عادي
بيلاروسيا تعتبر العقوبات الأوروبية بشأن أزمة المهاجرين «يائسة»

بولندا تستجير ب«الناتو» وبريطانيا تهاجم الموقف الروسي

01:43 صباحا
قراءة 3 دقائق

اعتبرت بيلاروسيا، أمس الأحد، أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضدها على خلفية أزمة المهاجرين على الحدود مع بولندا «ميؤوس منها»، و«أعطت نتائج عكسية».

وجاءت تصريحات وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، التي وجّهها إلى مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في أول اتصال رفيع المستوى بين بروكسل ومينسك منذ اندلاع الأزمة التي تحمّل الدول الغربية بيلاروسيا مسؤوليتها.

عقوبات موسعة

وكان بوريل قال في وقت سابق، إن بروكسل ستوسّع عقوباتها لتشمل أي جهة «تكون جزءاً من عملية تهريب المهاجرين» في بيلاروسيا، بما في ذلك شركات الطيران ووكالات السفر ومسؤولون.

وجاء في بيان أن ماكي أبلغ بوريل ب«الخطوات التي اتخذتها بيلاروسيا لتخفيف تدفّق المهاجرين من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط». وتحدث الجانبان أيضاً عن العمل مع منظمات الأمم المتحدة لتأمين مساعدات لمئات المهاجرين العالقين على الحدود في ظلّ درجات حرارة متدنية جداً، بحسب مينسك.

حماية الأرواح

وأعلن بوريل في تغريدة، أنه أثار مع ماكي مسألة «الوضع الإنساني المتردي على الحدود مع الاتحاد الأوروبي». وأكد أنه «يجب حماية أرواح الناس والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول»، مضيفاً أن «الوضع الحالي غير مقبول ويجب أن ينتهي. لا يجب استخدام الناس على أنهم أسلحة». وقال «أخطأ لوكاشنكو. كان يعتقد أنه من خلال التصرف بهذه الطريقة سيلوي ذراعنا ويجبرنا على إلغاء العقوبات. لكن ما يحدث هو العكس».

واحتُجز عشرات المهاجرين بعد عبورهم إلى بولندا قادمين من بيلاروسيا، كما قالت وارسو، أمس الأحد، محذرة من اختراق أكبر محتمل قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي الهادف إلى توسيع العقوبات على مينسك.

وأنشأت السلطات البولندية منطقة طوارئ على الحدود. وتتّهم دول غربية نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بالتدبير المتعمد للأزمة من خلال تشجيع المهاجرين على القدوم إلى بيلاروسيا ثم إرسالهم إلى الحدود. وتنفي بيلاروسيا الاتهامات وتلقي باللوم على السياسات الغربية المتعلقة بالهجرة.

مشاورات البند الرابع

وقال رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيتسكي، إن حلف شمال الأطلسي لا بد أن يتخذ «خطوات ملموسة» لحل أزمة المهاجرين على الحدود مع بيلاروسيا. ونقلت وكالة الأنباء البولندية عن مورافيتسكي قوله، إن بولندا وليتوانيا ولاتفيا ربما تطلب إجراء مشاورات بموجب البند الرابع من معاهدة حلف الناتو، حيث إنه بموجب هذا البند يمكن لأي دولة عضو أن تطلب إجراء مشاورات إذا رأت أن وحدة أراضيها، أو استقلالها السياسي، أو أمنها عرضة للتهديد. وأضاف مورافيتسكي: «لا يكفي مجرد أن نعبّر عن القلق، الآن نحتاج إلى خطوات ملموسة والتزام الحلف بأكمله»، لافتاً إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي سيناقشون فرض المزيد من العقوبات على بيلاروسيا «بما في ذلك الإغلاق الكامل للحدود».

تبادل اتهامات

من جانبها، حضت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل لحل الأزمة التي أدت إلى أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروس وبولندا. وكتبت تراس في صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية: «روسيا تتحمل مسؤولية واضحة هنا. يجب أن تضغط على السلطات البيلاروسية لإنهاء الأزمة والدخول في حوار». وقالت تراس إن ذلك يمثل «أحدث خطوة» للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو «لتقويض الأمن الإقليمي». وأضافت «إنه يستخدم مهاجرين يائسين كبيادق في محاولته لإحداث حالة من عدم الاستقرار والتشبث بالسلطة، بغض النظر عن الكلفة البشرية». وتابعت «المملكة المتحدة لن تغض النظر عن ذلك. سنقف بجانب حلفائنا في المنطقة الذين هم على حدود الحرية».

على صعيد آخر، أعلن الجيش البولندي أن جندياً ينتمي إلى وحدة نشرتها بولندا على الحدود مع بيلاروسيا لاحتواء تدفق المهاجرين قُتل جراء «حادث مؤسف». وجاء في بيان صادر عن وحدته المتمركزة في زاجان (جنوب غرب) أن «حادثاً مؤسفاً وقع في منطقة الحدود البولندية البيلاروسية تسبب بمقتل جندي». وبحسب معطيات الجيش، انطلقت رصاصة من سلاح خدمة الجندي من دون تدخل أي طرف. وأكد الجيش أن الضحية «لم يكن على أي اتصال بالمهاجرين». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"