أي سلاح اليوم؟

23:54 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

كيف تعرف أن المعايير لم تعد نفسها وأن الفن الذي كان سلاحاً يتنافس الفنانون على استخدامه لخدمة الوطن، صار جسراً للعبور من خلاله إلى الشهرة، والفنانون يتنافسون على «الترند» واللهاث خلف الأضواء وتلميع صورة ال «أنا»؟!.

في الوقت الذي يستعيد فيه الناس على السوشيال ميديا إنجازات «الكبار» في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، وماذا فعل الفنانون وكيف سارعوا كل من تلقاء نفسه لدعم مصر بتقديم عمل فني يليق بالحدث العظيم متبرعاً بموهبته ووقته وماله، ويحكون قصة العبقري بليغ حمدي كيف توجه مع زوجته الفنانة وردة الجزائرية أول أيام الحرب بكل حماس إلى مبنى الإذاعة في القاهرة من أجل تسجيل أغنيتين كتبهما الشاعر عبدالرحيم منصور «باسم الله» و«أنا على الربابة»، متحملاً كافة المصاريف من تسجيل إلى فرقة موسيقية.. في الوقت نفسه تنتشر على السوشيال ميديا قصة سيرين عبدالنور وكيف صرحت خلال جلسة حوارية عن الدراما العربية في منتدى الإعلام العربي في دبي، بأن زميلتها نادين نسيب نجيم رفضت أن تلتقي معها في مسلسل واحد من إنتاج شركة الصباح، وتولى مشجعو الفنانتين مهمة إضافة البهارات لهذا «الحدث العظيم» وإشعال النيران وتقديم كل الإثباتات للدلالة على أن فلانة تغار من علانة.

أخلاق «أهل الفن زمان» أين ذهبت؟ كل ما نسمعه اليوم ونراه من تصرفات وأقوال عفوية يدل على انحدار مخيف في كل شيء، وكأننا انتقلنا إلى مرحلة لم يعد فيها للفن هدف ورسالة.

حرب أكتوبر أشعلت النيران في قلوب الفنانين فهب كل منهم لتقديم خدمة وطنية بالكلمة اللائقة واللحن الخالد والأداء الرائع.. كل تلك الأغاني التي نستعيدها كل عام في ذكرى 6 أكتوبر ليست جميلة لأنها تذكرنا بحدث مجيد وبشهداء افتدوا الوطن بدمائهم، فحسب، بل لأنها تذكرنا أيضاً بما فعله الفنانون وكيف كانوا على قدر المسؤولية وهبوا للمشاركة في الخدمة الوطنية حاملين سلاحهم الذي يجيدون استخدامه على أكمل وجه، العود سلاح والعزف سلاح والقلم سلاح والكلمة سلاح والصوت سلاح والأغنية سلاح.. كل ما فعله أهل الفن «زمان» درس ترك بصمة في نفوس الناس في ذلك الوقت ومازلنا نتعلم منه؛ فأي سلاح يحمله أهل الفن اليوم؟ وأي خدمة يقدمونها للمهنة وللوطن وللأجيال الجديدة؟ وأي درس يمكن أن يستفاد به منهم؟

[email protected]

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tjepypu

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"