عادي
مدارس خاصة تبالغ في طلباتها

الأنشطة المنزلية.. أعباء إضافية تثقل كاهل أولياء الأمور

00:02 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: آية الديب

على الرغم من أن تنويع الأنشطة وتعزيزها لإيجاد بيئة مدرسية جاذبة أمر بالغ الأهمية للطالب والعاملين في المدرسة، معاً، يواجه أولياء أمور بعض طلاب المدارس الخاصة، صعوبات ترتبط بمشاركة أبنائهم في هذه الأنشطة.

«الخليج» رصدت شكاوى لأولياء أمور طلاب في مدارس خاصة بشأن مطالب مدارس أبنائهم الخاصة بتكاليف أنشطة مدرسية مختلفة، تتنوع بين جلب خامات معينة، أو ملابس بألوان محددة، أو أطعمة معينة، أو مجسمات لتنفيذ مشروعات دراسية مختلفة، ومتطلبات لإقامة حفلات مختلفة داخل المدارس، فضلاً عن إقامة رحلات تكاليف الاشتراك فيها مرتفعة.

تحدث ل«الخليج» عدد من التربويين لبحث أسباب هذه الشكاوى والوقوف على آلية حل هذه المشكلات، حيث أشاروا إلى أنه في الوقت الذي تميل فيه بعض المدارس لتنفيذ أنشطة مرتفعة السعر لتعزيز مهارات معينة للطلاب، يمكن تنفيذ أنشطة بديلة تعزز نفس المهارات نفسها وبتكاليف أقل.

الصورة
1

وأكدوا أنه من الأفضل لولي الأمر أن تكون كلفة كل الأنشطة المدرسية ضمن كلفة الرسوم المدرسية الإجمالية التي يدفعها سنوياً، وأن الأنشطة المدرسية المفاجئة لولي الأمر تأتي نتيجة سوء تخطيط من المدرسة، وعلى المعلمين إخطار أولياء الأمور بخطط الأنشطة المدرسية التي سيشارك فيها أبناؤهم بصورة شهرية.

وشددوا على أنه في حال عدم مقدرة ولي أمر الطالب على دعم مشاركة ابنه في نشاط معين، يتمثل دور المعلم في تكليف الطالب بمهام أخرى، حتى لا يشعر بأن جميع زملائه ينفذون نشاطاً معيناً بينما هو لا يقوم به، موضحين أن ما يكلف ولي الأمر في بعض الأحيان هي المشروعات المدرسية والمشرعات الابتكارية، وهي أمور غير إلزامية للطلاب.

أولياء أمور

البداية كانت مع ولية الأمر ولاء إبراهيم التي قالت: لديّ طفلان، وعلى الرغم من اختياري مدرسة متوسطة الرسوم الدراسية، لكل من ابنتي وابني، إلا أنني وجدت الأنشطة المدرسية تشكل عبئاً مالياً شهرياً على ميزانية أسرتي، وأكون مضطرة لتلبية متطلباتهما الخاصة بهذه الأنشطة حتى لا يشعران بأنهما أقل من أقرانهما.

وقالت نهى جابر: يبدو لي أن متطلبات مدرسة طفلتي فيها نوع من المبالغة، فهناك الكثير من الأنشطة يمكن تنفيذها بخامات أخرى، ومتطلبات معينة يتم تحديدها، ويمكن الاستعاضة عنها بخامات أقل، وتؤدي الغرض ذاته، وأشعر بأنه كلما ارتفعت رسوم المدرسة الدراسية ارتفعت تكاليف تنفيذ الأنشطة المدرسية فيها، على الرغم من أن المدارس ذات التكاليف المرتفعة عليها أن تتحمل تكاليف كل الأنشطة والحفلات من دون أن يتحمل ولي الأمر أي رسوم إضافية.

فيما قالت سهام هشام: المعاناة التي أعانيها مع مدرسة ابني ليست في تكاليف الأنشطة المدرسية، وإنما في ضيق الوقت، ففي كثير من الأحيان أتلقى رسالة في وقت متأخر من اليوم من المدرسة بإبلاغي بأن طفلي يحتاج إلى أن يحضر معه خامات معينة، أو طعاماً بلون معين، أو حتى ملابس معينة في اليوم التالي، ولا تراعي المدرسة في هذا الشق ظروف ولي الأمر وانشغاله، وأنه قد يحتاج لتوفير هذه المتطلبات لزيارة أكثر من مكان حتى يجد المناسب لطفله.

