إعلاميون جدد أم إعلام جديد؟

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

يحق للشباب أن يبني أحلامه على قواعد ثابتة، يعرفها منذ أن تشكل وعيه في هذه الحياة، تتجسد أمامه بمختلف أشكالها وصارت بمتناول اليد أكثر من قبل بفضل التطور والتكنولوجيا الحديثة.. ويحق له أن يحلم بتغيير يكون هو بطله وصانعه ليقول إنه أحدث فرقاً في مهن قديمة، وإنه ابتكر وحقق إنجازاً لم يكن موجوداً.
رغم كل التطور ووفرة المنصات الإلكترونية والصفحات التي تمكن الأفراد من تقديم أنفسهم بأنفسهم للناس وكسب مودتهم واكتساب شهرة واسعة حول العالم، إلا أن الإعلام ما زال يغري الشباب ويجذبهم إلى هذه المهنة التي تواكب العصر قدر المستطاع وتنتظر جهود الشباب كي تنتقل معهم وبهم إلى مراحل جديدة من الابتكار في مجال الإعلام، ولا شك أن إقبال الشباب على المهنة يسعدنا لكنه يدفعنا للتساؤل أيضاً، هل نحن بحاجة إلى إعلاميين جدد أم إلى إعلام جديد؟
تخريج 50 شاباً وشابة من 17 دولة عربية في مختلف مجالات العمل الإعلامي في ختام فعاليات النسخة الرابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة الذي ينظمه مركز الشباب العربي في الإمارات، يعطينا الأمل باستمرارية ضخ دماء جديدة في بدن الإعلام بكافة مجالاته، ولا شك أن الاتجاه نحو «الإعلام الرقمي» له الأولوية، ومواكبة التطور واستغلال التقنيات الحديثة هي الغاية الأهم كي نتمكن من تقديم إعلام معاصر ومناسب للأجيال الجديدة، لكن إلى أي مدى استطاع الإعلام تطوير أدواته وتجديد أفكاره وفتح كل أبوابه من أجل الخروج من إطار الروتين لاستقبال والتقاط كل فكر بناء جديد، دون التخلي طبعاً عن المبادئ والقيم والثوابت التي لا يجب التخلي عنها؟
نحتاج إلى خبرات الإعلاميين الكبار والمخضرمين لتمشي بالشباب نحو مستقبل إعلامي أفضل، ونحتاج إلى حماس الشباب وأفكارهم وروحهم؛ كي يتطور معهم إعلامنا فنقدم المعلومة بأسلوب مختلف، خصوصاً أن نفس المعلومة التي قد يحصل عليها الإعلامي حالياً تتوفر وتنتشر بسرعة البرق على مختلف صفحات وسائل التواصل الإعلامي التي تنافس الصفحات الرسمية للوسائل الإعلامية المعروفة، مع فارق مهم سيبقى يصب في مصلحة هذه الأخيرة، وهو أن الخبر لا نصدقه ونتأكد منه إلا عندما يعود إلى مصدر موثوق به، والمصدر يكون بلا شك هذه الوسيلة الإعلامية المعروفة.
نحتاج إلى تطوير الإعلام، ونحتاج إلى أفكار الشباب؛ كي ننتقل إلى مرحلة النضج الحديث، والدمج بين الثقة والابتكار، الركائز الأساسية الثابتة والأفكار والبرامج الجديدة والتي تخرج عن الصندوق دون أن تخل بتوازن المعايير الحقيقية لمهنة الإعلام، وهي التي وضعها الأولون، ولا يجب أن يتخلى عنها الإعلاميون مهما تعاقبت على المهنة أجيال وتطور أو تغير الزمن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"