لهذه الأسباب تفوقت الإمارات

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف يمكن لبلد أن يخرج من أعتى أزمة صحية شهدها العالم في عصرنا الحديث، بسلام، لا بل أقوى مما كان عليه، متفوقاً على دول تمتلك مؤسسات ضاربة في التاريخ، وإمكانات ضخمة هي الأكبر في العالم؟
الأمر ليس له علاقة بالموارد، أو الإمكانات، إذن، ولا بالجغرافيا، ولا حتى بالتاريخ.. الأمر له علاقة بالقيادة، والمؤسسات الحكومية، والثقة والعلاقة التشاركية بين القطاعين، العام والخاص. 
 هذه باختصار حكاية دولة الإمارات  مع الجائحة العالمية، دولة تتصدر مشهد الازدهار في عالم يعاني، في كثير من دوله واقتصاداته الكبرى والصغرى، أزمات خانقة في التضخم والركود والديون، وترهّل قطاعات الصحة والتعليم.. إلخ.
 نجحت الإمارات سريعاً في إعادة الحراك الاقتصادي إلى مستويات ما قبل الجائحة، لا بل وبمعدلات نمو تفوق ما كانت تحققه قبلها، ليسجل مستوى النشاط التجاري أعلى معدل له منذ 40 شهراً، بحكمة القيادة، وخطط الحكومة، وإشراك القطاع الخاص، وبالتفاني في حب الإمارات، والإخلاص لكل مواطن ومقيم وزائر، ومبادلتهم الثقة بالوفاء وتوفير مستلزمات مواجهة الجائحة على كل المستويات، فكان النجاح حليفهم. 
من يريد أن يرى ويلمس نجاح الإمارات، ما عليه إلا معايشة الواقع الأوروبي بتفاصيله اليومية، حيث التضخم يقضي على الطبقة الوسطى، وحيث البطالة تفاقم ضغوطها على موارد الحكومات، أما البيروقراطية والروتين فيتفشيان في كل مفاصل المؤسسات، بعد أن عشّشا في عقلية الموظفين، كأننا أمام مؤسسات في دول العالم الثالث.
 الإمارات التي كانت تواجه الجائحة بورشة تطوير غير مسبوقة للقوانين والتشريعات، وبجرعة غير مسبوقة من التسهيلات للأعمال، وبقرارات أكثر انفتاحاً واندماجاً مع أسواق العالم، أعادت صياغة محركات النمو لتستعيد الزخم على كل المستويات. 
 قيادة الإمارات اعتادت مواجهة التحديات بمواصلة البناء وعدم الركون للعقبات، وحين تُحقق النجاح لا تقف، وإنما ترفع المعايير إلى مستويات جديدة، وفي اجتماع مجلس الوزراء، أمس، كانت الرسالة واضحة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فبعد استعراض منجزات الدولة في مختلف المؤشرات ونجاحاتها المحققة في التجارة والسياحة والخدمات، أقر إصدار قانون جديد للشراكة بين القطاعين، الحكومي والخاص.
الرسالة تتلخّص في أن الإمارات تفتح الأبواب للمزيد من النمو والتنمية، وتريد أن تأخذ بيد القطاع الخاص شريكاً في مرحلة جديدة من مراحل التنمية والتقدّم، تخلق له الفرص وتشجعه على الدخول في المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وتطوير شراكات تؤدي إلى تحسين جودة الخدمات.
وبذلك، يبشرنا سموه، بأن الإمارات التي كانت، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأسرع في تجاوز آثار الجائحة، والأكثر توازناً بين صحة الإنسان ومصالحه الاقتصادية، تستعد اليوم لاستيعاب نتائج التعافي العالمي المرتقب في مختلف القطاعات. 
النموذج والاستثناء الإماراتي عالمياً هو في القيادة.. التي عندما حققت النجاح أرادت شراكة أكثر عمقاً في التنمية، وهي تعي أن نجاح الحكومة في اجتياز الجائحة على كل المستويات كان بفضل الشراكة.
هذه هي الإمارات.. هذه هي القيادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ummd2tu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"