عادي

ليز تراس على أعتاب السلطة بختام حملة المحافظين في بريطانيا

15:46 مساء
قراءة 3 دقائق
لندن - أ.ف.ب
بعد صيف من الحملات الانتخابية، وشبه الفراغ في السلطة، وسط أزمة غلاء معيشة في المملكة المتحدة، ينتهي السباق إلى رئاسة الحكومة البريطانية، الجمعة، بينما تبدو ليز تراس الأوفر حظاً في مواجهة ريشي سوناك.
ولم تؤدِ التجمعات واستطلاعات الرأي سوى إلى تأكيد الفارق الكبير بين وزيرة الخارجية (47 عاماً) ووزير المال السابق (42 عاماً) داخل حزب المحافظين الذي سيصوت أعضاؤه بالبريد أو عبر الإنترنت قبل الساعة 16:00 ت.غ.
وستعلن النتيجة ظهر الاثنين. وما لم تحدث مفاجأة، ستصبح ليز تراس رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على «بريكست»، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.
وستتولى المنصب خلفاً لبوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة في أوائل تموز/ يوليو، بسبب سلسلة فضائح. وينتظر البريطانيون ذلك بفارغ الصبر، لمعالجة سريعة لارتفاع رسوم الكهرباء التي تخنق المنازل والمدارس والمستشفيات والشركات، مما يؤدي إلى نزاعات اجتماعية غير مسبوقة منذ سنوات تاتشر (1979-1990).
وقال جون كيرتس المحلل السياسي في جامعة ستراثكلايد: «ستكون مفاجأة كبيرة جداً جداً إذا لم تفز»، مشيراً إلى «التقدم المتراكم في استطلاعات الرأي» وقدرة تراس على «جذب أعضاء حزب المحافظين سياسياً، وتقديم رسالة واضحة لهم».
وتراس السياسية المخضرمة التي تنتقل من منصب وزاري إلى آخر منذ عشر سنوات، نجحت في إقناع قاعدة الحزب بوعد بتخفيضات ضريبية ضخمة وتبني لهجة قاسية جداً ضد النقابات. وأدى ذلك إلى تشبيهها بمارغريت تاتشر؛ أيقونة التيار المحافظ، على الرغم من أن منافسها يعمل على انتزاع هذا الإرث عبر تقديم نفسه مدافعاً عن الحذر في الميزانية.
وواجه ريشي سوناك، وهو حفيد مهاجرين هنودو قد يصبح أول رئيس وزراء «غير أبيض» في البلاد إذا حدثت مفاجأة، صعوبة في تغيير صورته كتكنوقراطي ثري وبارع في إلقاء الدروس و«خائن» تمكن من تسريع سقوط بوريس جونسون باستقالته من الحكومة في أوائل تموز/ يوليو. وما زال جزءاً من قاعدة الحزب، يشعر بالأسف لرحيل جونسون.
وتتمثل هذه القاعدة ما بين 160 و200 ألف شخص، أي 0.3 في المئة من السكان - يشكل الذكور والمسنون والبيض نسبة أعلى من المعدل- سيقررون من سيكون رئيس الوزراء المقبل. ولم يكشف الحزب يوماً عددهم الدقيق، لدرجة أن موقعاً إخبارياً يلاحقه قضائياً لمزيد من الشفافية.
التحرك بسرعة
سيقدم بوريس جونسون، الثلاثاء، استقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية في مقر إقامتها الصيفي في بالمورال في اسكتلندا، في سابقة للملكة البالغة من العمر 96 عاماً والتي تواجه صعوبة في التنقل ولن تسافر إلى لندن.
وسيتبعه خلفه الذي سيكون رئيس الحكومة الـ15 في عهد الملكة المستمر منذ سبعين عاماً، قبل أن يعود إلى لندن لإلقاء خطابه الأول أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت ويشكل حكومته ويواجه زعيم المعارضة كير ستارمر للمرة الأولى، الأربعاء، في البرلمان.
ويبدو أن هذه المهمة ستكون صعبة في ظل انقسام الأغلبية، بسبب الفضائح وفي بلد يواجه تطلعات استقلالية لاسكتلندا وخلافات ما بعد «بريكست» في أيرلندا الشمالية.
لكن الضغط سيكون كبيراً للعمل بسرعة. واتخذت أزمة كُلفة المعيشة منعطفاً دراماتيكياً مع الإعلان عن زيادة بنسبة 80 في المئة في كلفة الطاقة المنزلية في تشرين الأول/ أكتوبر ما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي يبلغ اليوم أكثر من 10 في المئة، إلى 22 في المئة وفق أسوأ التوقعات.
ومن وسائل النقل إلى عمال البريد وعمال الموانئ والمحامين، استمرت الإضرابات في الانتشار.
ووعدت ليز تراس بتخفيضات ضريبية ضخمة بدلاً من مساعدات مباشرة. وقالت إنها تريد الحد من الحق في الإضراب.
ووعدت، الخميس، على الرغم من كل شيء بـ«الدعم الفوري» للأسر التي تواجه صعوبات، لكنها لم تذكر تفاصيل، وألغت في اللحظة الأخيرة مقابلة وعدت بها مع شبكة «بي بي سي». وكان بوريس جونسون غائباً خلال الصيف؛ إذ أمضى إجازة في سلوفينيا ثم في اليونان. وقد رفض استبعاد العودة إلى السياسة ويبدو وجوده مربكاً. ووعد، الخميس، بأن يقدم «الدعم الكامل» لخليفته.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33bh7c2d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"