الجمهور صنع حرباً

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يشعل الجمهور صفحات التواصل الاجتماعي بأخبار يفبركها ويصدقها ويروج لها حتى يجعلك تقتنع بأنها الحقيقة الخالية من أي شك. فجأة صارت دنيا سمير غانم حديث الناس وتتصدر «الترند»، رغم أنها لا تشارك بأي عمل هذا الموسم، لا مسلسل ولا إعلان؛ فمنذ بدء عرض مسلسل «الكبير أوي» العائد بجزء سادس، ووسائل التواصل تتساءل عن سبب غياب دنيا شريكة أحمد مكي في صنع الضحكة والبهجة في المواسم الماضية، بشخصية «هدية» زوجته. وزادت الأقاويل حين تزوج «الكبير» من «مربوحة» التي تؤديها الممثلة الشابة رحمة أحمد، فاختلق الجمهور صراعاً نفسياً داخل دنيا سمير غانم من جهة، لأنها تستشيط غيظاً وغيرة من نجاح رحمة، وصراعاً بينها وبين من حلت مكانها، وعرفت كيف تسرق الأضواء بشخصية «مربوحة» وأدائها الجيد وخفة ظلها.
الجمهور صنع حرباً بين فنانتين وشخصيتين، لمجرد أن حلت واحدة مكان الثانية، وحققت كل منهما نجاحاً في مكانها وفي الشخصية المكلفة بها، وكأن رحمة ضرة دنيا، في حين أن هذه الأخيرة تحدثت بوضوح وصراحة عن سبب أنها لم تكمل عملها ضمن فريق المسلسل وانسحبت بملء إرادتها، كي تغير من جلدها وتقدم شخصيات أخرى متنوعة ولا تبقى أسيرة «هدية»، بمعنى آخر أنها اكتفت وهذا من حقها، إنما الجمهور لا يقتنع بسهولة، ولا يرضى أن يتخلى أحياناً عن فكرة «المؤامرة»، فيخرج عليك بتحليل يدور في فلك الغيرة والنكايات.
أحمد مكي «يغيظ» دنيا سمير غانم باستبدال «مربوحة» بها، وكأنه لا مؤلف ولا مخرج للمسلسل، الأول مصطفى صقر كتب القصة وكل ملامح الشخصيات، والثاني المخرج أحمد الجندي الذي اختار الممثلين، ورفع من جرعة الكوميديا المكتوبة على الورق من خلال لمساته الإخراجية ورؤيته، فحافظ المسلسل على نجاحه للموسم السادس.
رحمة أحمد شابة موهوبة، قالت إنها تحب دنيا، وهي من المعجبات بها وبأدائها لشخصية «هدية»، ولكنها ليست السبب الوحيد لنجاح هذا الجزء من «الكبير أوي»، واعتباره بحسب فئة كبيرة من الجمهور أفضل عمل كوميدي في رمضان، بل للمؤلف والمخرج الدور الأكبر، ولا بد من الإشادة بأداء نجوم المسلسل: أحمد مكي، محمد سلام، بيومي فؤاد، وهشام إسماعيل.
أحمد مكي الذي تألق بمسلسل «الاختيار» العام الماضي، عاد إلى منطقته المفضلة الكوميديا، وإلى الثلاث شخصيات التي يؤديها في «الكبير أوي»، لكن من المهم ألّا يخاف من المجازفة في تقديم أعمال غير كوميدية؛ لأن موهبته ليست محصورة بشخصية أو بالكوميديا فقط.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"