حماية المستهلك

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

تنشر بين حين وآخر إعلانات عن حملات استدعاء لعدد أو نوع معين من السيارات، وبالطبع تقوم بنشر تلك الإعلانات في الصحف وكالات السيارات المختلفة المطلوب استدعاء صنف معين من سياراتها، ويكون الاستدعاء لأسباب مختلفة تدور كلها بشكل عام لسبب فني.
بالطبع يكون لوزارة الاقتصاد «إدارة المنافسة وحماية المستهلك» دور، فهي الجهة المعنية بحماية المستهلك فيما يخص المنتجات المختلفة، ولا ينشر أي إعلان إلا وكان اسم الوزارة في بداية ديباجة الإعلان، وهذا جهد مشكور لا بد من استمراره وتطوير آلياته؛ فللمستهلك حقوق ولا بد من حمايتها بالقانون.
الطريف أنه نشر في الأسبوع المنصرم هذا النوع من الإعلانات وجاء في بدايته (بالتعاون مع وزارة الاقتصاد - إدارة المنافسة وحماية المستهلك - وتماشياً مع التزام الوزارة بإجراء فحوص مستمرة على كافة المنتجات في سوق الإمارات العربية المتحدة لتأمين الحماية اللازمة للمستهلك، تعلن شركة «......» عن إطلاق حملة استدعاء سلامة المركبات «.......» للأعوام 2010-2016).
الإعلان لا تشوبه شائبة فهو في صالح المستهلك ويحافظ على حقوقه ويضبط السوق، لكن اللافت للنظر في ذلك الإعلان أن السيارات المطلوب استدعاءها قد مر على إنتاج بعضها، أي وجودها معروضة في السوق ما بين 6 و 12 عاماً، أي أن من اشترى ذلك النوع من السيارات، أما أنها قد أودت بحياته، أو أنه قد عانى المشكلة الفنية التي استوجبت الاستدعاء وشبع من المعاناة دون طائل وحل، أو أنه قد أعاد بيعها لمستهلك آخر وهي ما زالت بذلك العيب فانتقلت المعاناة إليه.
والتساؤل الذي يطرح نفسه، هل ما زالت تلك المركبة المستدعاة موجودة في سوق السيارات بعد مضي هذه السنوات، مع تساؤل آخر يتبادر للذهن حول دور إدارة المنافسة وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، والتي يناط بها ممارسة الحماية والتي من الواضح أنها جاءت متأخرة ما بين 6 و 12 عاماً، وكأنها تؤمن بالمثل القائل «أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي أبداً» بالرغم من أنه ومع مرور كل هذه السنوات قد «طارت الطيور بأرزاقها» كما يقولون، وجاءت الفأس في الرأس وتضرر من تضرر وعانى من عانى، دون أن تبلغ شركة السيارات تلك عن العطل الفني ولا الوزارة المعنية اكتشفته في سنوات الإنتاج المعلن عنها والتي مضى عليها «درزن» من السنوات.
نحتاج إلى آليات أكثر دقة وسرعة ووعي نحمي بها المستهلك قبل أن يتضرر أو يعاني، حماية المستهلك واجب ومسؤولية وطنية لا بد من القيام بها قبل أن يأتي الفأس على الرأس، بإعلان ليس أكثر من ذر للرماد في العيون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"