عادي

تقذف حمماً من الجليد.. اكتشاف براكين على كوكب بلوتو

16:34 مساء
قراءة دقيقتين
( أ ف ب) - ترجمات
على كوكب بلوتو، البراكين ليست كمثيلاتها في كوكب الأرض، فهي جليدية وتقذف حمماً من الجليد.
وتشير كتل سائلة متخثرة غريبة موجودة على سطح الكوكب ولم تُرصد من قبل في المجموعة الشمسية، إلى أنّ براكين جليدية كانت نشطة حتى عصر غير بعيد نسبياً في هذا الكوكب القزم، على ما توصلت إليه دراسة في مجلة «نيتشر كومونيكايشن».
وأظهرت صور التقطها مسبار «نيو هورايزن»، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أن درجة حرارة بلوتو الداخلية ظلت أكثر ارتفاعاً مما كان يُعتقد طوال مدة كافية لتتشكل هذه البراكين.
وقالت عالمة الكواكب في معهد «ساوث ويست ريسرتش» في كولورادو كيلسي سينغر لوكالة «فرانس برس»، إنّ البراكين الجليدية تطلق «مزيجاً سميكاً ورطباً من الماء والجليد، وربما حتى تدفقاً صلباً كتدفقات الأنهر الجليدية، بدلاً من أن تقذف حمماً بركانية».
وأضافت سينغر التي شاركت في إعداد الدراسة أنّ وجود براكين جليدية على أقمار عدة في المنظومة الشمسية، كترايتون، كان أمراً معروفاً، لكنّ براكين بلوتو «تبدو مختلفة تماماً عن أي براكين رُصدت من قبل».
وتابعت قائلة: لاحظت أن ثمة مساحات شاسعة من البراكين الجليدية الكبيرة، تتميز بتضاريس متموجة على هذا الكوكب الواقع على أطراف المنظومة الشمسية.
وأوضحت أن من الصعب تحديد تاريخ دقيق لتشكّل هذه البراكين، لكنها رجّحت أن تكون عائدة «إلى بضع مئات ملايين السنين أو حتى أقل من ذلك»، وهي مرحلة زمنية تكاد لا تُذكر في تاريخ يمتد مليارات السنين.
ولا يستبعد العلماء احتمال وجود براكين جليدية لا تزال تتشكل في المنطقة الموجودة فيها هذه الكتل نظراً إلى كونها خالية من الفوهات الصدمية الناجمة عن النيازك.
واعتبرت عالمة الكواكب المتخصصة في البراكين الجليدية ليناي كويك من مركز «غودارد سبايس فلايت» التابع لـ«ناسا» في حديث لوكالة «فرانس برس» أنّ هذه النتائج مهمة جداً إذ تشير إلى أنّ جرماً سماوياً صغيراً كبلوتو يُفترض أن يكون قد فقد معظم حرارته الداخلية منذ مدة طويلة، تمكّن من تخزين كمية كافية من الطاقة لتغذية نشاط جيولوجي واسع حصل في مرحلة متأخرة من تاريخه.
ويمثل جبل رايت الذي يبلغ ارتفاعه حوالي خمسة كيلومترات وعرضه 150 كيلومتراً أحد أشكال هذه البراكين.
أما حجمه فمشابه لبركان مونا لوا في هاواي، وهو أحد أكبر البراكين الموجودة على الأرض.
وتتكون هذه البراكين الجليدية على بلوتو رغم أنّه أصغر بكثير من الأرض، فهو الكوكب التاسع في المنظومة الشمسية من حيث الحجم.
ويعد مسبار "نيو هوريزون" الذي التقط الصور هو أول مركبة فضائية شاركت في عملية استكشاف بلوتو عام 2015.
وتقول سينغر في هذا الإطار: لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن المنظومة الشمسية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"