لا وقت للتردد

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

ليس جديداً على الإمارات استمرار نشاطها الاقتصادي على الصعد كافة من تجارة ومال وسفر، وخدمات خلال أشهر الصيف من دون تغيير عن بقية أشهر العام، لكن هذا الصيف «كان غير»، فالأعمال بتفرعاتها المختلفة، أظهرت نمواً أكبر حتى عن الأشهر السابقة للصيف.
مؤشرات مديري مشتريات الشركات ونمو الأعمال والتوظيف، استمرت في التصاعد، لتسجل معدلات مرتفعة، تضاهي ما كانت عليه قبل الجائحة، ما يعكس تحسن الوضع الاقتصادي في مختلف القطاعات، على الرغم من تضخم الأسعار الذي أصاب العالم.
وإذا أشرنا إلى قطاعي الأسهم والعقار؛ حيث المؤشرات بين أيدينا، فإن النشاط الصيفي لم يكن «صيفياً» تغلب عليه الإجازة والاستراحة على الإطلاق، فعلى صعيد الأسهم، زادت التداولات لتصل إلى 38.4 مليار درهم في أغسطس/آب، وقبله 27 مليار درهم خلال يوليو/تموز، وهذا انعكس على الأسعار التي حققت ارتفاعاً بمعدلات قوية، فاقت أسواق المنطقة والعالم. 
في نهاية أغسطس، تصدّر سوق أبوظبي، قائمة الارتفاعات بين الأسواق الخليجية منذ مطلع عام 2022؛ حيث ارتفع مؤشره العام بنسبة 16.3%، في حين ارتفع مؤشر سوق دبي بنسبة 7.7%، وكان الأفضل أداء بين أسواق المنطقة.
أما تداولات العقارات، فتعد دليلاً آخر على تسارع النمو، وزيادة التداولات والأسعار؛ حيث سجلت مبيعات عقارات دبي خلال الصيف، أرقاماً قياسية جديدة؛ إذ بلغت مبيعات يونيو ويوليو وأغسطس نحو 68 مليار درهم، بنسبة نمو 68% قياساً بالمدة نفسها من العام الماضي، أضف إلى ذلك ما كشفته مؤشرات مديري المشتريات عن ارتفاع مستمر في التوظيف منذ مايو/أيار، فضلاً عمّا تكشفه الدوائر والغرف من نمو في أعداد الشركات والتراخيص الجديدة.
على ماذا يؤشر كل ذلك؟ 
يؤشر بشكل واضح إلى أن اقتصاد الإمارات أمام مرحلة ازدهار غير مسبوقة، بدأت بالفعل ومستمرة لفترة طويلة، وهي مرحلة ستأخذ الإمارات إلى مستويات أعلى في مختلف القطاعات، مدعومة بطفرة في الاقتصاد الرقمي.
الحكومة أظهرت، برسالة واضحة، أنها ماضية قدماً وبقوة في دعم الاقتصاد الوطني، وقد فعلت ذلك بحزمة تشريعات، تتقدم فيها على تلك الموجودة في العالم، وإبرام شراكات استراتيجية مع دول فاعلة في النظام العالمي، كما أنها تمتلك أسواقاً تواكب احتياجات الشركات في الإمارات، وهي شراكات من شأنها تعظيم أسواق الإمارات ودورها الإقليمي والدولي.
المرحلة الحالية تتطلب من الجميع الانخراط فيها، لأن فوائدها وفرصها على درجة كبيرة من الأهمية، وهي مرحلة مفصلية لنمو أحجام الشركات الخاصة، فلا وقت للانتظار، وتضييع الفرص، فالقطار غادر المحطة، وعلى من تأخر أن يُسرع للحاق به في المحطة التالية، قبل الانطلاق إلى محطات المستقبل الأبعد.
القادم أفضل، والتجارب علمتنا أن الإمارات أرض الفرص ووطن النجاح للجميع، وستبقى كذلك لعقود مقبلة، وما تحمله في جعبتها من خطط ومبادرات واستراتيجيات، سيكون موضع إعجاب للعالم أجمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37xrk4pk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"