عادي

بعيداً عن «البحر والشمس والرمال».. اليونان تسعى لتنشيط السياحة الشتوية

20:56 مساء
قراءة 3 دقائق

«البحر والشمس والرمال»، لكن ماذا بعد ذلك؟ بدأت اليونان، الوجهة الشهيرة للعطل الصيفية، مساعي لجذب السياح على مدار العام وخصوصاً المتقاعدين من شمال أوروبا الباحثين عن مكان لتمضية شتاء معتدل.

في جزيرة رودس جنوب شرقي بحر إيجه، لا تزال درجات الحرارة أكثر من عشرين درجة مئوية، بينما يزخر الطريق الطويل الذي يمتد على الساحل الغربي من المطار بسلسلة من المجمعات الفندقية: منتجع صن بيتش، وإليكترا بالاس أو بلو هورايزون، إلا أنها كلها مغلقة خلال فصل الشتاء.

إلى الجنوب، وعلى الساحل الشرقي يستعد آخر مطعم تقليدي لا يزال مفتوحاً في ليندوس، (الدلافين) لإغلاق أبوابه حتى نيسان/أبريل، بينما لا يزال سياح ألمان وهولنديون يستمتعون بالشمس على شاطئ البحر.

ومن ميكونوس إلى كورفو، وصولاً إلى سانتوريني، تعيش أغلبية الجزر اليونانية من السياحة فقط من نيسان/أبريل حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وبقية السنة تغلق أبوابها وواجهات محالّها.

منافذ جديدة

لكن سعياً إلى منافذ جديدة لقطاع يشكل 25% من إجمالي الناتج الداخلي، باتت السلطات اليونانية تراهن الآن على مجيء سياح خلال فصل الشتاء.

وقال وزير السياحة اليوناني فاسيليس كيكيلياس في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «من وجهة صيفية فقط من نوع بحر، شمس ورمال، يمكن لليونان أن تصبح وجهة (عطلة) طوال السنة».

وأضاف الوزير من مكتبه الشاسع في وسط أثينا والمطل على البرلمان: «خلال أشهر الشتاء، كان السياح من دول أوروبا الشمالية يميلون للذهاب إلى جنوب غرب أوروبا: إلى مايوركا أو ماربيا أو الكناري في إسبانيا أو البرتغال».

ويتابع: «نقول الآن: انظروا أيضاً إلى ساحل شرق المتوسط». وقد زار الوزير عدة عواصم أوروبية بينها باريس وبرلين لتشجيع السياحة إلى الساحل اليوناني والجزر في الشتاء.

وبعد عامين من تأثره بوباء كوفيد 19 والقيود على السفر، يفترض أن يتيح موسم عام 2022 لليونان أن تقترب من الرقم القياسي الذي سجلته عام 2019، حين استقبلت 33 مليون سائح.

وعند نهاية أيلول/سبتمبر، بلغ عدد السياح 23.7 مليون شخص مع ارتفاع في عدد الفرنسيين والألمان والبريطانيين، مقارنة مع سنة 2019 التي سجلت أرقاماً قياسية.

وهذا على الرغم من تراجع الاقتصاد الأوروبي مع الحرب في أوكرانيا، والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة.

وبينما يعبّر كثير من الأوروبيين عن قلقهم من ارتفاع فواتير التدفئة، تريد أثينا تحويل «هذه الأزمة إلى فرصة»، بحسب ما قال كيكيلياس عبر تشجيع المتقاعدين على المجيء لتمضية فصل الشتاء «بدفء» وخفض فواتير الغاز والكهرباء.

فلوريدا أوروبا

وفي أيلول/سبتمبر، لخصت صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار الأمر كالتالي: «في اليونان، لن يضطر أي ألماني للشعور بالصقيع».

وقال الوزير اليوناني: «في بيئة جميلة، يمكن العيش بشكل جيد هنا لمدة شهر أو شهرين (..) وإنفاق مبالغ أقل، مقارنة مع ما كانوا سينفقونه لو بقوا في بلادهم».

ورصدت أثينا 20 مليون يورو لحملة دعائية تستهدف خصوصاً المتقاعدين للترويج لمكان دافئ شتاء، تبلغ فيه الحرارة عشرين درجة مئوية.

لكن على الرغم من أن صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية اعتبرت أن اليونان قد تكون «فلوريدا أوروبا»، فإن منظمي الرحلات السياحية الذين يقدمون عروض إقامات جاهزة لم يقوموا بأي خطوة بعد.

فمجموعة «توي» التي قدمت موعد بدء الموسم السياحي إلى الربيع بسبب «الطلب القوي»، «لا تقوم برحلات منظمة إلى اليونان خلال أشهر الشتاء من كانون الأول/ديسمبر إلى شباط/فبراير»، كما قال ايفانغيلوس يورغيو أحد مسؤولي الإعلام لدى الشركة.

وكذلك تعرض شركة كوندور الألمانية رحلات إلى منطقة كالاماتا في البيليبونيز حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر فقط. وقالت المتحدثة باسمها جوانا تيلمان، إن الرحلات إلى هيراكليون (كريت) ورودس لن تستأنف قبل مطلع نيسان/أبريل. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/267b5ahk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"