عادي
د.هاني عبدالجواد: اليوم أسعد أيام حياتي

هنـد الإمـاراتيـة تعـود للسيـر بعـد 18 عامـاً مـن الشلـل

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة:«الخليج»
«هذا اليوم كان أصعب أيام حياتي، وهو أحد أخطر الأيام التي مرت علي في حياتي المهنية»، هكذا وصف الدكتور المصري هاني عبدالجواد سليمان، استشاري جراحة العمود الفقري للأطفال والكبار، يوم العملية الجراحية للفتاة الإماراتية هند ذات ال 18 عاماً، التي كانت تعاني تشوّهاً كبيراً جداً واعوجاجاً وتحدّباً شديداً في عمودها الفقري، مع تأثير شديد في وظائف التنفس، جعل الفتاة محبوسة داخل جسدها، قبل أن ينقذها الطبيب هاني عبدالجواد، الذي سارع فور انتهاء الجراحة، إلى طمأنة أسرتها بنجاح الجراحة، بفرحة عارمة حبس خلالها دموعه.
يطمئن الطبيب والدها، قائلاً «هند كالفلة.. هند قوية، وتحرك رجليها وتتنفس وتنزع الأنبوبة، اليوم أسعد أيام حياتي». يضيف موجهاً رسالة للأب الذي ظل يرى معاناة ابنته لسنوات طويلة «أنت قوي وتحملت كثيراً، العملية كانت صعبة جداً».
ليرد الأب المشتاق إلى رؤية ابنته «أنا قلت لو استطاع الدكتور عمل هذه العملية، فلن يجد أي صعوبة في عملية أخرى، كرم الله واسع».
فالثقة بالله، والتمسك بالأمل وعدم اليأس، والأخذ بالأسباب هي المنجاة في مواجهة التحديات التي ربما تعصف بحياتك دون رحمة، وهذه كانت حال ابنتي هند في مواجهة مرضها الشديد.
عاشت هند، بتشوّه في العمود الفقري، سافر بها أهلها إلى كثير من المراكز الطبية المتخصصة في جميع أنحاء العالم، وكان الإجماع أن الفتاة ستصاب بالشلل لا محالة، وبالإجماع نفسه، أشار الأطباء إلى عرضها على طبيب واحد فقط، يستطيع تشخيص الحالة، وهو هاني عبدالجواد. 
تواصلت والدة هند مع الدكتور هاني، وأبلغته أن ابنتها لم يعد لها أمل، مؤكدة أن جميع الأطباء قالوا إنها حالة معقدة، وليس لديها أمل سوى العيش هكذا على كرسي متحرك طوال حياتها.
وأكدت الأم أن ابنتها أصبحت تحلم بقبول الطبيب رؤيتها، بعد أن قضت 6 أشهر في مستشفيات ألمانيا، فضلاً عن 14 مستشفى عالمياً.
وأضافت الأم «أنا كنت أعرف أن حالة ابنتي ليس لها حل، لكن أحببت أن آتي إليك وهي تريد أن تسمع ردك».
قبل الدكتور هاني التحدي، وطلب استكمال بعض الفحوص والتحاليل والأشعة، وبدأ التحضير لإجراء جراحة للفتاة.
وكشف الطبيب، كواليس الجراحة الخطرة في منشور عبر «فيس بوك»، مؤكداً أنه كان سيتخذ قراراً بالتراجع عنها، يقول: «أنا أجريت عمليات كثيرة، لكن حالة هند كانت صعبة، وحتى عندما ما فتحت الجلد كنت سأعيد قفله، فلم أجد العمود الفقري».
وقال «وحين كنت أجري العملية، كنت أقول لنفسي ما الذي أفعله؟ وفكرت أن أخيط الجرح وأعتذر عن تلك الجراحة الخطرة».
أضاف «لكن رد فعل البنت سيكون صعباً، لأنها كانت في قمة السعادة وهي داخل حجرة العمليات، والأمل بالله كان طاغياً عليها، وبدأت العملية من 9 مساء، حتى 3 فجراً، 6 ساعات متواصلة بدون راحة أو توقف، ونجحت العملية وعادت هند تسير على قدميها بشكل طبيعي».
وتابع «اليوم، كان أصعب أيام حياتي، والحمد لله مرّ على خير، ومنحتني فرحة أسرة هند بنجاح العملية طاقة إيجابية لم أشعر بها طيلة حياتي».
وأضاف «يكفي أن والدها قال لي، إنه جهّز الإجراءات لسفر ابنته جثماناً، وليس كمسافرة عادية، وقالت لي الأم وهي تبكي بشكل من الفرحة، إنها عاشت 18 سنة، وهي لا تتخيل أن تلك اللحظة يمكن أن تأتي».
يضيف عارضاً بعض صور العملية للأب «هذه معجزة، صور الأشعة كانت تقول إنه من المستحيل التمكن من لمسها مكان الاعوجاج، كرم ربنا كبير جداً، من ساعة أخذي للقرار وأنا متخوف.. هند ستستفيد من ظهرها، لم يكن عندها بطن.. هند أصبحت إنسانة أخرى».
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/w795rze9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"