوم الأوبرا بمنطقة الشرق الأوسط وأول مصرية وعربية نجحت في تقديم عروضها بانتظام مع أوبرا باريس، والحاصلة علي عدة جوائز عالمية مرموقة. وتشارك بالحفل أميرة فؤاد، عازفة البيانو العالمية والمدير الفني لبرنامج «موسيقى في الاستوديو» بالعزف على البيانو بهذه الأمسية التي تمثل الإطلالة الأولى للديباني على جمهور دبي المحب للفنون.

وعلى هامش الاستعدادات والبروفات النهائية قبل الحفل كان لنا هذا الحوار مع مغنية الأوبرا العالمية.

في بداية حديثها معنا تؤكد الديباني أهمية هذا الحفل بالنسبة لها وتقول: «يغمرني شعور بالسعادة والحماس والشوق للقاء جمهور دبي للمرة الأولى بهذا الحفل، فهو لقاء طال انتظاره، وما يزيد من سعادتي وفخري هو أن يكون الحفل بين جدران دبي أوبرا هذا الصرح الثقافي والفني الهام، هذه البداية التي كنت أتمناها لعلاقتي مع جمهور دبي الذي يتميز بطبيعة خاصة لأنه يجمع بين العديد من الثقافات والجنسيات ويمثل نسيجا ثرياً من الأذواق ويختلف تماماً عن الجمهور الذي يحضر حفلاتي في مسارح أوروبا ولذلك فالأمر مشوق للغاية.

وتعرب عن انبهارها بالتطور الثقافي والفني في الإمارات وتقول: الإمارات نجحت في وقت قصير في أن تكون محط أنظار الفنانين في كل أنحاء العالم، حيث يتميز مناخها الفني بالثراء ويوجد بها اهتمام كبير واحترام راقٍ لجميع أنواع الفنون ورموز الفن والثقافة في المجالات المختلفة، ولذلك فقد أصبحت محطة مهمة للفن والثقافة حول العالم وتقدم العديد من الفرص للمواهب في شتى المجالات، وهي إنجازات تثير الإعجاب والانبهار.

وتقول الديباني: بدأت التمرينات والاستعدادات بشكل فردي قبل الحفل بأسابيع، حيث زرت مدربتي الخاصة في برلين لمدة أسبوع للتدريب على برنامج الحفل.

وتكشف الديباني عن تفاصيل برنامج الحفل وتقول: «البرنامج سيكون مختلفاً ومتنوعاً، حيث سأغني بست لغات مختلفة وهي: الإسبانية والإنجليزية والألمانية والروسية والفرنسية والإيطالية ويتضمن البرنامج مقطوعات مشهورة عالمياً ومحبوبة مثل«كارمن» و«جرانادا» إلى جانب مقطوعات لا يعرفها الكثير من محبي الفنون مثل موسيقى رخمانينوف الروسية وأوبريت جوديتا بالألمانية والعديد من المفاجآت الفنية والموسيقية من كل أنحاء العالم والتي تخاطب الأذواق المتنوعة لجمهور دبي.

وعن أهم الجوائز بمشوارها تقول:«من أهم الجوائز التي أثرت مشواري والتي ألقت الضوء على موهبتي جائزة أوبرا باريس لأفضل موهبة شابة والتي وضعتني في مكانة خاصة في عالم الأوبرا كما أعتز بتكريمي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب بمصر وجائزة مؤسسة فاجنر بألمانيا وجائزة حسن كامي وغيرها الكثير».

وعن قيامها بدور كارمن الذي يعتبر من أهم الأدوار في عالم الأوبرا تقول: «أدائي لهذا الدور كان خطوة هامة في حياتي وهو مناسب تماماً لطبيعة صوتي كميتزوسوبرانو ولكنني أحلم أيضاً بأداء دور دليلة في مسرحية شمشون ودليلة وأيضاً دور عايدة في أوبرا عايدة».

وتحدثنا عن تجربتها مع أوبرا باريس وتقول: تجربتي مع أوبرا باريس تمثل نقطة تحول بحياتي، كما حملتني مسؤولية كبيرة بصفتي أول مطربة أوبرا مصرية وعربية تنتمي لهذه الدار العريقة، وبالفعل نجحت في إثبات موهبتي ومثلتها في العديد من المناسبات الفنية الهامة حول العالم، فهي تجربة وضعتني علي القمة واختصرت الكثير من الخطوات بمشواري الفني، ومنحتني فرصة الغناء علي اهم مسارح العالم مثل مسرح أوبرا بولشوي في موسكو أحد أهم دور الأوبرا بالعالم وغيرها الكثير.

كما كشفت لنا الديباني تفاصيل مشروعها وحلمها الفني الجديد وتقول: أطمح لنشر مشروعي للمزج بين موسيقي الأوبرا والأغنية العربية، وبدأت الفكرة عام 2018 عندما قدمت حفلاً غنائياً بباريس للفنانة الراحلة داليدا بتوزيعات شرقية، وتوسعت الفكرة بعدها بالتعاون مع مجموعة من الفنانين المصريين، وقدمت حفلات يتضمن برنامجها مقطوعات أوبرالية شهيرة مثل« كارمن» إلي جانب مجموعة من أغاني الفنانات فيروز وأسمهان وداليدا بمشاركة أوركسترا يجمع بين الآلات الشرقية والغربية الوترية، وطموحي أن أقوم ببناء جسر بين الثقافتين، ثقافة الأوبرا والأغنية الشرقية والعربية.

وعن رؤيتها لفكرة حفلات موسيقي في الأستوديو تؤكد إعجابها الشديد وتحيزها للفكرة وتقول: أحب المشاركة في هذه النوعية من الحفلات لأنها توفر قدراً كبيراً من الترابط بين الفنان وجمهوره لا تتوفر بسهولة علي المسرح الكبير، ولا يسعني إلا أن أشيد بالجهد المتواصل الذي تقوم به الفنانة العالمية أميرة فؤاد في إنجاح هذا المشروع الرائد على مدار سنوات، خاصة أن هذا النوع من الحفلات الموسيقية بالاستوديو غير منتشر بالمنطقة العربية نهائياً، ونجاح واستمرارية هذا البرنامج يبشر بإمكانية تكرار هذه التجربة الرائدة.