وأضافت: اضطر في هذه الحالات إلى ترك كل مسؤولياتي والبحث عما طلبه المعلمون، مطالبة بإلزام المدارس الخاصة بإخطار أولياء الأمور بمتطلبات أبنائهم الدراسية بوقت كاف يكون حده الأدنى 3 أيام.

الأهداف نفسها

ورأت غادة محيي الدين، مديرة مدرسة خاصة في أبوظبي، أنه في ظل ظروف المعيشة الصعبة لدى الكثير من أولياء الأمور يجب أن تركز المدارس على تنفيذ النشاطات غير المكلفة، وقالت: في الوقت الذي تنفذ فيه مدارس نشاطات مكلفة على أولياء الأمور لتوصيل مهارات معينة للطلاب، أو للتفاعل في مناسبات مختلفة يمكن تنفيذ أنشطة أخرى تدعم الأهداف نفسها، التعليمية والتربوية، وبتكاليف أقل.

وأضافت: في ما يخص الرحلات المدرسية فأغلب الرحلات تكون كلفتها على ولي الأمر نفس الكلفة على المدرسة، ويتم التنسيق مع دائرة التعليم والمعرفة قبل تنفيذ الرحلات، وغالباً ما تتضمن تكاليف الرحلات رسوم دخول وجهة الرحلة، وتكاليف نقل الطلاب وتوفير وجبة بسيطة للطالب.

وتابعت: ربما من الأفضل لولي الأمر دفع رسوم الأنشطة مع دفع الرسوم الدراسية، على أن يكون مطالباً بدفع مبلغ واحد كامل يشمل جميع ما يحتاجه طفله خلال العام الدراسي، على أن تتولى المدرسة فيما بعد، توفير تكاليف مختلف الخامات والملابس الخاصة بالنشاط.

مساعد معلم

وقالت يسرى سلمان مسؤولة الأنشطة في إحدى المدارس الخاصة، في حال عدم مقدرة ولي أمر الطالب على مشاركة ابنه في النشاط، يتمثل دور المعلم في تكليف الطالب بمهام أخرى على النشاط، كأن يكون مشرفاً ومساعداً له، كما يمكنه أن يضع للطالب بطاقة كبيرة على صدره تقديراً لدوره المساعد الذي قام به حتى لا يشعر الطالب بأن جميع زملائه ينفذون نشاطاً بينما هو لا يقوم به.

وأوضحت أن الأنشطة المدرسية تنقسم إلى قسمين، أولهما الأنشطة التي تتزامن مع المناسبات السنوية المعروفة، مثل الاحتفال باليوم الوطني والمولد النبوي الشريف، ويوم الأم وغيرها، وأنشطة أخرى تنفذها المدرسة لتنمية مهارات الطلاب وتعزيز السلوكات الإيجابية لديهم، وتعليم الطلاب مهارات ترتبط بمواد دراسية معينة.

وأضافت: في الأغلب تكون الكلفة بسيطة على ولي الأمر، ولكن في بعض المدارس ذات المصروفات المدرسية المرتفعة ترتفع أسعار المشاركة في الأنشطة المدرسية على ولي الأمر، وكلما كان الطلاب أصغر سناً زاد عدد الأنشطة التي تنفذها المدارس، وزادت المتطلبات على ولي الأمر، باعتبار أن التعليم بالأنشطة أكثر رسوخاً في أذهان صغار السن.

وتابعت: ما يكلف ولي الأمر في بعض الأحيان هو المشروعات المدرسية والمشرعات الابتكارية، وهي أمر غير إلزامي للطلاب، وفي جهة عملي حينما يشارك طالب باسم المدرسة في إحدى المسابقات، تتحمل المدرسة تكاليف الخامات والأدوات التي يحتاج إليها.

المرحلة العمرية

وقال محمد أحمد علي، معلم في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة: طبيعة المرحلة العمرية للطالب تلعب دوراً كبيراً في رغبته في المشاركة في الأنشطة المدرسية، ومدى تأثره في حال عدم مشاركته فيها، موضحاً أن الطلاب الأكبر سناً لا يتأثرون في حال عدم مشاركتهم في نشاط مدرسي، بينما طلاب الروضة، الأولى، والثانية، وطلاب الحلقة الأولى تؤثر عدم مشاركتهم في الأنشطة المدرسية فيهم سلباً.

