معادن الدول

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

العمل الإنساني، والإحساس بالآخر، ومد يد المساعدة للمحتاج، ومعالجة المريض، والوقوف بجانب من أصابته مصيبة مفاجئة نتيجة كارثة طبيعية تعرض لها، كلها سلوكيات انتهجتها دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، وتواصل السير عليها اليوم، ولن تتخلى عنها غداً، فهذه هي إمارات زايد الخير، وخليفته خليفة العطاء، التي اختارت أن تكون الأكبر عالمياً في مد يد المساعدة للآخرين دون النظر إلى اللون أو العرق أو الدين أو الطائفة أو غير ذلك من العوامل التي يصنفون على أساسها العالم فيحددون وفقها مواقفهم من هذا أو ذاك.
الإمارات أصبحت عاصمة للإنسانية بعد أن امتد عطاؤها إلى قارات الدنيا كافة، ووصل حجم مساعداتها إلى 320 مليار درهم منذ التأسيس وحتى عام 2021، لتكون الدولة الأكبر في الوقوف بجانب الفقير والمحتاج والموجوع والمريض، ولتنتشر في العديد من دول العالم المدن والمستشفيات الخيرية والمدارس ومؤسسات العطاء التي تحمل اسم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأصحاب السمو الشيوخ خليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان والحكام، كذلك أبناء الدولة، التي نشرت الخير في بقاع الأرض وامتد عطاؤها إلى أطراف الدنيا.
ومثلما تظهر معادن الرجال في وقت الشدة، تظهر معادن الدول في أوقات المحن والكوارث والأوبئة والجوائح، وخلال جائحة كورونا أكدت الإمارات أنها الدولة التي لا تفكر في نفسها أو في مواطنيها فقط ولكنها تفكر في الإنسان أياً كان موقعه، ولذلك انطلقت قوافل المساعدات الطبية والإنسانية من الإمارات إلى 135 دولة حول العالم حاملة 2000 طن من الإمدادات الطبية لإسعاف ومعالجة المصابين وتلقيح الناس في مواجهة الفيروس الخبيث، وقد خرجت هذه المساعدات إلى الدول المستهدفة عبر 200 رحلة جوية، حسب بيان الدولة الذي ألقته حصة بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، خلال اجتماع لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، في دورته الستين، حيث سلطت الضوء على جهود الإمارات المستمرة، في مساعدة الدول حول العالم للتعافي من تداعيات جائحة «كوفيد-19».
الإمارات لم تكتف بإرسال الأدوية واللقاحات والأدوات الطبية إلى الدول المختلفة لمواجهة كورونا فقط، ولكنها أنشأت المستشفيات الطبية والعيادات المتنقلة، وأرسلت أبناءها الأطباء للحد من آثار كورونا وإنقاذ المصابين من عواقبه المميتة أينما كانوا على هذا الكوكب.
دائماً كانت الإمارات رائدة في التعامل مع قضايا الإنسان وقد أثبتت أنها متفوقة خلال هذه الجائحة، سواء في الداخل من خلال إجراءاتها الاحترازية المحكمة والمدروسة وقراراتها الحريصة على صحة وسلامة الإنسان، أم في الخارج من خلال التعامل دولياً بعطاءاتها ومواقفها التي تؤكد مكانتها على قمة العمل الإنساني العالمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"