الخيال حقيقة بين يديك

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

أيقونة المتاحف وأيقونة المستقبل تبهر العالم اليوم، وتفتح أبوابها لاستقباله في دانة الدنيا دبي. «متحف المستقبل» الذي طال انتظارنا لرؤيته عن قرب واكتشاف أسراره من الداخل، بعد أن صار حديث العالم بشكله المعماري المميز والفريد من نوعه، والخطوط العربية التي جعلته منحوتة فنية رائعة، يزيح الستارة عن أجمل وأول متحف تقتنيه البشرية لما هو آتٍ؛ للغد كما يراه العلماء والأكاديميون، للفضاء وللأرض والطبيعة ولشكل الحياة الجديدة وللأجيال المقبلة.
متحف المستقبل يولد اليوم رسمياً، ليقدم للناس صورة عن مستقبل الإنسانية، يأخذنا إلى عالم قد لا نتمكن من أن نعيش تفاصيله، فيتيح لنا أن نتخيله ونسافر منذ الآن، إليه، لنرى مستقبل الأجيال الجديدة كيف سيكون، وماذا يمكننا أن نفعل من أجله وأجلهم منذ اليوم.
متحف المستقبل ليس مكاناً للفسحة والاستمتاع، بقدر ما هو محطة للاستكشاف، يدخلها المرء لينتقل بالزمن إلى المستقبل.. وأنت تتحدث عن هذه الخطوة تشعر وكأنك تحكي عن قصص خيالية وأفلام سينمائية كانت تبهرنا كلما انتقل فيها الأبطال إلى المستقبل، وكنا نحسبها مجرد «كلام أفلام» لا يتحقق، لكن الخيال صار واقعاً، و«الأبطال» حقيقيون، ورؤية المستقبل والانتقال إليه ومحاكاته ممكنة داخل هذا المتحف.
أهم التقنيات التي سيشهدها البشر في العقود المقبلة موجودة هنا، كما يمثل المتحف مركزاً فكرياً عالمياً من نوع جديد يتضمن «خمس تجارب رئيسية تأخذ الزائر إلى عالم المستقبل»، منها
المحطة الفضائية المدارية «أمل» (نسبة إلى مسبار الأمل) التي تنقل الزوار في رحلة إلى الفضاء لاختبار العيش تماماً وكأنهم على متن محطات الفضاء.
أما حال الأرض فلن يروه، كما هو اليوم؛ بل ينتقلون إلى ما بعد خمسين عاماً ليروا ماذا فعل الإنسان كي تستعيد الأرض والطبيعة نظامهما بشكل سليم، ولذلك يقدم المتحف تجربة مميزة لزواره من خلال مختبر «إعادة تأهيل الطبيعة»، فيسمح لهم بإجراء التجارب التفاعلية، مثل «استخدام عينات الحمض النووي لإعادة تأهيل الكائنات الفطرية».
وسط كل التقنيات الحديثة وبين الفضاء والأرض، يمنح متحف المستقبل ضيوفه مساحة للعودة إلى الذات وسماع الصوت الكامن في داخل كل منهم من خلال «الواحة»، حيث الإحساس بالراحة يحفز حواس الإنسان الخمس، ويتيح له التعمق في أفكاره ومشاعره، بعيداً عن المؤثرات الخارجية.
وحين نتحدث عن الغد، فنحن نتحدث ـ بلا شك ـ عن أبناء ورجال الغد، وهم الأطفال الذين يمنحهم المتحف مساحة خاصة بهم في منصة «أبطال المستقبل»، والتي تساعدهم على استكشاف أمور جديدة عن أنفسهم وعن العالم من حولهم، ويمكن القول إنها ملتقى المهارات والخيال، وفسحة يشكّل فيها أبناء اليوم، شكل حياتهم وعالمهم في المستقبل.
حين تسرد كل هذه التفاصيل، تشعر وكأنك أمام مشهد مصنوع من خيال، لا يمكنك أن تلمسه أو تحسه أو تعيشه، وحين تقف على أرض «المستقبل» تدرك أن الخيال صار حقيقة بين يديك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"