رفاهية التسول

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

أشكال جديدة من التسول يبتكرها ممارسو هذه العادة التي أصبحت مهنة لأشخاص يدعون الحاجة وقلة ذات اليد؛ حيث يجنون منها عائداً مجزياً، مستغلين طيبة أفراد المجتمع الذين يتسابقون إلى مد يد المساعدة، ومع العد التنازلي لبداية الشهر الفضيل، بدأت ظاهرة التسول تزداد، ما يتطلب إجراءات أكثر صارمة، لمواجهة هذه الظاهرة. 
الأشكال العديدة والمبتكرة التي ينتهجها المتسولون، تعكس رفاهية التسول عند نسبة كبيرة منهم، فكثيراً ما تصادف شخصاً بسيارة فاخرة، يتوقف بجانبك، ويطلب منك مبالغ مالية، مدعياً حاجته إلى المال لشراء الطعام أو لتعبئة الوقود، لأنه لا يملك مالاً، أو أن المال الذي لديه قد نفد منه، وهو يحتاج المال لكي يتمكن من العودة إلى منزله الذي يزعم أنه في مدينة تبعد أكثر من 200 كيلومتر. 
سيدة أخرى تمارس التسول باحتراف من خلال مرورها الشهري على شركات ومؤسسات، تعودت أن تتلقى مبالغ جيدة من الموظفين فيها، وقبل أيام طلبت من أحد المحسنين ثمن وجبة أسماك لأفراد أسرتها، مدعية بأنهم لم يتناولوا الأسماك منذ أكثر من 3 أشهر، وهذه السيدة نفسها طلبت من محسن آخر ثمن ملابس لأطفال ابنها في موطنها خارج الدولة، فهي لا تكتفي بالقليل من المال الذي تجود به نفوس المحسنين، وإنما تحدد مطالبها؛ بل وتلح على تلبيتها وتوفيرها.
من الأشكال الأخرى للتسول واللافتة للنظر، شخص يتوقف مساء بسيارته الحديثة، وبداخلها سيدة وطفل، يدعي بأنهما زوجته وطفله، ويطلب من المارة القليل من المال، لشراء الطعام لابنه، تحت ذريعة أنه لم يأكل منذ الصباح، لعدم توفر المال، وهو أمر غير معقول؛ إذ كيف يمتلك سيارة حديثة وجديدة ولا يملك مالاً لإطعام طفله؟! 
التسول ظاهرة غير مقبولة، وغير معقولة، إلا أن المحسنين عند مشاهدة الطفل يسارعون إلى تقديم المساعدة سواء كان الشخص صادقاً أو غير ذلك، وأمام هذه الأشكال المتعددة من مظاهر وأساليب التسول، يجب على الجهات المختصة تكثيف حملات ضبط المتسولين، وإن كانت هناك حملات بالفعل تقوم بها مختلف الجهات المعنية، لمواجهة ظاهرة التسول، لكن الحملات لم تضع حتى الآن حداً لهذه الظاهرة التي يلمسها أغلب أفراد المجتمع، والتي من المتوقع أن تزداد وتيرتها خلال الأيام المقبلة، وطوال شهر رمضان المبارك، وبالتالي  هناك حاجة مُلحة وضرورية إلى إعادة هيكلة حملات ضبط المتسولين، لتحقيق الأهداف المرجوة، والقضاء على المشكلة التي أصبحت مقلقة لأغلب أفراد المجتمع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"