قمة المناخ

01:51 صباحا
قراءة دقيقتين

نجاح دولة الإمارات في استضافة مؤتمر قمة المناخ (كوب 28) في عام 2023، يعكس حجم الجهود التي تبذلها الدولة في المناخ، وقدرتها على توظيف الأدوات التي تمتلكها لخدمة قضاياه، حتى بات لها دور فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 
ستكون القمة مختلفة في الإمارات، خاصة أن الدولة حققت نتائج متقدمة في استخدام الطاقة المتجددة، والاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة التي تحدّ من الآثار الضارة التي تترتب على المناخ، نتيجة اعتماد بعض الدول على مصادر الطاقة التقليدية. 
مشاريع الطاقة المتجددة بدأت في الدولة منذ سنوات مضت، وحققت الدولة تقدماً ملموساً في هذا الجانب، وباتت لدينا خطط واستراتيجيات مرتبطة بها، ولم تكتف الدولة بذلك؛ بل عملت على تنفيذ مشاريع في الدول النامية متعلقة بالطاقة المتجددة، وتحويل تحديات المناخ إلى فرص استثمارية، والاعتماد على السندات الخضراء، والصناديق السيادية لتمويل المشروعات الخضراء. 
تداعيات التغير المناخي لم تعد من الخيال، ولن تكون في المستقبل؛ بل يعيش العالم آثار التغير المناخي منذ سنوات مضت، وكوكبنا يمر بأزمات كثيرة نتيجة التدخل البشري في إفساد المناخ، والتأثير في التنوع البيولوجي وزيادة الاحتباس الحراري، والاعتماد على الوقود الأحفوري، والاستمرار في استخدام الفحم، على الرغم من أن «ميثاق جلاسكو» كان ينص في البداية، على التوقف نهائياً عن استخدام الفحم، لكن الدول الصناعية الكبرى استبدلت بكلمة «النهائي» التدريجي، لتستمر مشاريعها الكبرى القائمة على الفحم، على حساب التأثير في الكوكب البشري. 
التعاون الدولي والشراكات العالمية للحد من آثار التغير المناخي، ضرورة، ودور الأمم المتحدة في هذا الجانب كبير، من أجل تحقيق العدالة والشفافية والمساواة بين جميع الشعوب، ودعم الدول الأكثر تضرراً من التغير المناخي، على الرغم من أنها ليست من الدول المتسببة بالمشكلات المناخية؛ بل المتسببة هي الدول الصناعية الكبرى التي ما زالت تعتمد على الوقود الأحفوري، وزيادة الانبعاثات الغازية بفعل الصناعات المتنوعة. 
التفاف الدول على التطور الكبير في عالم التكنولوجيا، ضرورة، لاستبدال تقنيات حديثة ومتجددة بالطاقة التقليدية، لدعم كوكبنا والحفاظ عليه، حتى يكون صالحاً للأجيال المستقبلية، والاعتماد على مشاريع الطاقة المتجددة، وتوعية المجتمع والشركات والقطاع الخاص بأهمية الاعتماد على الطاقة المتجددة في مشاريعهم ومساكنهم، وجعل ذلك ثقافة عامة، بالتوسع في مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، خاصة أنها أصبحت تتوافر بأسعار تنافسية. 
الوعي بأهمية إسهام كل فرد في الحفاظ على الطبيعة والمناخ، ضرورة، عبر ممارسات بسيطة في مساكنهم، باستخدام الطاقة الشمسية بدل الكهرباء، وغيرها من التقنيات المبتكرة التي تخدم البيئة، حتى يتشارك العالم بأطرافه المختلفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"