دول أوروبا تتسابق لفرض التطعيم الإلزامي لتطويق الوباء

فيما تكافح الحكومات في جميع أنحاء أوروبا بشأن أفضل السبل للتعامل مع الأعداد المتزايدة لإصابات كورونا، بدأت بعض الدول تفرض على فئات محددة تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد في محاولة لوقف تفشي الجائحة، تمهيداً لإلزام الجميع بتلقي اللقاحات للقضاء على الوباء، أقرت كل من ألمانيا والتشيك إلزامية اللقاح لبعض الفئات، بينما أعلنت السلطات في جنوب إفريقيا أن المتحور «أوميكرون» رفع نسبة الإصابات بنحو 220 في المئة، وقالت السلطات الصحية هناك إن التطعيمات توفر حماية من المتحور تصل إلى 70 في المئة.

تبنى مجلس النواب الألماني، أمس الجمعة، قانوناً يلزم العاملين في المجال الطبي بالحصول على لقاح ضد «كوفيد- 19» في خطوة أولى قبل توسيع فرض التطعيم ليشمل جميع السكان، المتوقع في بداية العام المقبل.

وأقر مشروع القانون، الذي يهدف إلى حماية المجموعات الضعيفة خصوصاً، بأغلبية كبيرة في مجلس النواب (بوندستاغ)؛ حيث يتمتع الديمقراطيون الاشتراكيون ودعاة حماية البيئة والليبراليون بأغلبية.

ويقضي هذا القانون بفرض تلقي اللقاح على كل الذين يعملون في مستشفيات أو دور مسنين أو غيرها من مراكز العناية والعلاج وخدمات الإسعاف.

مهلة قبل الفصل

وأمهل العاملون المعنيون حتى الخامس عشر من مارس 2022 لإثبات تطعيمهم الكامل وإلا لن يتمكنوا من مواصلة العمل.

بذلك، تنضم ألمانيا إلى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وإيطاليا واليونان وبريطانيا التي فرضت التطعيم لطواقم التمريض.

وتخطط ألمانيا للذهاب أبعد من ذلك؛ إذ يعتزم المستشار الاشتراكي الديمقراطي الجديد أولاف شولتس، مطالبة البرلمان بالتصويت بحلول نهاية العام على فرض التطعيم ليدخل حيز التنفيذ في فبراير أو مارس. وفي السياق ذاته، أقرت حكومة التشيك التطعيم الإجباري ضد فيروس كورونا بالنسبة لجميع الأشخاص الذين تجاوزوا الستين عاماً.

ووفقاً لمرسوم نشرته وزارة الصحة التشيكية في الجريدة الرسمية، أمس الجمعة، من المقرر أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من أول مارس 2022.

وأشارت وزارة الصحة، إلى أن التطعيم الإجباري سيطبق كذلك على العاملين في مجال الرعاية الصحية والتمريض والأطباء وطلبة كليات الطب وضباط الشرطة ورجال الإطفاء والجنود.

بيانات من جنوب إفريقيا

إلى ذلك، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في جنوب إفريقيا بنسبة 255 في المئة في الأيام السبعة الماضية، وذلك مع الانتشار السريع الذي يغذيه المتحور «أوميكرون»، وفقاً لما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.

وبحسب مقدم رعاية صحية خاص في جنوب إفريقيا، فإنه على الرغم من الارتفاع الأخير في الإصابات، والتي تشمل متحوري «أوميكرون» و«دلتا»، فإن نسبة كبيرة منها كانت بأعراض خفيفة أو متوسطة، وبالتالي لم يكن هناك ضغط كبير على وحدات العناية المركزة في المستشفيات، وهو ما أكده تقرير سابق صادر عن المعهد الوطني للأمراض المعدية في البلاد.

وأعلن وزير الصحة في جنوب إفريقيا، جو فاهلا، أمس، أن متحور «أوميكرون» يدفع أعداد الإصابات في البلاد إلى الزيادة، وينتشر الآن على نحو متنامٍ بين كبار السن.

وقال فاهلا إنه في إقليم جاوتينج، الأكثر تضرراً في البلاد؛ حيث تقع مدينتا جوهانسبرج، والعاصمة بريتوريا، ارتفعت الإصابات بواقع 400% على أساس أسبوعي. وأظهرت الاختبارات أن متحور أوميكرون كان السبب في نحو 70% من الإصابات.

وتؤكد الأرقام والملاحظات الأولية التي أفادت بأعراض طفيفة نسبياً والبقاء فترة أقل في المستشفيات حال الإصابة، بحسب العالمة جليندا جراي، وزميلتها ميشيل جروم من المعهد الوطني للأمراض المعدية.

وأظهر البحث الذي أجراه الأستاذ الجنوب إفريقي أليكس سيجال، أيضاً أنه في حين أن أوميكرون يقلل الوقاية الناتجة من التطعيم، لا يزال التطعيم يقدم وقاية بنسبة 70% بحسب عدد الأجسام المضادة التي جرى تطويرها. وقال إنه لم يرَ سبباً يدفع للاعتقاد بأن التطعيم لا يوفر وقاية من إصابات أوميكرون الحادة.

إصابات بلا مخاطر

وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، تسجيل 40 إصابة جديدة بالمتحور «أوميكرون» في البلاد لدى مطعمين بلقاحات ضد فيروس كورونا، ووفقاً لرئيسة المراكز، روشيل والينسكي، فإن ما يقارب ثلاثة أرباع الإصابات بالمتحور «أوميكرون» في الولايات المتحدة، لأشخاص حصلوا على التطعيم، لكنهم يعانون حالياً أعراضاً خفيفة.

بدورها، أعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستارجن، أمس الجمعة، أنه تم تسجيل 110 إصابات جديدة بمتحور «أوميكرون» في البلاد.

وقالت ستارجن، حسبما ذكرت قناة «سكاي نيوز» البريطانية: إن هذا ربما يكون أسرع تفش شهدناه في هذا الوباء حتى الآن، مرجحة أن يكون هذا المتحور السائد في اسكتلندا ربما في وقت مبكر من بداية الأسبوع المقبل. وحذرت ستارجن من أن متحور أوميكرون بإمكانه الانتشار بشكل أسرع بكثير من متحور «دلتا».

وقالت السلطات الصحية في محافظة ستوكهولم، إنه تم إدخال ما مجموعه 142 شخصاً مصاباً بفيروس «كوفيد- 19» إلى مستشفيات المحافظة. ويعتبر هذا العدد أكثر ب 58 حالة مقارنة بيوم الجمعة الماضي.

وقال يوهان برات، كبير الأطباء في محافظة ستوكهولم في بيان صحفي: «الآن يتزايد عدد المرضى المصابين بفيروس «كوفيد- 19» في مستشفياتنا بسرعة».

وأضاف أن الشباب غير المطعمين بشكل أساسي هم الذين أصيبوا بتداعيات شديدة جراء كورونا خلال الاثني عشر أسبوعاً الماضية لدرجة أنهم احتاجوا إلى رعاية طبية في المستشفيات.

(وكالات)