وأضاف: الأنشطة المدرسية يكون لها تأثير إيجابي وتربوي كبير في الطلاب صغار السن، وتساعد المعلم في توصيل المعلومة والسلوك الصحيح للطلاب، وفي المقابل نجد طلاب الحلقة الثالثة على سبيل المثال، أكثر نضوجاً ووعياً، ويسهل استيعابهم لمعلومات مختلفة من دون الحاجة إلى تنفيذ أنشطة مدرسية لإيصال هذه المعلومات، وتكون مشاركة طلاب الحلقة الثالثة في الأنشطة من باب تعزيز التواصل الاجتماعي والانتماء إلى المجتمع المدرسي.

وتابع: في ما يخص عامل ربح المدارس الخاصة من الأنشطة المدرسية، فذلك يعود إلى سياسة المدرسة وأهدافها، وبشكل عام، يجب على جميع المعلمين إخطار ولي الأمر بالنشاط قبل تنفيذه مع الطلاب بوقت كاف، وإذا كان لدى ولي الأمر القدرة المالية على توفير المطلوب ليشارك في النشاط يكون لديه الوقت الكافي لشراء هذه المتطلبات، وإذا لم يتمكن ولي الأمر من شراء هذه المتطلبات على ولي الأمر إخطار المعلم بذلك حتى يضع المعلم لطفله دوراً بديلاً في النشاط، أو يحاول توفير له ما يمكن أن يشارك به من المواد المتوفرة في الحرم المدرسي.

سوء تخطيط

1
دعاء صفوت

قالت دعاء صفوت المستشارة التربوية والأسرية في أبوظبي: الأنشطة المدرسية المفاجئة لولي الأمر تأتي نتيجة سوء تخطيط من المدرسة، وبشكل عام، على المعلمين إخطار أولياء الأمور بخطط الأنشطة المدرسية التي سيشارك فيها أبناؤهم بصورة شهرية، لاسيما وأن كثيراً من المناسبات التي تنفذ فيها المدارس أنشطة تكون معلومة لدى المدارس، مقترحة أن يكون هناك استبيان لكل لولي أمر يستطلع رغبته في مشاركة ابنه في كل نشاط، وما الذي سيحتاجه الطالب في حال مشاركته في هذا النشاط، على أن يسبق إخطار المدرسة لولي الأمر بتنفيذ النشاط، مدة لا تقل عن أسبوع.

وأضافت: متطلبات الأنشطة المعروفة، ولاسيما الأنشطة المعتادة المتكررة سنوياً، يجب أن تتوافر في المخزن الخاص بالمدرسة، ولو بعدد محدد، حتى يفي هذا العدد بتلبية احتياجات الطلاب الذين لن يتمكن أولياء أمورهم من شراء متطلبات أنشطتهم، وفي ما يخص المدارس مرتفعة الرسوم الدراسية فيجب على هذه المدارس توفير متطلبات الأنشطة لكل الطلاب، واستقطاع كلفة هذه المتطلبات من ربح المدرسة.

وتابعت: على المعلمين عدم المبالغة في مدح الطلبة المشاركين في الأنشطة أمام أقرانهم من غير المشاركين، ومنح غير المشاركين أدواراً أخرى كاستقبال زوار حفل، أو دور تنظيمي مساعد، وفي المقابل على ولي الأمر تعويض الأبناء عن عدم مشاركتهم في رحلة، أو نشاط بأمر بديل بكلفة محدودة، أو وعد الابن باصطحابه إلى رحلة في مكان مماثل بعد فترة زمنية معينة.

وأردفت: كأولياء أمور علينا عدم تربية أبنائنا على ثقافة التباهي والتفاخر بما لديهم مراعاة للآخرين، ومهما كان الوضع المالي لولي الأمر فعليه تعليم أبنائه ثقافة الادخار والإدارة المالية، فالأبناء من الصف الثالث يمكن تدريبهم على الادخار، ومن ثم يتمكن الطالب من المشاركة في رحلة مدرسية من المبلغ الذي ادخره.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6cx5zcj8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"