توجهات في قطاع المدفوعات

22:13 مساء
قراءة 3 دقائق
901

ساندر مارتينز*

شهدت الأعمال التجارية العالمية تحولاً كبيراً خلال العامين الماضيين؛ وكان هناك بعض التغييرات الجذرية في طرق الدراسة والعمل والتسوق. مما لا شك فيه أن قطاع المدفوعات قد شهد نمواً كبيراً؛ وبات من القطاعات التنافسية؛ وقد أدى التحول إلى المدفوعات الرقمية منذ بداية جائحة كوفيد-19 إلى تسريع تبنّي المستهلكين للمدفوعات الرقمية بشكل كبير؛ وهي قفزة قوية تعكس تطور هذا القطاع. في ما يلي بعض التوجهات المتنامية والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير في قطاع المدفوعات خلال العام 2022:

نتوقع أن يشهد العام 2022 نمواً متزايداً في تبني المدفوعات الرقمية؛ مما سيؤثر بشكل إيجابي في فئة جديدة من القطاعات الأخرى، وسيدفع المستهلكين إلى تغيير الأساليب التقليدية في الشراء والاستمتاع بتجارب مميزة وسهلة؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى بروز مجالات جديدة أخرى. على سبيل المثال، سيشهد قطاع السفر رحلات سلسة مع التحول الرقمي، بينما ستشهد البقالة زيادة في الطلب عبر الإنترنت وتجربة المستخدم مثل الضغط وجمع المشتريات.

علاوة على ذلك؛ ستضم المنصات الرقمية مجموعة من الخدمات المالية لتلبية احتياجات المستهلكين مع التطور السريع لمشهد الأعمال. من هنا بات من الضروري بالنسبة للعلامات التجارية تبنّي الابتكار الرقمي لمواكبة التطورات وتصدر المنافسة.

وسيشهد العام 2022 اتجاهاً آخر يتمثل في العودة إلى التسوق الواقعي، والانتقال السلس بين القنوات عبر الإنترنت والمتاجر. وبالرغم من صعوبة التنبؤ بالمتحور الجديد للفيروس، إلا أنه يجب على العلامات التجارية رفع مستوى جاهزيتها في متاجرها خلال العام 2022 لتحقيق أرباح كبيرة.

في هذا الشأن؛ يتوجب على العلامات التجارية استخدام بيانات المدفوعات بشكل متزايد للاطلاع على بعض التوجهات الجوهرية لمعرفة المستهلكين وزيادة الحوافز التي تضمن زيادة ولاء العملاء وزيادة إقبالهم على العلامة التجارية. للحصول على هذه الرؤى الجوهرية حول المستهلكين، لا بد أن تكون هناك منصة مدفوعات موحدة توفر رؤية حقيقية للعملاء بزاوية 360 درجة في العام 2022.

وفي العام 2022؛ سنشهد تطوراً كبيراً في التجارة الاجتماعية والطرق التي نتبناها. فكل منشور جديد على قنوات التواصل الاجتماعي هو قناة مبيعات، ونحن نشهد بشكل متزايد تحول المنشورات الشخصية إلى تجارية. ويمكن تعزيز أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوسيع نطاقها من خلال المنصات الحقيقية للتواصل الاجتماعي مثل تيك توك وبنترست وفيسبوك وإنستغرام التي توفر إمكانية نشر الإعلانات.

وسوف تتجه هذه المنصات إلى تبنّي نظام الدفع لصناع المحتوى على نطاق أوسع من خلال تسهيل تلقي المساهمات المالية أو حتى الإيرادات. مما لا شك فيه أن تقنيات المدفوعات ستسهم بدور هام في تمكين معاملات الدفع هذه سواء في التعامل بين الشركات أو في التعامل بين الشركات والعملاء.

ومن المحتمل أيضاً أن يشهد العام الجاري بروز «التطبيقات - السوبر» التي تعتمد على طرق الدفع مثل الشراء الآن والدفع لاحقاً BNPL والمحافظ الرقمية. ومن أجل تعزيز المرونة الكاملة للمستهلكين في طرق التسوق، فإن هذه التطبيقات سرعان ما ستتطور لتطبيقات كاملة لنمط الحياة متجاوزة كونها أسلوباً للمدفوعات.

وأبرز أمثلة على ذلك؛ فإن «تطبيق-السوبر» في الصين؛ يتيح للعملاء تحويل الأموال إلى الأصدقاء وسداد ثمن المشتريات والخدمات عبر الإنترنت وشراء التذاكر وحجز الفنادق. ويمكن للمستهلكين في مناطق جغرافية أخرى تبنّي التطبيقات - السوبر التي تسمح لهم بالدفع عبر الإنترنت والطلب عبر رموز الاستجابة السريعة QR وتخزين بطاقات الهوية الطبية خلال السنة المقبلة.

وسط هذه التوجهات، فإن المنصات الذكية تتجه نحو توفير المدفوعات (والخدمات المالية الأخرى مثل البطاقات وتحويل العملات الأجنبية) لدعم احتياجات أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة بشكل أفضل.

* الرئيس الإقليمي في شركة «أدين» للمدفوعات الرقمية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"